استضافت وزارة الخارجية اليوم الأحد، حفل إطلاق الفصل الخاص بمصر في "خطة الاستجابة الإقليمية لدعم اللاجئين السوريين وتمكين المجتمعات المستضيفة لهم لعام 2017- 2018"، والتي تعدها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، وذلك بالتنسيق مع حكومة مصر. وقد حضر الفعالية العديد من سفراء الدول المانحة، وممثلي المنظمات الدولية والإقليمية بالقاهرة، وبعض منظمات المجتمع المدني، بالإضافة إلى ممثلي الوزارات والهيئات المصرية المعنية.
وأكد السفير طارق القوني مساعد وزير الخارجية للشئون العربية، في كلمته الافتتاحية، على الأهمية التي توليها مصر لتوفير الرعاية والحياة الكريمة للاجئين السوريين، في ضوء الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين الشقيقين. وقد أبرز محددات التعامل المصري مع الملف السوري بجانبيه السياسي والإنساني، مشيراً إلى أن عدد اللاجئين السوريين بمصر يقدر بنحو 500 ألف لاجئ، منهم حوالي 120 ألف مسجلين بالمفوضية السامية لشئون اللاجئين، وأن حل مسألة اللاجئين السوريين تتطلب تكثيف الجهود للتوصل لتسوية سياسية للأزمة السورية.
وتأكيداً لدور مصر في مساعدة الأشقاء العرب خاصة في الظروف العصيبة، ذكر مساعد وزير الخارجية للشئون العربية، أن الرئيس السيسى أصدر قراراً بمعاملة اللاجئين السوريين مثل المصريين في التعليم والصحة، حيث انتظم حوالي 40 ألف طالب سوري بالمدارس المصرية خلال العام الدراسي 2017 - 2018 ، علاوة على تقديم الرعاية الصحية الأساسية لحوالي 20 ألف طفل سوري.
وقد أبرز القوني الدور الهام الذي اضطلع به الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية في توفير الدعم للاجئين السوريين والمجتمعات المستضيفة لهم بمصر، مؤكداً على ضرورة أن تحذو الدول المانحة حذو دولة الكويت الشقيقة والوفاء بتعهداتهم في مؤتمر لندن الخاص باللاجئين السوريين الذي عقد في فبراير 2016، بالإضافة لتقديم تعهدات إضافية، وضرورة عدم الانجرار وراء مساعي أطراف لتوظيف اللاجئين السوريين لتحقيق أطماع سياسية.
كما أشاد بالتعاون القائم مع المفوضية السامية لشئون اللاجئين والبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في برامج دعم المجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين في مصر، علاوة على الدور الهام الذي تضطلع به العديد من منظمات المجتمع المدني المصرية، التي تساند الحكومة المصرية في تحسين الظروف الحياتية لهم.
ومن جانبه، دعا الممثل المقيم للأمم المتحدة بالقاهرة لاستمرار تضامن المجتمع الدولي لضمان قدرة الدولة على استضافة اللاجئين السوريين، وتعزيز القدرات في مجال موجهة الأزمات للمجتمعات المستضيفة للاجئين السوريين، علاوة على إعداد الشباب السوريين لإعادة إعمار بلدهم وهو ما يعد من أفضل الاستثمارات التي يمكن تحقيقها في المرحلة الحالية.
وصرح السيد كريم أتاسي، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر في كلمته "أن مصر حكومةً وشعباً لم يدخروا جهداً في استضافة اللاجئين والسوريين وغيرهم. وندعو المجتمع الدولي أن يدعم هذا الكرم بتضامن شامل و متماسك"، مضيفاً أن "الرعاية الإنسانية والخدمات التي تم تطويرها في هذه الخطة سوف تخفف من معاناة اللاجئين السوريين الأكثر احتياجاً وستساعد على تهيئة ظروف ملائمة لهم لكي يعيشوا حياة كريمة".