تواجه الأم الكثير من المشكلات أثناء تربيتها للطفل، ونظراً لانشغال الأب بشكل شبه دائم فى مجتمعاتنا العربية يشعر الأطفال أحياناً بإهمال من جانبه مما يدفع بعضهم لتكوين مشاعر سلبية تجاه الأب.
تتعرض بعض الأمهات لسماع جملة "بكره بابا" من ابنها، مما يجعلها فى موقف لا تحسد عليه، ولا تعلم كيف تجيب على تلك الجملة التى تعنى أن الطفل يعانى من حالة نفسية سيئة بسبب والده، وهذا ما أجاب عليه الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى بالأكاديمية الطبية.
يقول الدكتور جمال إنه يجب على الأم أن تعمل على تقييم الأسباب التى دفعت الطفل للتصريح بجملة مثل "أنا بكره بابا"، ومعرفة ما إذا كان الأمر يعود لكونها جملة عادية كتلك التى يقولها الأطفال أحياناً فى لحظات الغضب، أم أن الأمر حقيقى ويستحق الفحص والتدقيق.
إذا اكتشفت الأم أن كره الطفل لوالده حقيقى ونابع من بعض التصرفات الخاطئة التى يقوم بها الأب، فيجب عليها أن تقوم بتبرير الأمر له وذكر بعض الأسباب التى تدفع الأب لعدم التواجد فى المنزل لفترات طويلة على سبيل المثال، أو العصبية الزائدة التى تدفع الطفل للخوف من والده.
ويضيف فرويز أن دور الأم لا يقتصر على التبرير للطفل والتحدث معه عن الأمر فقط، بل يجب أن تتحدث أيضاً مع الأب وتخبره بالأمر وتساعده على التعديل من سلوكياته الخاطئة فى تربية الطفل، والتفكير معه فى الأشياء التى دفعت الطفل للشعور بذلك، هل السبب فى معاملته السيئة للطفل أم إهماله لطلباته ومحاولة الوصول معه لحل جذرى للمشكلة.
ويؤكد الدكتور جمال فرويز أن الأم فى كل الأحوال سواء كان الطفل محق فى شعوره أو يقولها مجرد كلمة عابرة عليها أن تقوم بتبرير تصرفات الأب، وتحاول أن تثنى طفلها عن التفكير بتلك الطريقة فى والده حتى لا ينشأ طفل غير سوى نفسياً ومعقد، وأضاف أن هذا الأمر غالباً ما يظهر فى حالة انفصال الوالدين عن بعضهما، حيث يلجأ كل منهما إلى دفع الطفل لكره الطرف الآخر البعيد سواء الأب أو الأم على حد سواء، مما ينتج للمجتمع جيل غير سوى نفسياً.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة