أكد إبراهيم بلقاسم، صحفى ليبى، أن المشروع الذى تتصدره قطر فى بقاء الإسلاميين فى ليبيا هو مشروع واضح جدا وصريح، فقد اجتمع رئيس المجلس الأعلى للدولة عبد الرحمن السويحلى مع وزير خارجية قطر، وكان نقاشهما وتذمرهما على ما أسمياه قيادة حفتر للجيش، بل وصلا إلى التفكير كيف يمكن التخلص منه.
الحقيقة أن القوات المسلحة العربية الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر وجيش نظامى شاهده العالم أجمع فى عرض عسكرى قوى وجنود يعتبرون نخبة هذه المرحلة فى ليبيا، أمر لا ترغب فيه قطر لأنه يتضارب مع مشروع الجماعات الإسلامية التى تنفذ الأجندات بحسب الطلب والمقابل دون نقاش، فهذا يعنى قطع يد قطر فى ليبيا.
وقال الصحفى الليبى فى صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، إن قطر تدعم بشكل مباشر جماعات مسلحة وتشكيلات مسلحة إسلامية راديكالية ترفض الانضمام إلى الدولة الليبية، بل وتكن العداء للدولة، وتحولت سريعا لتنظيمات متطرفة خارجة عن الشريعة، ومن ثم إلى جماعات إرهابية من بينها "أنصار الشرعية ومجلس شورى ثوار بنغازى المشكلة من تشكيلات إسلامية متطرفة".
وقال نفذ حلفاء قطر عمليات تصفية وقتل جماعى واغتيالات لكل من يرفض أو يكشف حقيقتها، إضافة إلى قتل الإعلاميين ورجال الجيش والدين والشرطة والسياسة، لم يسلم أحد من بطش الإسلاميين فى المدن الكبرى فى محاولة تحويل ليبيا إلى "ليبياستان".
التيارات السياسية فى ليبيا الموالية لقطر هم "جماعة الإخوان ويتزعمها فعلياً الدكتور على الصلابى، والتى لا يتجاوز عدد أعضائها فى كل ليبيا 10 آلاف شخص"، "حزب العدالة والبناء الإخوان برئاسة الدكتور محمد صوان"، "حزب الوطن برئاسة عبدالحكيم بلحاج أمير الجماعة الليبية المقاتلة"، وأحزاب أخرى ليس لها شعبية كبيرة، ولكن وجودها متواضع "حزب التغير برئاسة جمعة القماطى، حزب الاتحاد من أجل الوطن برئاسة السويحلى، وغيرها من الأحزاب".
ولتتمكن قطر من الهيمنة على الرأى العام مولت ودعمت أطرافها الداخلية لفتح مجموعة من القنوات الليبية بنهج إسلامى. ليبيا لكل الأحرار يرأس مجلس إدارتها على الصلابى، قناة النبأ منبر الجماعة المقاتلة ويرأسها مدير مكتب عبدالحكيم بلحاج، قناة التناصح يرأسها سهيل الصادق الغريانى، قناة الرائد يرأسها إسماعيل القريتلى "ليبى عمل مدير البرامج فى قناة الجزيرة فى 2008 وعضو فى تنظيم الإخوان"، وعدد من القنوات والمنابر الأخرى. ولا ننسى أمرا مهما جدا بأن قطر سيطرت على الخطاب الدينى بالمفتى المقال من منصبه الصادق الغريانى زعيم دار الإفتاء فى غرب البلاد.
وقال بلقاسم ربما كنا نعتقد إن قطر قنوعة وستكتفى بالغاز، وانتهى الأمر ولكن طموح قطر تجاوز المنطق والمعقول، فما لا يعرفه الجميع أن قطر فعليا سيطرت السنوات الماضية على مقدرات الشعب الليبى، إضافة إلى أن حلفاءها فى ليبيا هم المسيطرون على المصرف المركزى والمؤسسة الوطنية للنفط والداخلية والدفاع "كل الدولة تقريبا"، وبدأت قطر منذ سنوات فى تعاقدات والوعد بمشاريع فى الجنوب الليبى كمناطق حرة وغيرها، وطبعا العادات الاجتماعية كانت ترفض الدور الذى تلعبه قطر. وما كانت ستجنيه قطر من الغاز حصلت عليه فعلا من أمور أخرى مثل استقطاب أصحاب القرار لها، وعدد من الشباب الفاعلين، ومحاولة أخونتهم وإعادة إرسالهم إلى ليبيا.