فى موسم الأعياد، تنتعش تجارة المخدرات بصورة كبيرة، وترتفع نسب توزيعها، فمدمنو المواد المخدرة ينتظرون هذه الأيام التى تتحول إلى «مهرجان لشرب المخدرات»، ويقدم التجار عروضا وتخفيضات وخصومات بمناسبة «الموسم».
تشهد مناطق العاصمة منافسة ساخنة بين تجار المخدرات بجميع أنواعها وأشكالها، حتى أن «الدواليب» المختلفة والمتخصصة فى تلك السموم القاتلة، تقدم العروض والخدمات الجيدة، بل وصل الأمر لخدمة التوصيل «الدليفرى».
اشتهرت عدة مناطق فى جنوب القاهرة بدواليب المخدرات، وتجارتها ومنها على سبيل المثال لا الحصر منطقة «بير أم سلطان» ومقابر «ترب اليهود» بالبساتين و«عزبة خير الله» بدار السلام والعزبة البحرية وعرب غنيم ومنطقة المثلث ومنطقة عرب أبو ساعد والمشروع بحلوان وشارع محمد يوسف بالمعصرة البلد وغيرها الكثير، بالإضافة إلى توزيع المخدرات بمناطق المعادى و15 مايو وباقى المدن والكومباوندات بجنوب القاهرة.
تلك المناطق بمجرد دخولها يتهافت عليك الموزعون لسؤالك عن طلبك فى شراء المخدرات، ويبدأون فى عرض منتجاتهم المختلفة، حتى تنتقى ما تريد، بل ويقومون بتقديم العروض المختلفة لجذب الزبون ولمنافسة بعضهم البعض.
كشف أحد المتعاملين فى المجال، أن بعضا من عاملى الدليفرى، يقومون بدور الوسيط بين التجار والمتعاطين، حيث يجعلون من توصيل الطلبات المعتادة من أطعمة وغيرها غطاء لنشاطهم، خاصة فى التجمعات والكومباوندات.
وصل سعر «فرش» الحشيش قرابة الـ 5500 جنيه مصرى، ويتم تقسيمه إلى سلخات وسجائر جاهزة وملفوفة، ويبلغ ثمن الواحدة من 100 إلى 140 جنيها، حسب المنطقة، حسبما ذكر (م. س) أحد موزعى المخدرات.
ويضيف أن هناك تنوعا فى الأسماء حسب «الأمزجة» المختلفة والأختام ما بين «حرف ورقم»، وهو حشيش مغربى على مخلوط بمحلى، وأسماء أخرى للحشيش المحلى منها «ورقة الشجر» و«زهرة الجبل» و«الكف المنقرش» و«1 دولار» و«7 دولار» و«المجهول» و«حضر كفنك» وغيرها الكثير.
وما زالت «الأختام» المشهورة موجودة بالرغم من القبض على تجارها، حيث أن الموزعين وباقى أعوانهم يستغلون تلك الأسماء المعروفة، كدولاب نجاح المشهور بمنطقة مصر القديم، والشهير بحشيش «عايز ترتاح روح عند نجاح»، ودولاب الفص خلف مسجد عمرو بن العاص.
أما مخدر البانجو، فلم يلق نجاحا كبيرا هذا العام، فشهد انخفاضا فى أسعارة وأنواعه مثل الصحراوى والمنجاوى ونكهات أخرى. وزاد الطلب فى الفترة الأخيرة فى الأحياء الراقية، مثل المعادى على أنواع أخرى من المخدرات، مثل الفودو والإستروكس والهيروين، حيث يبلغ سعر كيس الإستروكس 250 جنيها، ويباع فى شكل سجائر بـ 25 إلى 40 جنيها الواحدة وتسمى «تكاية». أمام مخدر الهيروين، الذى لا يباع إلا بطلب خاص، فبلغ سعر الجرام منه من 160 إلى 200 جنيه.
أطلس المخدرات فى القاهرة والجيزة.. الأقراص المخدرة والهيروين ينافسان الحشيش فى المطرية وسعر الشريط 250 جنيهًا والتذكرة 300 جنيه
وجهت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، والأجهزة الأمنية بمديرية القاهرة، عدة ضربات موجعة لعدد كبير من البؤر الإجرامية، وضبط العديد من مروجى المواد المخدرة، حيث تم ضبط كميات كبيرة من الأقراص المخدرة، قبل دخولها إلى القاهرة وترويجها، كما تم ضبط أيضا كميات كبيرة من مخدر الحشيش والفودو والإستيروكس، فضلا عن باقى أنواع المواد المخدرة، لكن ما زالت هناك كميات كبيرة من المخدرات فى السوق والبؤر الإجرامية.
