الفتنة الموسمية.. معركة بين السلفية والصوفية بسبب احتفالات مولد السيدة نفيسة.. داعية سلفى: حرام والطرق الصوفية سبب انتشار الخرافة.. شيخ الشبراوية: السلفيون والإخوان مصاصو دماء ونحن رمانة الميزان

بين الحين والآخر، يشتبك التيار السلفى مع الطرق الصوفية بسبب تضادهما فى الفكر والمنهج، فما يعتبره أصحاب الفكر السلفى حرام شرعًا، تعتبره الطرق الصوفية عبادات يتقربون بها إلى الله عز وجل.

مؤخرا، تجدد الخلاف بينهما بسبب الاحتفالات بمولد السيدة نفسية، ففى الوقت الذى يحتشد فيه أتباع الطرق الصوفية بمحيط مسجد ضريح "نفيسة العلم"، وإقامة حلقات الذكر والإنشاد فى جو روحانى، شن محمود لطفى عامر الداعية السلفى، هجومًا حادًا على الطرق الصوفية، بسبب تنظيمهم هذه الاحتفالات، معتبرا أن المشاركة فيها حرام شرعا، بينما انتقدت طرق صوفية هذه التصريحات واصفة إياها بالجهل، فيما أكد الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق أن الطرق الصوفية تسبح الله وتذكره، متسائلا: ما الحرام فى ذلك؟.

وقال الداعية سلفى لطفى عامر، فى بيان اليوم الأربعاء، إن المشاركة فى هذه الاحتفالات حرام شرعًا ويخالف صحيح الدين الإسلامى، واصفا أماكن الاحتفالات لهذه المناسبة بمواطن السفهاء، مضيفًا: "هذه الاحتفالات لا تتناسب مع العقل أو الثقافة أو الدين الإسلامى، والمشاركة فيها حرام لأنها طقوس والطقوس فى الإسلام مرتبطة بالقرآن والسنة".

وأضاف: الاحتفال بهذه المناسبة حرام، والذهاب إلى أماكن الاحتفالات حرام شرعا ومن يقول غير ذلك فهو يتكلم عن دين غير الدين الإسلامى، مشيرا إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بموالد الأنبياء، كما أنه لم يحتفل بمولد السيدة نفسية.

وقال :"العبادة لابد لها من دليل من كتاب الله وسنة رسوله،  ولو كان فى هذه الاحتفالات خيرا لكان  رسول الله هو وأصحابه رضوان الله عليهم فعلوها، مضيفًا : "هل الطرق الصوفية أعلم من الرسول صلى الله عليه وسلم، فهذه الطرق سبب انتشار الخرافة داخل مصر" حسب وصفه.

بدوره انتقد الشيخ عبد الخالق الشبراوى، شيخ الطريقة الشبراوية هذه التصريحات، واصفا إياها بالجهل، مضيفًا: "من يقول مثل هذه التصريحات جاهل ليس لديه بصيرة أو دراية بالحقائق، فالاحتفالات بموالد أولياء الله مشروعة.

وأضاف "الشبراوى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع": الاحتفال بمولد السيدة نفيسة مشروع، فنحن نذكر الله سبحانه وتعالى فيها، فمن أين جاءت الحرمانية إذن، مضيفًا: "الطرق الصوفية هى رمانة الميزان داخل المجتمع المصرى، أما السلفيون والإخوان فهما وجهان لعملة واحدة للإرهاب ومصاصى دماء".

وقال: "الإخوان والجماعات السلفية يدعون إلى إثارة البلبلة فى البلاد ويتسببون فى تدميرها".

فيما قال الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق: "المشاركة فى احتفالات ليس فيها آثم ولا قطيعة رحم وليس فيها أى شىء يغضب الله فليس فيها أى حرمانية"، مضيفًا: "أصحاب الطرق الصوفية يذكرون الله بطريقتهم وليس هناك ما يغضب الله فيجوز مشاركتهم والجلوس معهم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "هلك المتنطعون" أى المتشددون.

وتابع "الأطرش" فى تصريحات لـ"اليوم السابع":" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعامل مع أهل الذمة ويدعوا للتسامح معهم فمال بالنا بأبناء الطرق الصوفية الذين يذكرون الله فى احتفالاتهم".

وقال لا تحريم فى الإسلام إلا بنص، والأصل فى الأشياء الإباحة فالله سبحانه وتعالى يقول فى كتابه العزيز: "وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَٰذَا حَلَالٌ وَهَٰذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ، إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ".