تربيت على صوت أم كلثوم وفتحية أحمد وصالح عبد الحى.. و"الكاريزما" حاليا أقوى من الغنوة.. والكلمة الحلوة أهم من اللحن.. والجمهور المصرى "ذويق للفن"
فى حنجرته صوت رخيم أجش غزا به العالم بتميزه وتفرده واختلافه.. وبصدره سلسلة فضية حفر عليه اسم "الله" وابنته "عيون" لا يخلعها أبدًا من عنقه تيمنا بها.. وخلفه تاريخ غنائى كبير يحفظه جمهوره فى جميع أنحاء الدنيا عن ظهر قلب.. جورج وسوف نجم يغنى بروحه وإحساسه قبل صوته.. هو أبو وديع والوسوف والسلطان والطفل المعجزة كما لقبوه عندما غنى فى سن الـرابعة عشر، نجم وفنان ومطرب يمثّل رقم مهم وكبير فى خريطة الفن العربى، ويحظى بقدر ومكانة خاصة عربيا وعالميا.
جورج وسوف
وكما أنه ليس للوسوف شبيه فى صوته وأدائه وغنائه وتفرده، ومزاحه أيضًا.. فهو كذلك فى إنسانيته.. يعرف المعنى الأهم من الإنسانية ويتجلى ذلك فى كيفية تعامله مع معجبيه ومحبيه وعشاقه بعيدا عن القيود التى يفرضها عليه من هم حوله.
جورج وسوف مع العباس السكرى وعماد صفوت
قبل أن يبدأ جورج وسوف حديثه مع "اليوم السابع" همس فى آذاننا بعد أن انحنى قليلًا ناحيتنا قائلاً بصوته المعروف: "بدى أسأل سؤال أخوى بعيد عن أى شىء"، وبادر بسؤاله: "هل حفلتى التى أقمتها يوم الجمعة الماضى كانت حلوة؟.. هل الجمهور اتبسط بيها؟.. هل الناس فرحت؟".. كانت الإجابة على ألسنتنا بكلمة "نعم".. وهى حقيقة فالرجل ظل واقفًا على قدميه ساعتين متتاليتين يطرب جمهوره بألذ وأحلى أغانيه دون أن يجلس وسط حفاوة بالغة من الجمهور الكبير الذى حرص على حضور حفله، وعقب اجابتنا رد بفرحة "اللهم صلى على النبى الحمد لله لك يا ربى".
أبو وديع السلطان
بعد أن طرح النجم الكبير سؤاله كنا قد جلسنا فى حضرة أبو ديع.. تعرف علينا، وتسامر وتناقش وتبادل معنا قفشاته الطريفة، ومن حيث لا سؤال بدأ حديثه قائلاً: "صراحة وحياة ربى أنا يهمنى معرفة انطباع الجمهور المصرى اللى أنا بحبه، لأنه ذويّق وبيفهم فى الطرب كويس"، ويضيف بلكنته السورية الجميلة: "بحترم كل الشعوب، بس بحن وبحب كتير ذلك الفريق من الناس اللى مامعهاش فلوس تأكل، هؤلاء يأكلون محبتى أنا محبة أبو وديع.. أحبهم أموت كتير فيهم، وحياة ربى أعشق الفقير التعبان الجعان، هآ دول الفقراء هم يأخذون اللكمات والضربات لكى يصلون لحفل أبو وديع ويقفون من بعيد عشان يشوفونى، هؤلاء فى قلبى وفى دماغى، هم يعشقوننى، يحبون كتير فنى، وكل شىء بى، وأحبهم وأحب رؤيتهم فى حفلاتى أحس بيهم ولو من بعيد، وأكره كل اللى قاعد فى الحفلة قدامى يدخن سيجاره ويشرب وكأس ويسكى، ويتفاخر بملايينه أقول لهم "اتنيلوا" لا يحبكم أبو وديع".