تستعرض «اليوم السابع» فى السطور التالية، خريطة أبرز البؤر لترويج كل أشكال المخدرات بأنحاء القاهرة.
تُعد منطقة الزاوية التى تحولت الشوارع بها إلى أوكار لترويج المخدرات من أبرز المناطق التى تنتعش بها هذه التجارة، ففى منطقة السوق– العنابر – مدينة النور – شارع الجزائر – شارع الشركات التى تحولت إلى « دواليب» مخدرات، يتم بيع المخدرات بها علنا عيانا بيانا.
وتنتشر تجارة المخدرات داخل هذه الشوارع بمنطقة الزاوية الحمراء بشكل مخيف، حيث باتت تجارة المخدرات بها بشكل علنى فج على مرأى ومسمع من الناس من قاطنى المنطقة، ومن أبرز أنواع الصنف المتداولة بهذه المنطقة الحشيش والأقراص المخدرة ومخدر الهيروين، وتختلف أنواع مخدر الحشيش إلى عدة أصناف «تيوتا، أسد، 7 دولار»، حيث بلغ قيمة «كيس الحشيش» 7 آلاف جنيه، بينما بلغ قيمة السنتى 500 جنيه.
الحال لم يتغير كثيرا فى الأميرية، فقد تحولت شوارعها هى أيضا إلى بؤر إجرامية « دواليب مخدرات»، انتشر بها بائعو المواد المخدرة «حشيش وترامادول»، حيث يقوم هؤلاء من «المسجلين خطر» بوضع تجارتهم غير المشروعة فى وسط شوارع هذه المنطقة، وينتشر بائعو المخدرات بشوارع «الدمياطى، والتحرير، والترعة، والفردوس، وأبو زيد، والسوق»، حيث يقوم هؤلاء المسجلون بعرض تجارتهم علنا فى الشارع دون أن يجدوا رادعا لهم عن هذا.
وبسبب عدم التواجد الأمنى بصفة مستمرة بالمنطقة، يستطيع الخارجون عن القانون ترويج تجارتهم غير المشروعة بكل سهولة.
الأسعار أيضا لم تختلف كثيرا عن باقى المناطق بالقاهرة، حيث بلغ سعر شريط الأقراص المخدرة «ترامادول» 200 جنيه، بينما بلغ سعر السنتى إلى 500 جنيه، ووصل سعر تذكرة الهيروين إلى «150 جنيها».
الأمر لم يختلف كثيرا بمنطقة حدائق القبة، هذه المنطقة التى تحيط بها العديد من المناطق الشعبية، كالزاوية والمطرية والأميرية، ففى عزبة الواسيمة وعزبة أبو حشيش ومنشية الصدر وعزبة مكاوى والمليحة، تنتشر تجارة المخدرات بهذه المناطق بشكل مخيف، وتنتشر بهذه المنطقة تجارة الحشيش والبانجو، حيث بلغ سعر «باكتة البانجو» 50 جنيها، وسعر كيس الحشيش من 6000 إلى 7000 جنيه، فيما بلغ سرع الأقراص المخدرة 30 جنيها للقرص الواحد.
الغريب فى الأمر، أن تجار المخدرات فى هذه المناطق، يقومون ببيع المواد المخدرة على قارعة الطريق فى وضح النهار علنا، دون وجود أى شىء يعترضهم أو يمنعهم عن هذا، بينما قام الأهالى من قاطنى هذه المناطق بالتقدم بالعديد من البلاغات والشكاوى للسلطات المختصة، إلا أن سطوة «المسجلين خطر» فى هذه المناطق سيطرت بشكل كبير وفرضت سطوتها.
وتأتى منطقة المرج هى الأخرى، إحدى المناطق التى تنتشر بها تجارة المخدرات بشكل كبير بسبب مساحتها الكبيرة، حيث تنقسم هذه المنطقة إلى جزءين الأول المرج القديم والثانى المرج الجديد، عزبة النخل، حيث تترعرع تجارة المخدرات بهذه المناطق على نحو غير عادى بسبب كثرة الخارجين عن القانون من «المسجلين خطر» ومن أرباب السوابق الذين جعلوا من هذه التجارة عملا ثابتا لهم، يتكسبون منه قوتهم اليومى لسد حاجاتهم المعيشية ومتطلبات الحياة.
ومن الأماكن الأبرز فى هذه المنطقة التى يتخذها «المسجلين خطر» وكرا لترويج تجارتهم غير المشروعة «بركة الحج، كفر الشرفا، أبو صير، كفر الباشا»، حيث يقوم تجار المخدرات «دواليب المخدرات» بهذه الأماكن ببيعها فى الشوارع أمام المارة، دون أن يجدوا من يمنعهم.
ومن أبرز الأنواع والأصناف التى يتم ترويجها وتداولها بهذه المنطقة من مخدر الحشيش «مديا، وتى تى 11، وفهد»، حيث بلغ سعر كل كيس حشيش على حسب جودته فالـ «مديا» 7 آلاف جنيه، وحشيش فهد 6300 جنيه، وتى تى 11، 5 آلاف جنيه.
وعلى الجانب الآخر ارتفع سعر الأقراص المخدرة فى هذه المنطقة لقلة تداولها أمام الحشيش، حيث قل انتشار الأقراص المخدرة «ترامادول» أمام اللبنى « الأبترل»، والذى بلغ سعره 150 جنيها أى 15 جنيها للقرص الواحد، وذلك لكثرة انتشاره أمام «الترامادول»، الذى بلغ سعره فى هذه المنطقة 30 جنيها للقرص الواحد أى 300 جنيه سعر «الشريط».
أما فى المطرية، فتشهد تجارة المخدرات أيضا هناك قبولا ورواجا من قبل البائعين والمتعاطين على حد سواء، فكلما زاد عدد البؤر الإجرامية و«دواليب المخدرات»، زاد الإقبال عليها بشكل غريب، ومع ارتفاع أسعار المواد المخدرة، وارتفاع أسعار الاحتياجات الأساسية للحياة، إلا أن المتعاطين يقبلون على شراء المخدرات دون أى عناء.
ففى شارع الترولى، تكمن أخطر البؤر الإجرامية لتجارة المخدرات بالمطرية، حيث يجتمع أبرز «المسجلين خطر» من الذين كونوا فيما بينهم تشكيلا عصابيا، تخصص نشاطه فى هذه التجارة غير المشروعة، متخذين من الشوارع الجانية من شارع الترولى مكانا لمزاولة تجارتهم، بينما فى عرب الطوايلة، تنتشر تجارة الأقراص المخدرة ومخدر الهيروين، حيث بلغ سعر التذكرة من 100 جنيه إلى 300 جنيه، على حسب الكمية وجودة المخدر، فهناك أنواع رخيصة الثمن للفئات الفقيرة من مدمنى هذا النوع من المواد المخدرة، وتتكون تذكرة «الهيروين» فئة الــ 100 جنيه من خليط أقراص مخدرة «الأبترل»، مضاف إليها قليل من مخدر «الهيروين» البلدى المخلوط.
مخدرات جديدة تغزو «أم الدنيا» «ليريكا وكبتاجون ودى إم تى» عقاقير أدخلها تجار المخدرات لسوق المتعاطين.. وتصيب المدمنين بالهلاوس السمعية والبصرية واضطراب الحواس
أنواع جديدة، طرقت باب المخدرات، وظهرت فى مصر خلال الفترة الأخيرة، حالة النشوة التى يسببها المخدر، أى كان نوعه، جعل من مريدينه البحث عن أنواع جديدة، تزيد من تلك الحالة لفترات أطول، وتعمق من تلك الحالة لدرجة الهلاوس، فالرحلة -فترة النشوة عقب تناول المخدر- التى يقطعها المتعاطى خلال تناوله المخدر، هى العامل الرئيسى، الذى يلعب عليه تجار المخدرات، بل يجعلهم يبحثون عن أنواع جديدة من أجل تحقيق أرباح كبيرة وسريعة، مستغلين ضعف الشباب والحالات النفسية التى تصيبهم والناتجة عن أسباب مختلفة سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية، وفى هذا التقرير، نرصد لك عزيزى القارىء الأنواع الجديدة التى ظهرت فى مصر وتأثيرها على المتعاطى:
1- ليريكا:
دواء يُباع فى الصيدليات بشكل طبيعى، وغير مدرج بجدول المخدرات، ويستخدم لعلاج الألم الناجم عن تلف الأعصاب بسبب السكرى، أضيف لعالم المخدرات، ولجأ إليه المتعاطون لارتفاع أسعار الأنواع الأخرى، وأصبح إدمان حبوب ليريكا بديلا مقبولا من قبل المدمنين عن إدمان الترامادول، وأصبح ينافس إدمان الترامادول فى العديد من المجتمعات، نظرا لسهولة الحصول عليه، وانخفاض سعره بالمقارنة بدواء الترامادول.
طرق التعاطى: عن طريق الفم.
