منذ دعوة وزارة الآثار أول أمس عن الإعلان عن كشف مهم بمنطقة المطرية والكل يفكر ويستنتج ما هو هذا الآثار المهم، سواء من الصحافة المصرية أو الأجنبية، ونجح "اليوم السابع" بنشر تفاصيل الاكتشافات قبل الإعلان عنها رسميا بـ24 ساعة، وهذا ما أكدته وزارة الآثار لحظة الإعلان الرسمى صباح أمس الخميس، فكل وسائل الإعلام ذهبت لتغطية الحدث المهم.
ولحظة شفط المياه الجوفية يظهر جزء علوى من تمثال عملاق، ورأسه بجانبه، وبالفعل تم خروج رأس التمثال من الحفرة وعلى الفور تم تغطيه بشاش أبيض حتى لا يتأثر بحرارة الشمس نظرا لاختلاف البيئة الذى كان موجود بها، وأشاد جميع الحاضرين باكتشافات حيث تم إخرج تمثال سيتى الأول من نفس المنطقة قبل ثلاثة أيام.
لكن استخدام المعدات الثقيلة فى انتشال رأس التمثال نالت انتقادات كثيرة وهذا ما جعل هناك الكثير من الاستهجان على وزارة الآثار، وتم ترك الحدث الأساسى وهو الاكتشاف العظيم، وتم الاتجاه لناحية أخرى حتى أنه تم اتهام الوزارة بانها كسرت التمثال، ولهذا اردنا توضيح الأمر للوقوف على الحقيقة.
ففى اتصال هاتفى قال الأثرى محمد ثروت، مفتش آثار بمنطقة آثار المطرية وعين شمس، ردا على انتقادات نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، حول انتشال تمثال رمسيس الثانى، بمعدات ثقيلة، قائلا: ليس فى الإمكان أكثر مما كان، ومن يجلس وينتقد من بيته يأتى ليشاهدنا ونحن نعانى وسط الطين منذ عدة أشهر.
وأوضح مفتش آثار بمنطقة آثار المطرية وعين شمس أنهم يعملون وسط منطقة عشوائية، يصعب العمل بها، ولا يوجد وسائل لدى الوزارة التى تعانى من ضعف الموارد، سوى هذه المعدات، مشيرا إلى أنه يوجد وسائل أحدث من ذلك لدى الغرب ولكن نحن فى وزارة الآثار ازمات فى التمويل والموارد، ولهذا نحاول أن نعمل فى ظل الامكانيات المتاحة لدينا، ونعمل جاهدين على المحافظة على كل ما يتم اكتشافه.
وبعد ساعات قليلة أصدرت وزارة الآثار بيانا صحفيا للردًا على ما تم تداوله عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بشأن استخدام رافعة آلية فى رفع التمثال، حيث قال الدكتور محمود عفيفى رئيس قطاع الآثار المصرية بوزارة الآثار، إنه لم يتم رفع التمثال، لكن جزء من رأسه باستخدام الرافعة نظرا لثقل وزنه، وذلك بعد تدعيم الكتلة بواسطة العروق الخشبية وألواح الفلين لفصلها عن الجسم المعدنى للرافعة، كما تم رفعها مع كمية كبيرة من التربة الطينية التى كانت تحيط بها، أما عن باقى أجزاء التمثال فمازالت موجودة بالموقع، وجارى دراسة كيفية رفعها.
واستطرد قائلاً: الرفع تم تحت الإشراف المباشر من الأثرين والمرممين المصريين والألمان العاملين بالموقع، وذلك نظرًا لوجود التمثال غارقًا فى المياه الجوفية بالأرض الطينية.
كما عبر الدكتور "ديترش راو" رئيس الفريق الألمانى، عن حزنه الشديد لما تناولته مواقع التواصل الاجتماعى، حول طريقة انتشال تمثال رمسيس الثانى بمنطقة المطرية، قائلا: فى الوقت التى تحتفى فيه وسائل الإعلام الغربية بالاكتشافات الأثرية بمنطقة المطرية، يقابلها هجوم شديد من صفحات التواصل الاجماعى بانتقاد طريقة انتشال التمثال.
وأوضح الدكتور ديترش راو، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الإعلام الغربى قال عن الاكتشاف أنه أعظم الاكتشافات التى حدث من 2001، وسيساعد على جذب السياحة لمصر، مضيفا فكيف ينظر الإعلام المصرى لاكشاف بهذه الطريقة.
وأكد رئيس الفريق الألمانى، على أن الطريقة التى تم انتشال بها رأس التمثال طريقة علمية، ونحن كبعثة المانية موجودين طوال الوقن ومعنا فريق على أعلى مستوى يعملون فى تلك المهنة منذ فترة طويلة حيث أنهم يتوارثونها أب عن جد، ويتقاضون مرتبات مرتفعة قد تصل لأضعاف أجر الأثريين، ولن نسمح بإلحاق الأذى لأى قطعة أثرية على الإطلاق، فالآثار المصرية ملك العالم العالم والحفاظ عليها واجب أى دولة فى العالم، مضيفا أتمنى أن نعمل على ترويج الحدث بشكل جيد يساعد مصر على ارتفاع معدلات السياحة فى الفترة القادمة.
وأشار رئيس البعثة الألمانية، أنه تم تأجيل انتشال الجزء العلوى من تمثال رمسيس الثانى نظرا لثقل وزنه وإعداد المعدات اللازمة لانتشاله وذلك يوم الاثنين المقبل، وأنه جارى الآن استكمال أعمال البحث والتنقيب عن باقى أجزاء التمثال للتأكد من هوية صاحبه، حيث إن الأجزاء المكتشفة لا توجد عليها أية نقوش يمكن أن تحدد لمن من الملوك، لكن اكتشافه أمام بوابة معبد الملك رمسيس الثانى يرجح أنه يعود إليه.
وأكد ديترش رو رئيس البعثة الألمانية، أن الجزء الذى تم رفعه من التمثال لم يمس بسوء، ولم يتعرض للخدش أو الكسر، كما أشيع فى مواقع التواصل الاجتماعى بل هو فى حالة جيدة من الحفظ.
ومن جانبه قال عالم الآثار الدكتور زاهى حواس، إن سوق الخميس هو موقع أثرى هام جدا وقد بدأت فيه شخصيا بأعمال الحفائر وعثرنا بداخله على بقايا معابد للملك إخناتون والملك تحتمس الثالث والملك رمسيس الثانى، ولكن تعانى منطقة المطرية من مشكلة كبيرة جدا وهى أن جميع المنازل والمبانى الحديثة مبنية فوق بقايا معابد ومقابر أثرية .
وأكد الدكتور زاهى حواس على أن جميع الآثار والتماثيل التى عثر عليها فى منطقة المطرية لا يوجد بها تمثالا واحد كاملا، حيث إن هذه التماثيل قد تم تدميرها وتكسيرها خلال العصور المسيحية حيث اعتبرها المسيحيون مبانى ومعابد وثنية وأغلقوها.
وأوضح "حواس"، نظرا لما تم فى العصور المسيحية، فقد تم تكسير التمثال المكتشف فى المطرية إلى عدد من القطع، ونظرا لضخامة التمثال فأكد أنه للملك رمسيس الثانى وليس لأى ملك آخر، حيث تم العثور على معبد يخص هذا الملك فى هذا المكان، وقد عثرت البعثة على قطعتين من التمثال، تتمثل القطعة الأولى فى جزء من التاج والقطعة الثانى هى عبارة عن جزء كبير الحجم من جسم التمثال و الذى يزن 7 أطنان، واتضح أن التاج يمثل جزءا كبيرا من الرأس يتكون من جزء كبير من التاج والأذن اليمنى رائعة و كاملة وجزء من العين اليمنى، وقد قامت البعثة باستخدام الونش لاستخراجه من باطن الأرض وهذا تصرف سليم مائه بالمائة حيث يستخدم الونش فى جميع المناطق الأثرية.