كان العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ يعشق المغرب، له فيها كثير من الصداقات والحكايات، وعلاقته بالملك الحسن تاريخية، إذ كان يتم استقباله على أرض المغرب كـ"الملوك" والرؤساء، وظل هكذا حتى رحيله 30 مارس 1977.
عبد الحليم حافظ
وذات مرة كان العندليب على متن طائرة تقله من لندن إلى المغرب، لإحياء حفل هناك، - بحسب ما ذكره الكاتب محمد بديع سربيه - فى مذكراته "مشوار مع العندليب"، وعلى متن الطائرة التقى بمضيفة اسمها "رابحة" تبادلت معه الحديث عن فنه وحب الشعب المغربى الجارف له، وعرضت عليه أن تلتقيه فعزمها على حضور الحفل فى مدينة الرباط، وذهبت.
افيش اغنية زى الهوا
عندما وصلت "رابحة" لمكان الحفل سألت العندليب: "هل تعلم من صاحب هذا الحفل ومن هى زوجته"؟.. قال لها أسمع عنهما، فأخبرته المضيفة بمكانته ونفوذه، فرد عليها العندليب: "وأنا مالى بكده، أنا جاى أغنى"، وبدأ فى الغناء وظلت زوجة صاحب الحفل أمامه تستمع وتنظر إليه، وفور انتهائه سارعت إليه، وتحدثا معا، وفى نهاية الحديث طلبت أن تلتقيه، والتقيا، وأثناء اللقاء الأول قالت له إنها تحبه، وأخبرها العندليب أنه معجب بها، ثم عاد إلى لندن وترك معها عنوان شقته هناك لتراسله.
عبد الحليم وبليغ حمدى
بعد سفر العندليب إلى لندن أرسلت له أول رسالة كانت باللغة الفرنسية، لم يستطع ترجمتها، وبالصدفة مر عليه فى لندن صديقه الموسيقار منير مراد، فأعطاها له لترجمتها، فقال له إنها تقول إن لقاءك معها كان وقتا جميلا لكنك إنسان غامض، لذلك ليست متأكدة من مشاعرها تجاهك، وفى يوم آخر أرسلت رسالة بالفرنسية أيضا، أعطاها عبد الحليم لمنير مراد يترجمها فقال له إنها تقول إن حبك لها "زى الهوا".
سمع العندليب الكلام وظل يردد مع نفسه "زى الهوا يا حبيبى زى الهوا"، وهاتف الشاعر محمد حمزة والموسيقار بليغ حمدى ليحضرا إلى لندن، وقال لهما وجدت مطلع الأغنية الجديدة "زى الهوا يا حبيبى زى الهوا"، وكانت...!