آثار التعاطى: يشعر مدمنو الـ«ليريكا» بتراخٍ فى الأعصاب، فهو دواء مسكن، ومهدئ لعلاج الآلام الناتجة عن مرض السكرى، وأيضا الآلام التى قد تنتج عن الإصابات بالحبل الشوكى.
2- الأسيد والأستامبات والإستيكرز الباركينول «المهلوسات»:
هى مواد تؤثر على الإدراك «السمع، البصر، اللمس… الخ»، بعضها يستخرج من مصادر طبيعية مثل «Magic Mushrooms »، وبعضها عقاقير مثل LSD.
طرق التعاطى: تؤخذ بعض الأقراص عن طريق الفم، وتُوضع الطوابع على الجبهة بعد جرح الجبهة حتى يدخل المخدر إلى الدم، فى حين أن بعض الإستيكرز ذات التركيز العالى توضع مباشرة على الجلد، ويمتص المخدر من خلال الجلد، أو توضع بعض الأوراق على اللسان.
آثار التعاطى: يدخل المتعاطى فى حالة من الهلاوس أو المخادعات وتشويه الصور، وفى بعض الأحيان، تطول فترة التأثير، ويدخل المتعاطى فى خبرة تشبه المرض النفسى الحاد، ويطلق عليها Bad trip، كما أن إدراك المتعاطى للوقت يكون غير طبيعى، كأن تبدو له الدقائق ساعات.
3- الكبتاجون:
ينتشر هذا النوع من المخدرات فى أمريكا، ويوجد بكثرة فى البلدان التى بها نزاعات، مثل سوريا والعراق وليبيا، وبدأ يتسلل إلى مصر خلال الفترة الأخيرة، ويعادل فى تأثيره الترامادول، وظهر خصيصًا لاستخدامه طبيًا فى علاج اضطراب الحالة الذهنية.
طرق التعاطى: عن طريق الفم.
آثار التعاطى: يدخل مدمن الكبتاجون فى حالة من الهلوسات السمعية والبصرية وتضطرب حواسة، فيتخيل أشياءً لا وجود لها، كما يؤدى الاستعمال إلى حدوث حالة من التوهم، حيث يشعر المدمن أن حشرات تتحرك على جلده، وهناك من تظهر عليه أعراض تشبه حالات مرض الفصام أوجنون العظمة، كذلك الشعور بالاضطهاد والبكاء دون سبب، والشك فى الآخرين، فمثلا بعض المتعاطين يشك فى أصدقائه بأنهم مخبرون متعاونون مع مكافحة المخدرات، وهناك من يشك فى زوجته بأن لها علاقات مع غيره، مما يسبب مشاكل عائلية واجتماعية للمتعاطى.
4- الفودو والإستركوس:
نباتان يشبهان أوراق البانجو، ويتميزان باللون الأخضر الفاتح، ويحويان مواد تسمى «الإتروبين والهيوسين والهيوسيامين»، والتى تسبب السيطرة التامة على الجهاز العصبى، وتؤدى إلى تخديره تماما.
طرق التعاطى: عن طريق التدخين.
آثار التعاطى: تصيب المتعاطى لتلك المادة المخدرة باحتقان شديد وإحمرار بالوجه وحشرجة فى الصوت، واتساع فى حدقة العين، وعندما ينتهى تأثيره على المتعاطى تزيد الهلاوس السمعية والبصرية التى يشعر بها المتعاطى.
5- الدى إم تى:
تتواجد مادة الـ DMT فى النباتات، وبعض الحيوانات، إلى جانب إمكانية تحضيرها بشكل صناعى.
طرق التعاطى: عن طريق الفم أو الحقن أو بالتدخين.
آثار التعاطى: يشعر المدمن بهلاوس تصدر من العقل فقط، فيبدأ المتعاطى فى رؤية أشياء فى خياله فقط، وكأنها حقيقة واقعة أمامه، وتكمن خطورة المخدر فى أنه قد يسبب بعض الأمراض النفسية أو العقلية لدى المتعاطى أو يزيد من حدتها، وقد ينتج عن ذلك رحلة فى غاية السوء يصدر عنها حالة من الغثيان والقىء، وقد يصل الأمر إلى تفكير المتعاطى فى الانتحار. ويرجع تعاطى عقار دى إم تى «المهلوس» إلى القبائل الأصلية بأمريكا الجنوبية، إلا أنه تم اكتشاف وجوده بشكل طبيعى فى النباتات فقط فى عام 1946، بواسطة عالم كيمياء برازيلى.
