لم تعد مهنة صناعة قوارب الصيد الخشبية في مدينة الإسماعيلية، مهنة مزدهرة كما كانت، وأصبحت تعاني صعوبات من قلة العمل وارتفاع سعر الأخشاب و تقليص فترات الصيد في البحيرات.
عمر صناعة القوارب في الإسماعيلية يبدأ من عمر المدينة نفسها التى نشأت مع حفر قناة السويس عام 1869، لتبدأ معها مهنة الصيد في المجري الملاحي وبحيرة التمساح ، وبدأت الصناعة من أخشاب جاءت من أشجار التوت، وتوارثتها عائلات بعزبة البتهيني والحلوس ، واقتسم سكان عزبتين المطلتين علي بحيرة الصيادين المتصلة ببحيرة التمساح مهنتي الصيد وصناعة القوارب الخشبية التى يحافظون علي نقلها من جيل إلى آخر، لكن صنّاع القوارب اليوم بات عددهم لا يتجاوز السبعة.
علي شاطئ البحيرة تتراص عشرات القواب الخشبية التى تنتظر الصيانة، قبل موسم الصيد ببحيرة التمساح والبحيرات المرة الذي يبدأ في منتصف مايو، فيصبح شهري مارس وابريل أفضل شهرين للصيانة وصنع قوارب جديدة.
علي بعد مائة متر من شاطيء البحيرة يعمل الشقيقان عبده ومحمد الخولاني علي صنع قارب خشبي جديد في ورشة تديرها العائلة .
ويقول محمد الخولاني، " كانت البحيرة تمتلئ بصناع القوارب لكن حاليا يعمل أقل من عشرة أسر في الصنع والصيانة.
ويضيف الخولاني، " إمكانيات صناعة القوارب ببحيرة التمساح بسيطة لا تصلح لصنع قارب أكبر من سبعة أمتار وقوارب النزهة الصغيرة، لأن البحيرة ليست بها أمواج عالية لذلك تختلف عن القوارب التي تعمل بخليج السويس وبورسعيد.
وقال ، أخشي أن تموت هذه المهنة، لان أعداد الصيادين تتقلص، صحيح أننا نعلمها لأبنائنا ولكن الزمن تغير، فتصنيع المراكب يعتبر عملا شاقا يحتاج إلى العمال ونفقات التصنيع مكلفة وايضا اليد العاملة.
ويضيف " ضغط العمل قل كثيرا عن الماضي، ولذلك لم يعد يعمل الكثير بهذه المهنة".
باقرب من ورشة عائلة الخولاني، تقع ورشة عائلة أحمد شطا، أحد أقدم صانعي القوارب بالمدينة، عمره 66 عاما وبدأ العمل في صناعة قوارب الصيد الخشبية منذ أن كان عمره 12 سنة، ليساعد والده ويكمل مهنة العائلة التي أورثها لنجليه محمد وسيد مساعديه الحالين في ورشة يديريها علي ضفة بحيرة الصيادين بمدينة الإسماعيلية.
يقول شطا" لم أمارس الصيد يوما، و طول عمري أصلح القوارب وأصنع الجديد منها، و لأننا نتعامل مع الصيادين يأتي لنا السمك الطارج من البحيرة، عائلتي كانت تمارس الصيد في بحيرة المنزلة ،و انتقلت إلي الإسماعيلية في بداية القرن الماضي، وولدت أنا هنا وتعلمت صناعة القوارب من والدي الذي ورثها عن عائلته.
يضيف النجاز العجوز، " الصناعة تأثرت بقلة الصيد في البحيرة، وأصبحت أدير الورشة مع أبنائي أحمد وسيد، حيث تخصص كل منهما في مهمة من تقطيع الأخشاب والنجارة وتجليد القارب بعازل الفيبر، وكان الوضع قبل موسم الصيف تمتلئ ساحة الورشة بالقوارب للصيانة والعمال الذين يعملون عليها، ولكن الظروف الحالية جعلتني أعتمد علي نجلاي فقط .
يفرق صناع القوارب ببحيرة التمساح بين أنواع القوارب، العاملة بالبحيرة بين الفلوكة والصال والكياك، وبحسب حجم وشكل القارب، " الصال " هو قارب خشبي ببطن مسطح، ببينما الفلوكة ببطن منتفخ باختلاف الأحجام، والكياك وهو قارب فلوكة بحجم صغير.
و تأثرت صناعة القوارب الخشبية بقوانين جديدة لتحديد إبحار القوارب للصيد، ومنع إصدار تصاريح جديدة للصيادين في البحيرة مما قلص أعداد الصيادين، أيضا منع الصيد في المجري الملاحي لقناة السويس، ومصادرة القوارب التي تصطاد في غير الأوقات المحددة، مما جعل كثير من الصيادين يهجرون المهنة وطال التأثير علي صناعة القوارب.
صناعة قوارب الصيد (1)
صناعة قوارب الصيد (2)
صناعة قوارب الصيد (3)
صناعة قوارب الصيد (4)
صناعة قوارب الصيد (5)
صناعة قوارب الصيد (6)
صناعة قوارب الصيد (7)
صناعة قوارب الصيد (8)
صناعة قوارب الصيد (9)
صناعة قوارب الصيد (10)
صناعة قوارب الصيد (11)
صناعة قوارب الصيد (12)
صناعة قوارب الصيد (13)
صناعة قوارب الصيد (14)
صناعة قوارب الصيد (15)
صناعة قوارب الصيد (16)
صناعة قوارب الصيد (17)
صناعة قوارب الصيد (18)
صناعة قوارب الصيد (19)
صناعة قوارب الصيد (20)
صناعة قوارب الصيد (21)
صناعة قوارب الصيد (22)
صناعة قوارب الصيد (23)
صناعة قوارب الصيد (24)
صناعة قوارب الصيد (25)
صناعة قوارب الصيد (26)
صناعة قوارب الصيد (27)
صناعة قوارب الصيد (28)
صناعة قوارب الصيد (29)
صناعة قوارب الصيد (30)
صناعة قوارب الصيد (31)
صناعة قوارب الصيد (32)
صناعة قوارب الصيد (33)
صناعة قوارب الصيد (34)
صناعة قوارب الصيد (35)
صناعة قوارب الصيد (36)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة