أثبتت الدراسات أن فيتامين "د" له تأثير كبير على أجهزة الجسم المختلفة، حيث إنه يحمى الجسم من الإصابة بهشاشة العظام، ومن الإصابة بالسرطان، ويفيد الأطفال ويحميهم من لين العظام، والكساح، كما أثبتت الدراسات أنه يعزز مخ كبار السن، ويعزز ذاكرتهم وإدراكهم، كما أنه يمنع الإصابة بالاكتئاب والأمراض النفسية، كما أن وجوده بالنسب المطلوبة بالجسم يحسن من الحالة النفسية والحالة المزاجية للشخص، فتعرف على أهم الحقائق المذهلة لفيتامين "د".
تعرف على أهم فوائد فيتامين د
أكدت الدكتورة مها البرديسى، أستاذ ورئيس قسم الطب التكميلى، رئيس الجمعية العربية للتغذية العلاجية والطب التكميلى، أن فيتامين "د" هو فيتامين ذائب فى الدهون، وموجود بشكل طبيعى فى عدد قليل من الأطعمة، وهو فيتامين ينشطه الجسم ليقوم بنشاط هرمونى، ويمكن الحصول عليه عن طريق التعرض لأشعة الشمس، لذلك يسمى بفيتامين الشمس، وهو لا يعتبر تناوله من الغذاء كافيا مثل باقى الفيتامينات لكن لا بد من الحصول عليه من التعرض الكافى لأشعة الشمس، موضحة أن من دوره أن له دور فى توازن الكالسيوم والفوسفور وترسيبهما فى العظام، كما أن له دور فى النمو الطبيعى للخلايا وتكاثرها فى العديد من أنسجة الجسم مثل الجلد، والعضلات، وجهاز المناعة، والجهاز العصبى، والثدى والقولون.
فيتامين د موجود فى التونة والبيض
فيتامين د يمنع النمو غير الطبيعى للخلايا
وأضافت د. مها البرديسى أنه يمنع النمو غير الطبيعى للخلايا، فيقلل الخطر من الإصابة بالسرطان، موضحة أن له دورا فى تنظيم استجابة الجهاز المناعى، لذلك وجدوا أنه منخفض فى مرضى السكر النوع الأول، وأيضا أمراض الروماتيزم الناتجة عن اختلال المناعة الذاتية، موضحة أن أعراض نقص فيتامين "د" تختلف باختلاف العمر، وفى كل مرحلة عمرية له شكل معين أو مرض معين، حيث إن نقصه يسبب نقصا فى امتصاص الكالسيوم، وبالتالى نقص فيتامين "د" يسبب نقصا فى الكالسيوم لأن نقص فيتامين "د" يؤدى إلى أن المراهقين لا يستطيعون الوصول لأعلى كتلة عظمية تستطيع عظامهم الوصول إليها، أما الأطفال فيسبب لهم مرض الكساح، وكبار السن والبالغين يسبب لهم لين وهشاشة العظام، موضحة أن له علاقة بالاكتئاب، ونقصه يسبب ارتفاع نسب الإصابة بالاكتئاب، وله علاقة بتراكم الدهون، والسمنة وارتفاع خطر الإصابة بالسرطانات، خصوصا سرطان القولون، وارتفاع فرصة التأخر الإدراكى فى كبار السن.
فيتامين د
وقالت د. مها البرديسى إن أسباب نقص فيتامين "د" تتمثل فى:
أولا: عدم التعرض لأشعة الشمس بشكل كاف.
ثانيا: كثرة استعمال واقى الشمس.
ثالثا: عدم تناول الأغذية المحتوية عى فيتامين "د"، خصوصا فى كبار السن بسبب ضعف قدرة الجلد والكبد والكليتين على تحويل فيتامين "د" على شكله النشط، موضحة أنه فى الخارج العصائر يتم إضافة فيتامين "د" عليها، وقلة وجود الأطعمة المدعمة بفيتامين د.
والعلاج يتمثل فى الآتى:
أولا: التعرض لأشعة الشمس بشكل صحيح وليس من خلف الزجاج، وفى الأوقات المفروضة صباحا وقبل الغروب.
ثانيا: تناول المكملات تحت إشراف الطبيب لأخذ الجرعة المناسبة حتى لا يحدث سمية من تناول كمية كبيرة منه.
ثالثا: تناول الأطعمة المدعمة بفيتامين "د".
أهم مميزات هرمون الشمس
من جانبها قالت الدكتورة حنان عز العرب، أستاذ الطب الوقائى بكلية الطب جامعة عين شمس، إنه كان هناك جدل عالمى عن دور فيتامين "د" فى الأمراض المختلفة، موضحة أن فيتامين "د" هو ما يعرف باسم هرمون الشمس، لأن المصدر الرئيسى للحصول علية من أشعة الشمس، وهناك نوعان من أشعة الشمس، الأولى وهى الأشعة البنفسجية "أ" وهى الضارة، أما الثانية فهى الأشعة النافعة، والتى تسمى "ب"، والضرورية لتنشيط فيتامين "د" داخل الجسم ويمكن الحصول عليها بالتعرض لأشعة الشمس لمدة نصف ساعة يوميا، ما بين الساعة 10 صباحا إلى الرابعة عصرا، ويجب أن يكون التعرض مباشرا، ولا يمكن التعرض من خلف الزجاج لأنه يحجب الأشعة "ب" وعدم استخدام الـ"صن بلوك".