معتز عوض والعباس السكرى مع جورج وسوف
وأثناء حديثه يُظهر الوسوف سلسلة من الفضة وضعها حول عنقه ويقول: "هذه مكتوب عليها كلمة الله حبيبى، واسم ابنتى عيون، لا تفارق صدرى أبدا، الله حامينى، هو الله لا إله إلا هو، دايمًا يجبر بخاطرى، هو المحامى بتاعى عندما يجور علىّ أحد فى الصحافة أو الإعلام، يأتى لى بحقى، الناس بتحبنى كتير وذلك محبة من الله، وأقسم بالله ما عايز حاجة من الدنيا لا فلوس ولا قصور.. ربى إدانى كل حاجة.. حب الناس والشهرة والمجد وكل شىء".. يصمت ثم يردد مقطع من أغنيته الشهيرة "يا نجوم الليل": "إديتهم كل حاجة.. ورضيت بأقل حاجة.. وأهو عدى العمر كله ولافضلش ولا حاجة".
سلطان الطرب
يأخذ سلطان الطرب فاصلاً قصيرًا عن الحديث وقد عاد لمزاحه مع كل من فى الغرفة التى اتسمت بالبساطة الشديدة، يداعب هذا ويضحك مع ذاك.. ثم يعود للكلام وقد اختار أن يتحدث عن جوانب خفية فى شخصيته ربما لا يعرفها جمهوره، خصوصا أنه قليل الظهور والحديث عن نفسه، يقول النجم الشهير: "طظ فى العبد لا أؤمن به، اللى فوق هو اللى دايما يجبر خاطر أبو وديع، وأنا مقدرش ما جبرش بخاطر الناس الغلابة، عندما أسير فى الشوارع أجد ناس على الصفوف تريد تتصور معى، وأنا أذهب للتصوير معهم، لا اتركهم رغم اعتراض من معى، لابد أجبر خاطرهم، هؤلاء الفقراء يأكلون محبتى.. أموت أنا فيهم وحياة ربى".
معتز عوض وسامى يوسف
صمت أبو وديع وعاد لمزاحه الشديد، فباغتته بسؤال عن احترافه الغناء من الصغر فى عمر السادسة عشر فقاطع السؤال قبل استكماله بضحكة عالية قائلا :"كداب، أنا بدأت أغنى فى سن الرابعة عشر، كان عندى 14 عام كنت أغنى، أحب الغناء والفن والموسيقى، وعندما أسمع أى غنية حلوة أحب أغنيها".. وعندما كان عمرى 10 سنوات كنت لا أسمع إلا صوت أم كلثوم وفتحية أحمد وصالح عبد الحى وعبد الحليم حافظ، هؤلاء يحبهم أبو وديع".
الست
قلت له لذلك تميل دائما إلى إعادة غناء روائع كوكب الشرق مثل "حب إيه" و"سيرة الحب" بصوتك وكذلك العندليب "زى الهوا" و"أى دمعة حزن لا" و"قارئة الفنجان"، قال السلطان :"بغنى أغانيهم بروحى، واتعمد غنائها عشان الجيل الجديد ده يعرف إن تراثنا العربى حلو، وليس طبل وزمر ونط على الفاضى، نحن لدينا تراث عربى كبير، ويارب أقدر أعمل شىء يخدم الفن، هذا مقصدى وهدفى من الدنيا أنا لا أبغى شىء سوى هذا".
العندليب الأسمر
سألنا سلطان الغنوة العربية عن الأغنية وحالها وكيف كانت وكيف أصبحت؟.. رد بعد أن أخذ منعطفا جادا بعيدا عن المزاح: "الكلمة الحلوة أهم من اللحن، الكلمة هى التى تؤثر فى الجمهور يحسها ويتفاعل معها، وينشدها مع نفسه، الآن مفيش حاجة إسمها غنوة، هناك شىء اسمه كاريزما يمنحها رب العالمين للعبد اللى بيحترم فنه، والناس تسمع له وتقدره وينجح".. يصمت ثم يعود للحديث بعد أن أردنا معرفة رأيه فى النجمين راغب علامة وكاظم الساهر يقول: "راغب علامة نجم، وله أرشيف، وعمل نجوميته فى وقت مهم، وهو لازال نجما، وكاظم الساهر فنان عظيم وأستاذ كبير فى فنه ومدرسته، وغنيت له غنية "سلمتك بيد الله" عندما سمعتها بالصدفة فى السيارة مع أحد أصدقائى وقلت أغنيها".
