خرج الموقع الرسمى لجائزة المان بوكر الدولية، ليعلن عن فوز الكاتب الإسرائيلى ديفيد جروسمان بجائزة 2017، وذلك عن روايته "الحصان يسير على الحافة"، وتقدر قيمه الجائزة بـ 50.000 جنيه إسترلينى، وتدور الرواية حول قصة طالب يعيش فى القدس، فى فترة الخمسينيات، ويصبح مفتونا بتاريخ منزل قديم غامض.
وعلق الدكتور جابر عصفور، وزير الثقافة الأسبق، بعد فوز الكاتب الإسرائيلى ديفيد جروسمان بجائزة المان بوكر الدولية 2017، وذلك عن روايته "الحصان يسير على الحافة"، بأنه أمر طبيعى، فإسرائيل لها حضور دولى فهى بنت المجتمع الدولى.
وأوضح جابر عصفور، فى تصريحات خاصة لـ "اليوم السابع"، أن إسرائيل حصلت على جائزة نوبل فى عام 1966 قبل حصول نجيب محفوظ عليها، مضيفا أنه لابد أن نكون منصفين فالأدب الإسرائيلى يستحق أن يحصل على جوائز عالمية.
وأكد جابر عصفور، أنه لابد من عدم الاستهوان بفكر وثقافة وأدب عدونا، مشيرا إلى أن إسرائيل بلد ديمقراطية متقدمة على جميع المستويات فى القراءة والبحث العلمى والمنشورات العالمية، كما أنها بقياس العالم تترجم العديد من الكتب أكثر من ترجمة الدول العربية.
ولفت جابر عصفور، إلى أننا للأسف مهتمين بالصناعة والتجارة، على عكس إسرائيل المهتمة بالصناعة والتجارة وقبلهما الثقافة والأدب والبحث العلمى.
ومن جانبه، قال الدكتور الناقد حسين حمودة، إن الكاتب الإسرائيلى ديفيد جروسمان يستحق الجائزة.
وأوضح حسين حمودة، أن الكاتب ديفيد جروسمان ليس محسوبا على المؤسسة الإسرائيلية، لأنه من المنتقدين للسياسات الإسرائيلية، إضافة إلى أنه من الداعين لاستعادة الفلسطينيين وطنهم.
وأشار حسين حمودة، إلى أن كتابات ديفيد جرسمان تنطلق من تصوراته، البعيدة عن التعصب، ولذلك تثير انتقادات كثيرة داخل إسرائيل.
ولفت حسين حمودة، إلى أن فوز ديفيد جروسمان بجائزة المان بوكر الدولية يجعلنا نفكر فى تعبير "الأدب الإسرائيلى"، هل المقصود به الأدب المكتوب باللغة العبرية، أم الأدب الذى يدعم السياسات الإسرائيلية الرسمية.
وتابع حسين حمودة، أن "جرسمان" على كل حال بعيد عن هذه السياسات الإسرائيلية، ولعل هذا كان جزءا من اعتبارات اللجنة التى منحته هذه الجائزة.
وأضاف حسين حمودة، لا يمكن لأى أدب أن يفرض نفسه باعتباره تعبيرا عن سياسة بعينها، وبالتالى لا يمكن لما يسمى بالأدب الإسرائيلى أن يفرض سيطرته على الواقع الثقافى فى أى بلد من البلدان، فالأدب ينتشر ويحظى للاعتراف باعتباره أدبًا إنسانيًا أولاً وأخيراً، ولهذا نتصور أن جرسمان ينتمى فى كتاباته إلى هذا الأدب الإنسانى.
ولفت حسين حمودة، إلى أننا فى الحقيقة بحاجة إلى معرفة أكبر بكل ما يكتب فى إسرائيل مثلما يعرفون هم كل ما نكتب.
وفى السياق ذاته، قال الكاتب الكبير صلاح عيسى، إن حصول الكاتب الإسرائيلى ديفيد جروسمان على الجائزة، ليس مقياسا أو دليلا على فرض سيطرة الأدب الإسرائيلى على ثقافة العالم.
وأوضح صلاح عيسى، أن عدد الكتاب والأدباء الإسرائيليين محدودين للغاية ولم نسمع عنهم الكثير، مضيفا أن الجوائز العالمية فى أحيان كثيرة تمنح للكتاب المغمورين مثل كتاب الأفارقة الذين يعشون فى مناطق نائية.
وأكد صلاح عيسى، أننا علينا أن نبذل جهدا أكبر لنعكس الجانب المستنير والمضىء فى ثقافتنا العربية التى لعبت دورا كبيرا فى القرون الوسطى والتى استغلتها أوروبا لتبنى ثقافتها وتضيف عليها.