6- الماشرومز:
عبارة عن فطريات عش غراب متنوعة، تسبب آثارا نفسية وهلاوس لمن يأكلها، ويتباين التأثير التى يحدثها عش الغراب السحرى من نوع إلى آخر، وعلى حسب الكمية التى يتناولها المتعاطى.
طرق التعاطى: عن طريق الفم.
آثار التعاطى: يسبب للمتعاطى مراحل مختلفة وشيقة من الوعى، قد يجعله فى حاجة إلى المزيد والمزيد.
مخدرات جديدة تغزو «أم الدنيا» «ليريكا وكبتاجون ودى إم تى» عقاقير أدخلها تجار المخدرات لسوق المتعاطين.. وتصيب المدمنين بالهلاوس السمعية والبصرية واضطراب الحواس
أنواع جديدة، طرقت باب المخدرات، وظهرت فى مصر خلال الفترة الأخيرة، حالة النشوة التى يسببها المخدر، أى كان نوعه، جعل من مريدينه البحث عن أنواع جديدة، تزيد من تلك الحالة لفترات أطول، وتعمق من تلك الحالة لدرجة الهلاوس، فالرحلة -فترة النشوة عقب تناول المخدر- التى يقطعها المتعاطى خلال تناوله المخدر، هى العامل الرئيسى، الذى يلعب عليه تجار المخدرات، بل يجعلهم يبحثون عن أنواع جديدة من أجل تحقيق أرباح كبيرة وسريعة، مستغلين ضعف الشباب والحالات النفسية التى تصيبهم والناتجة عن أسباب مختلفة سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية، وفى هذا التقرير، نرصد لك عزيزى القارىء الأنواع الجديدة التى ظهرت فى مصر وتأثيرها على المتعاطى:
1- ليريكا:
دواء يُباع فى الصيدليات بشكل طبيعى، وغير مدرج بجدول المخدرات، ويستخدم لعلاج الألم الناجم عن تلف الأعصاب بسبب السكرى، أضيف لعالم المخدرات، ولجأ إليه المتعاطون لارتفاع أسعار الأنواع الأخرى، وأصبح إدمان حبوب ليريكا بديلا مقبولا من قبل المدمنين عن إدمان الترامادول، وأصبح ينافس إدمان الترامادول فى العديد من المجتمعات، نظرا لسهولة الحصول عليه، وانخفاض سعره بالمقارنة بدواء الترامادول.
طرق التعاطى: عن طريق الفم.
آثار التعاطى: يشعر مدمنو الـ«ليريكا» بتراخٍ فى الأعصاب، فهو دواء مسكن، ومهدئ لعلاج الآلام الناتجة عن مرض السكرى، وأيضا الآلام التى قد تنتج عن الإصابات بالحبل الشوكى.
2- الأسيد والأستامبات والإستيكرز الباركينول «المهلوسات»:
هى مواد تؤثر على الإدراك «السمع، البصر، اللمس… الخ»، بعضها يستخرج من مصادر طبيعية مثل «Magic Mushrooms »، وبعضها عقاقير مثل LSD.
طرق التعاطى: تؤخذ بعض الأقراص عن طريق الفم، وتُوضع الطوابع على الجبهة بعد جرح الجبهة حتى يدخل المخدر إلى الدم، فى حين أن بعض الإستيكرز ذات التركيز العالى توضع مباشرة على الجلد، ويمتص المخدر من خلال الجلد، أو توضع بعض الأوراق على اللسان.
آثار التعاطى: يدخل المتعاطى فى حالة من الهلاوس أو المخادعات وتشويه الصور، وفى بعض الأحيان، تطول فترة التأثير، ويدخل المتعاطى فى خبرة تشبه المرض النفسى الحاد، ويطلق عليها Bad trip، كما أن إدراك المتعاطى للوقت يكون غير طبيعى، كأن تبدو له الدقائق ساعات.
3- الكبتاجون:
ينتشر هذا النوع من المخدرات فى أمريكا، ويوجد بكثرة فى البلدان التى بها نزاعات، مثل سوريا والعراق وليبيا، وبدأ يتسلل إلى مصر خلال الفترة الأخيرة، ويعادل فى تأثيره الترامادول، وظهر خصيصًا لاستخدامه طبيًا فى علاج اضطراب الحالة الذهنية.
طرق التعاطى: عن طريق الفم.