معتز عوض والعباس السكرى مع جورج وسوف
أبو وديع عاد لإحياء الحفلات فى القاهرة بعد 15 سنة غياب، لذلك يحمل لحفلته الأخيرة التى نظمتها شركة "united company"، كثيرا من المعزة والحب فى نفسه، يقول عنها: "سعيد جدا بحفلى الأخير، وأوجه التحية للشاب الجدع الشاطر معتز عبد الرحمن عوض، منظم الحفل، وكما يقال بالفرنسية "شابوه" لمعتز، شاب واعد محترم صدق فى كل ما قاله لأبو وديع".. ويستكمل: "بطلب من معتز أن ينظم لى حفلا آخر فى أسرع وقت داخل استاد كبير هنا فى القاهرة، بشرط أن يكون سعر التذكرة رمزى للناس البسطاء، ويكون مكان مفتوح للناس اللى ممعهاش فلوس تشوفنى وأنا أغنى، سأشدوا لهم بلا مقابل أعرف أنهم يحبونى، وأقول لهم أحبكم أكتر"، ويضيف السلطان موجها كلامه لمعتز عوض: "جربتك بأول حفلة بينا وكنت إنسان سخى واحترمت أبو وديع، وهؤلاء الناس الغلابة الطيبين بيحبوا أبو وديع ومستعد أموت عشان اللى بيحبونى، محبتهم نعمة ربنا اللى ادانى إياها، وعايز أعملهم حفلة هنا فى مصر يحضرها كل الناس اللى معهاش فلوس واللى راتبه قليل، انا أحس بهم أشوفهم فى الشوارع يسيرون أمامى ونظراتهم كلها حب لأبو وديع، وحياة الله ما بقول كلام كده وبس، بتكلم بأمانة وضمير وهذا ما أحس به، ما أحدا يقدر يجبر أبو وديع على شىء".
سلطان الطرب مع العباس السكرى أثناء الحوار
وبعد وقت ليس قليلاً مع السلطان كان عنوانه المحبة والسلطنة، اختتم الوسوف حديثه قبل أن يتجه الى الطائرة لبيروت مغادرا القاهرة، بتوجيه رسالة للجمهور المصرى قائلا: "يا أجيال مصر وحياة أمى ربنا إداكم نعم كبيرة وبتقدروا تفهموا الحياة، اعترف أنى آخر أجيال القدامى، لكن إنتم شباب متربيين على السوشيال ميديا، وهذه مادة بنت "كلب"، أطلق عليها أنا اسم "دكتور شوز ميديا" أقصد "محل يبيع الشباشب والجزم"، أنتم شعب طيب وأقول لكم برافوا عليكم، أنا مع الإنسان الذى يتقاضى فى الشهر ألف جنيه، وضد بتوع الملايين هم بيحبونى كتر خيرهم، لكنى أحب الفقراء.. الغلابة هم قرة عين أبو وديع ومحبته".
أبو وديع
عدد الردود 0
بواسطة:
hoda
اقتراح
اقترح ان يقوم المحرر العباس السكرى الذى يجرى الحوارات مع النجوم انه يقوم بجمع وتوثيق كل هذة الحوارات ويجمعها فى كتاب ولا تكون فقط مجرد ريبورتاج صحفى وانما يطول فى الحديث قليلا مع النجم وخاصة نجوم زمان الذين لازالوا على قيد الحياة مثل شادية ليلى طاهر وياريت مع عادل امام وغيرهم ليكون مؤرخ فنى مثل المرحوم عبد الله احمد عبد الله لان مكتبتنا العربية تفتقر الى توثيق حقيقى عن الفنانين الموجود معظمة اكاذيب مؤلفين وياريت دراسة حياة النجم من الناحية الاجتماعية وتوثيق فترة من تاريخ مصر من خلال حياة النجم شكرا
عدد الردود 0
بواسطة:
ادوار جرجس
مطرب البانجو
أنا بسالة هو كان شارب قبل الحفلة والفار الى بالعة فى زورك طلع ولا لسة
عدد الردود 0
بواسطة:
....
...
أي صوت واي بتنجان دا أم كلثوم وعبدالحليم لو سمعوه وهو بيغني كانوا انتحروا