فى يوم 28 مارس سنة 1941 تفاجأ الجميع بخبر انتحار الشاعرة الإنجليزية فرجينيا وولف والمولودة فى 25 يناير 1882.
كانت فرجينيا وولف تزوجت فى سنة 1912 من ليونارد وولف، الناقد والكاتب الاقتصادى، ولها مجموعة من الكتب المهمة منها "الليل والنهار" 1919، واتخذت فيما بعد المنهج المعروف بمجرى الوعى أو تيار الشعور، كما فى "غرفة يعقوب" 1922، و"السيدة دالواى" 1925 و"إلى المنارة" 1927، و"الأمواج" 1931، ولها روايات أخرى ذات طابع تعبيرى، منها رواية "أورلاندو" 1928 و"الأعوام" 1937، و"بين الفصول" 1941، واشتغلت بالنقد، ومن كتبها النقدية "القارئ العادى" 1925، و"موت الفراشة ومقالات أخرى" 1943، كتبت ترجمة لحياة "روجز فراى" 1940، وكتبت القصة القصيرة، وظهرت لها مجموعة بعنوان الاثنين أو الثلاثاء 1921 انتحرت غرقاً مخافة أن يصيبها انهيار عقلى.
ملأت فرجينيا وولف جيوبها بالحجارة وسارت ناحية النهر، لكنها قبل ذلك جلست وكتبت رسالة إلى زوجها "إننى على يقين من أننى أرجع لجنونى من جديد، أشعر أننا لا يمكن أن نمر فى فترة أخرى من هذه الفترات الرهيبة، وأنا لن أشفى هذه المرة. أبدأ بسماع أصوات، لا يمكننى التركيز. وأنا سأفعل ما يبدو أن يكون أفضل شىء ليفعل. أعطيتنى أكبر قدر ممكن من السعادة، وقد كنت أنت فى كل شىء كل ما يمكن أن يكون أى شخص.. لا أعتقد أن شخصين من الممكن أن يكونا أكثر سعادة حتى جاء هذا المرض الرهيب، لا أستطيع أن أقاوم المزيد. وأنا أعلم أننى أفسد حياتك، وأنك دون وجودى يمكنك أن تعمل. وسوف تعرف. ترى أننى لا أستطيع حتى كتابة هذه بشكل صحيح. لا أستطيع القراءة. ما أريد قوله هو إننى مدينة لك كل السعادة فى حياتي. وقد كنت معى صبورا تماما وجيدا وبشكل لا يصدق. أود أن أقول ذلك.. والجميع يعرفه. إذا كان من الممكن أن ينقذنى أحد فسيكون أنت. كل شيء ذهب منى إلا اليقين بالخير الذى فيك. لا أستطيع أن أزيد إفساد حياتك بعد الآن. لا أعتقد أن شخصين من الممكن أن يكون أكثر سعادة مما كنا نحن فيه".