آثار التعاطى: يدخل مدمن الكبتاجون فى حالة من الهلوسات السمعية والبصرية وتضطرب حواسة، فيتخيل أشياءً لا وجود لها، كما يؤدى الاستعمال إلى حدوث حالة من التوهم، حيث يشعر المدمن أن حشرات تتحرك على جلده، وهناك من تظهر عليه أعراض تشبه حالات مرض الفصام أوجنون العظمة، كذلك الشعور بالاضطهاد والبكاء دون سبب، والشك فى الآخرين، فمثلا بعض المتعاطين يشك فى أصدقائه بأنهم مخبرون متعاونون مع مكافحة المخدرات، وهناك من يشك فى زوجته بأن لها علاقات مع غيره، مما يسبب مشاكل عائلية واجتماعية للمتعاطى.
4- الفودو والإستركوس:
نباتان يشبهان أوراق البانجو، ويتميزان باللون الأخضر الفاتح، ويحويان مواد تسمى «الإتروبين والهيوسين والهيوسيامين»، والتى تسبب السيطرة التامة على الجهاز العصبى، وتؤدى إلى تخديره تماما.
طرق التعاطى: عن طريق التدخين.
آثار التعاطى: تصيب المتعاطى لتلك المادة المخدرة باحتقان شديد وإحمرار بالوجه وحشرجة فى الصوت، واتساع فى حدقة العين، وعندما ينتهى تأثيره على المتعاطى تزيد الهلاوس السمعية والبصرية التى يشعر بها المتعاطى.
5- الدى إم تى:
تتواجد مادة الـ DMT فى النباتات، وبعض الحيوانات، إلى جانب إمكانية تحضيرها بشكل صناعى.
طرق التعاطى: عن طريق الفم أو الحقن أو بالتدخين.
آثار التعاطى: يشعر المدمن بهلاوس تصدر من العقل فقط، فيبدأ المتعاطى فى رؤية أشياء فى خياله فقط، وكأنها حقيقة واقعة أمامه، وتكمن خطورة المخدر فى أنه قد يسبب بعض الأمراض النفسية أو العقلية لدى المتعاطى أو يزيد من حدتها، وقد ينتج عن ذلك رحلة فى غاية السوء يصدر عنها حالة من الغثيان والقىء، وقد يصل الأمر إلى تفكير المتعاطى فى الانتحار. ويرجع تعاطى عقار دى إم تى «المهلوس» إلى القبائل الأصلية بأمريكا الجنوبية، إلا أنه تم اكتشاف وجوده بشكل طبيعى فى النباتات فقط فى عام 1946، بواسطة عالم كيمياء برازيلى.
6- الماشرومز:
عبارة عن فطريات عش غراب متنوعة، تسبب آثارا نفسية وهلاوس لمن يأكلها، ويتباين التأثير التى يحدثها عش الغراب السحرى من نوع إلى آخر، وعلى حسب الكمية التى يتناولها المتعاطى.
طرق التعاطى: عن طريق الفم.
آثار التعاطى: يسبب للمتعاطى مراحل مختلفة وشيقة من الوعى، قد يجعله فى حاجة إلى المزيد والمزيد.
اللواء شريف أبوالمعالى وكيل عمليات مكافحة المخدرات: سيطرنا على خطوط ومسارات التجار.. وقضينا على إمبراطوريات الكيف.. حاصرنا «الترامادول» وسعر الشريط الواحد وصل 200 جنيه.. وأحبطنا إنشاء أول مصنع حشيش بالبلاد
سيطرنا على خطوط ومسارات تجار الكيف، وقضينا على إمبراطوريات المخدرات فى مصر، هكذا بدأ اللواء شريف أبوالمعالى، وكيل عمليات مكافحة المخدرات، حواره لـ«اليوم السابع»، مضيفا: «حاصرنا «الترامادول» وسعر الشريط الواحد وصل 200 جنيه، وأحبطنا إنشاء أول مصنع حشيش بالبلاد، و«الإستروكس» و«الفودو» أحدث أنواع المخدرات فى السوق، وللأسف الدراما جسدت التاجر كأنه صاحب السعادة»، لافتا إلى أن مكافحة المخدرات المصرية أقدم إدارة فى العالم، وتمت إبادة 89 فدانا و7 قراريط من زراعات القنب المخدر، وضبط 15 ألف كيلو بانجو و13 كيلوجرام أفيون و374 كيلوجرام هيروين.