وأشارت الدكتورة حنان عز العرب إلى أن الزجاج يحجب جزءا كبيرا من الأشعة، والتى تصل إلى 90% من حجبها، مؤكدة أن فيتامين "د" مهم جدا للأسنان، والعضلات، والدراسات أثبتت أهميته للأعصاب، والحالة النفسية، ووجود ارتباط شديد بين نقص فيتامين "د" وأمراض الاكتئاب، وفرط الحركة لدى الأطفال، موضحة أن الأمراض النفسية المختلفة عند تناولها فيتامين د تتحسن الحالة باستخدامه كمكمل غذائى، لتعويض النقص بالجرعة المحددة والمدة المطلوبة.
أهم الأغذية المحتوية على فيتامين "د"
وقالت الدكتورة حنان عز العرب إن المصادر التى نحصل عليها من فيتامين "د" هى الشمس، والغذاء، موضحة أن أهم الأغذية التى تحتوى على فيتامين "د" هى الأسماك الدهنية مثل السالمون، الماكريل، السردين، والتونة، ويليها صفار البيض، وزيت كبد الحوت، والقشدة، والكبدة، بالإضافة إلى المكملات الغذائية، وهى فى صورة أدوية، وأن هناك نوعين من فيتامين "د"، النوع النشط والنوع غير النشط، مؤكدة على عدم الإفراط فى النوع النشط إلا فى حالات محددة جدا، مثل قصور وظائف الكلى، أو الأمراض المزمنة بالكلى، أو فى بعض الحالات التى يحتاج فيها الطبيب إلى ضبط مستوى الفيتامين بالدم فى وقت سريع.
وأوضحت د. حنان عز العرب أن المستوى الطبيغى لفيتامين "د" فى الدم 30 نانوجرام، مشيرة إلى أنه يطلق على الشخص أنه يعانى من نقص فيتامين "د" إذا كان مستواه فى الدم أقل من 20 نانوجرام، ويعانى من عدم كفاية الفيتامين إذا كان مستواه أقل من 10 نانوجرام وتختلف الجرعة ومدة العلاج.
وقالت د. حنان عز العرب إن الفوائد المهمة لفيتامين "د" تتمثل فى الآتى:
أولا: يقى من هشاشة العظام وله دور فعال فى الحفاظ عل الكتلة العظمية، والحفاظ على العظام سليمة وقوية.
ثانيا: يفيد الأسنان، حيث يحافظ على سلامة الاسنان وقوتها ويمنحها القوة، وله دور رئيسى فى الحفاظ على قاعدة الأسنان فى الفك سواء كانت السنة طبيعية أو تركيب.
ثالثا: أنه من المركبات المهمة للحفاظ على المزاج الطبيعى للإنسان، حيث إن له دورا مماثلا فى الثبات الانفاعلى والحماية من الأمراض النفسية والعصبية، وأن مستوى فيتامين "د" أقل من 20 نانوجرام تصاحبه اضطرابات نفسية، كما أنه يعد مؤشرا لنقص فيتامين "د".
وأشارت د. حنان عز العرب إلى أن نقص فيتامين "د" يعد مؤشرا للاكتئاب، حيث إن نقص فيتامين "د" يؤدى إلى خلل بالخلايا المناعية، والتى ينتج عنها العديد من الأمراض مثل أمراض الجهاز التنفسى، والأمراض المعدية، موضحة أنه يحمى من السرطان لأنه يتم التخلص من الخلايا السرطانية فى بداية الأمر من خلال جهاز المناعة، كما أن وجوده يسبب إنتاج بعض الخلايا المهمة فى جهاز المناعة.
وقالت د. حنان إن نقص فيتامين د يرتبط بأعراض واضطرابات النوم، لأنه يؤثر على الخلايا العصبية بالمخ، ويعالج الإجهاد المزمن، والذى يتسبب عن نقص فيتامين د، مضيفة أن التوصيات الحديثة تؤكد أن الأطفال منذ الولادة لا بد أن يأخذوا فيتامين د ويؤخذ على شكل نقط.
وأوصت بالاهتمام بالأطفال بتعرضهم للشمس، أو تناول الفيتامين، موضحة أن المستوى المطلوب لفيتامين د فى الجسم هو الوصول إلى 30 نانوجرام فى الدم، وهو المستوى الصحى بالدم، ودعا الأطباء بضرورة تدعيم بعض الأطعمة مثل الزيوت، ومنتجات الألبان، والمصنعات الغذائية، بفيتامين د، أسوة بالحديد الذى يوضع على الألبان واليود الذى يوضع على ملح الطعام.