وإلى نص الحوار:
متى تم إنشاء الإدارة العامة لمكافحة المخدرات؟
- مصـر فـى مقدمـة الدول التى استشعرت خطورة مشكلة المخدرات، واهتمت بالتصدى لها منذ زمن بعيد، ومع تزايد حدة مشكلة المخدرات فى مصر، خاصة بعد الانتشـار المفزع للمخدرات البيضاء «الهيروين والكوكايين» فى أعقاب الحرب العالمية الأولـى، وضح أن البلاد فى حاجة ماسة إلى إنشـاء جهاز متخصص يشرف على تنفيذ القانون رقم 21 لسـنة 1928م الذى شدد العقوبة على جرائم جلب المخدرات والاتجار فيها وتعاطيها، ومن ثم فقد اقترح وزير الداخلية فى 25 فبراير سنة 1929 إنشاء جهاز لمحاربة المتجرين فى المواد المخدرة، وفى 20 مارس 1929 صـدر قرار مجلس الوزراء بإنشاء مكتب المخـابرات العام للمواد المخدرة، كأول جهـاز مركزى مـتخصص فى مكافحة المخدرات فى العـالم، وكـان يتبـع «حكمداريـة بـوليس مدينـة القاهــرة» ومـقـره 6 مـيدان العتبـة بالقـاهـرة، وفى 25 يناير 1990 تفضل رئيس الجمهورية بافتتاح مبنى الإدارة العامة لمكافحة المخـدرات فـى موقعـه الحـالـى 6 شـارع شـفيق الـعباسيـة بالقاهرة، ومنذ بدء المكتب عمله اتجه نشاطه صـوب الخـارج للكشف عن أوكار المـواد المخــدرة المتدفقة على البلاد، ولكى يحكـم المكتـب الرقابة على الموانى التى تتسـرب بهـا السمـوم البـيضاء إلى مصر افتتح المكتب فرعًا له فى ميناء الإسكندرية عام 1930 وفرعا ثانيا فى ميناء بورسعيد عام 1930 وفرعا ثالثا فى السويس فى مطلع عام 1934.
كيف تتم مواجهة عقار الترامادول الذى أصبح البطل فى معظم الجرائم مؤخرا؟
- عقار الترامادول كان يستخدم فى العلاج، لكن مؤخرًا أساء البعض استعماله، حيث لجأ الشباب إلى استخدام هذا العقار بهدف الكيف، والإدارة العامة لمكافحة المخدرات توجه ضربات متكررة لمنع الاتجار فى الترامادول ومنع تداوله بين الشباب، حيث يستهدف هذا العقار تدمير عقول الشباب الذين هم عماد هذا الوطن، وتسببت الملاحقات الأمنية المتكررة فى تعطيش السوق، ورفع سعر شريط الترامادول، حيث كان سعره 10 جنيهات، ووصل الآن إلى 150 و200 جنيه.
ولكن ربما يتساءل البعض من أين تدخل المواد المخدرة للبلاد؟
- النزاعات الموجودة فى ليبيا أسهمت فى ضخ كميات من المواد المخدرة عبر الحدود الليبية، فضلا عن استقبالنا للمخدرات من بعض بلاد الشام، بالإضافة إلى بلاد غرب شمال أفريقيا، لكن الضربات الأمنية المتلاحقة تحول دون دخول هذه المواد المخدرة للبلاد.
وكيف يتم التصدى لشحنات المخدرات القادمة من الخارج؟
- عن طريق إحكام السيطرة على الحدود بشكل كبير، فضلاً عن تشديد الرقابة على الموانئ والمنافذ، وفحص كل الأشياء التى تمر من خلالها، ودعم وزارة الداخلية لمكافحة المخدرات بالأجهزة والتقنيات الحديثة التى تسهم بشكل كبير فى ضبط المواد المخدرة قبل تمريرها ودخولها للبلاد.
وماذا عن مكافحة مخدر الحشيش؟
- نكافح مخدر الحشيش ونمنع دخوله للبلاد برا وبحرا، وهناك سيطرة أمنية بشكل كبير على البحر الأحمر والبحر المتوسط، لمنع المراكب التى تقل المواد المخدرة من استهداف سواحلنا، وضبطنا أطنانا مؤخرا، كان أبرزها محاولة تهريب عدة أطنان عبر البحر المتوسط من خلال سواحل الإسكندرية، ولا يتوقف دورنا على تجفيف المنابع ومنع دخول الحشيش من الخارج، وإنما نحاربه داخليا من خلال الحملات الأمنية بالتنسيق مع مديريات الأمن، والتى تؤدى بثمارها المرجوة وتحقق نتائج إيجابية.
وماذا عن مكافحة تصنيع الحشيش؟
- نبذل جهدا كبيرا فى هذا الأمر، لمنع تصنيع الحشيش داخل البلاد، حيث ضبطنا مؤخرا عصابة دولية يشارك فيها مصريون، حاولوا إنشاء أول مصنع لتصنيع الحشيش فى مصر، داخل إحدى المناطق الصحراوية، ونجحنا فى تحديد هوية شخص يحمل إحدى الجنسيات العربية يستعين باثنين من أبنائه ومصريين، خططوا لإنشاء مصنع لتصنيع المواد المخدرة وطرحها فى السوق، مما يضر بصحة المواطنين، فضلاً عن تهديده للأمن الاجتماعى فى مصر، ورصدنا مكان إنشاء المصنع، وداهمنا المكان، وتبين أن المتهمين صمموا سردابا أسفل الأرض بالمنطقة الصحراوية لإخفاء كمية ضخمة من المواد المخدرة، فضلاً عن وجود أجهزة لتصنيع المواد المخدرة بمكان تم تشييده بالطوب الأبيض بمنطقة صحراوية، وتبين أن المتهمين فى سبيل تنفيذ مخططهم، اشتروا أجهزة لتصنيع المواد المخدرة عبارة عن «مولد كهربائى عالى الجهد، ومولد كهربائى متوسط الجهد، وكمبروسر هواء، ومفرمتى كهرباء كبيرة الحجم، وآلتى خلط، وماكينة تصنيع أقراص مخدرة، و5 مكابس هيدورليك، و3 مواتير كهرباء، وثلاجة وتكييفين، وكلارك، وأدوت تغليف»، وقدرت المضبوطات بنحو 4 أطنان حشيش و3 ملايين قرص من مخدر الكبتاجون.
هل يمكن القول أن مصر بلد لتصنيع المواد المخدرة؟
- لا.. مصر بلد استهلاك وليس بلدا للإنتاج للمواد المخدرة، وحربنا على المخدرات القادمة من الخارج مستمرة للحفاظ على صحة المواطنين من هذا الخطر.
وكيف تتم مكافحة مخدر الهيروين؟
- الهيروين من أكثر أنواع المواد المخدرة خطورة، ونواجه هذا النوع بجمع المعلومات عن المهربين ورصد سير المراكب فى المياه، والقبض على القائمين عليها، وهذا الأمر يحتاج لمجهود وإعداد بشكل جيد.
هل نستطيع القول أن هناك سيطرة أمنية على خطوط ومسارات تجارة المخدرات؟
- نعم.. جميع خطوط ومسارات تجار المخدرات تحت سيطرتنا، وجمع المعلومات عن هذه المسارات من صميم عملنا، ونجحنا فى رصد هذه المسارات وقطع الطريق أمام المهربين لتهريب كميات من الترامادول.
بعض الصيدليات تبيع المواد المخدرة للشباب.. هل الصيدليات تخضع للرقابة؟
- هناك مأموريات أمنية بالتنسيق مع الإدارة المركزية لشؤون الصيدليات، لاستهداف الذين يبيعون المواد المخدرة للشباب، ونقدم المخالفين للنيابة العامة لاتخاذ ما يلزم حيال هؤلاء الأشخاص.
هل ترى أن الدراما فى بعض الأحيان تسهم فى انتعاش سوق المخدرات بمصر؟
- للآسف بعض الأعمال الدرامية تعرض أعمالاً تجسد أن متعاطى المخدرات يشعر بالسعادة، وتاجرها هو صاحب السعادة.. وفى بعض الأحيان تجسده على أنه بطل، وأن الثراء السريع يتحقق من هذه التجارة غير المشروعة، مما يدفع الشباب لتقليده، ويؤثر بشكل سلبى على المجتمع، فالأحرى بالإعلام أن يمارس دوره فى التوعية من مخاطر الإدمان وتعاطى المواد المخدرة التى تضر بشبابنا.
انتشرت أسماء بارزة قديما فى سوق المخدرات مثل «عزت حنفى» بجزيرة النخيلة بأسيوط، و«الدكش» فى الجعافرة.. هل توجد إمبراطوريات للمخدرات الآن؟
- إمبراطوريات المخدرات وأسماء الأساطير انتهت، ولن نسمح أبدا بوجود إمبراطورية، ونواجه باستمرار عصابات الاتجار فى المواد المخدرة ونحقق نتائج إيجابية.
هل دوركم يقتصر على مكافحة المخدرات.. أم تمارسون دورا آخر يتمثل فى تأهيل المدمنين؟
- نشارك فى الإشراف على المصحات الحكومية على مستوى الجمهورية، لتأهيل المدمنين وإعادة انخراطهم فى المجتمع من جديد، ونطلق حملات توعوية لطلاب المدارس والجامعات.
عدد الردود 0
بواسطة:
كييف
بشرة خير
اللي يعرف مكانوا يدلني 😍