واصلت وسائل الإعلام الموريتانية اليوم الجمعة ولليوم الثالث على التوالى انتقادها لممارسات النظام القطرى والتى أدت إلى قطع مصر والسعودية والإمارات والبحرين وموريتانيا ودول أخرى لعلاقاتها مع قطر بسبب تدخلها فى الشئون الداخلية للدول العربية ودعمها للكيانات الإرهابية.
وأجمعت الصحف والإذاعات الموريتانية خلال تناولها لموضوع قطع العلاقات الموريتانية مع قطر، على أن القرار الموريتانى كان لابد منه بسبب جرائم امارة قطر.
ونقلت صحيفة "الشعب" عن وزير الثقافة الناطق الرسمى باسم الحكومة الموريتانية محمد الأمين ولد الشيخ قوله إن قطر "عملت على تقويض وتمزيق العالم العربي".
وأضاف ثبت لدى موريتانيا أن قطر "تعمل على تغذية الإرهاب والفكر المتطرف"، مشيرا إلى أنها مسؤولة عما آلت إليه الأمور فى سوريا وليبيا، كما أشار إلى أن بيان وزارة الخارجية لخص باختصار الأسباب التى بنت عليها موريتانيا موقفها من هذه العلاقات.
وذكر ولد الشيخ أن لدى موريتانيا واجاباتها والتزاماتها القومية والأخلاقية تجاه الأمن والاستقرار والطمأنينة فى العالم العربية.
من جانبها ، نشرت صحيفة "الطوارئ" مقالا للكاتب أحمد عيشى اليدالى اكد خلاله ان الموقف الموريتانى من السياسة القطرية ليس بجديد، وأنه فى مطلع عام 2012 حاول الشيخ حمد أمير قطر حينها أن يتدخل فى شؤون البلاد الداخلية ويتجاوز حدوده ويرسم لموريتانيا معالم علاقتها الخارجية ويقترح أجندات يشارك من خلالها حلفاؤه المحليين خلال زيارة لنواكشوط، لكن رد الرئيس محمد ولد عبد العزيز كان حازما وصارما ورافضا لهذه الوقاحة غير المسبوقة فى العلاقات العربية البينية، وبين لضيفه ان موريتانيا لا يمكن ان ترتهن لدولة مهما كانت فى اشارة الى قطع الأمير حمد لزيارته لموريتانيا بسبب الرد القاسى لرئيس البلاد.
وأضاف الكاتب الموريتانى "أن القيادة السياسية فى نواكشوط ظلت حريصة كل الحرص على التميز فى مواقفها، والابتعاد عن الخضوع للأجندات الخارجية، فلو أرادت موريتانيا بيع مواقفها أو المساومة على قراراتها لطردت السفير السورى طلبها صراحة أمير قطر السابق وساوم على ذلك أو شاركت فى العملية العسكرية الفرنسية بمالى (عجزت فرنسا بكل قوتها عن جرنا للأمر كل هذه المواقف ما هى الا أمثلة من قرارات سيادية لا حصر لها رفضت فيها البلاد الخضوع للإملاءات الخارجية، وظلت مصلحة موريتانيا هى المحدد والمعيار والبوصلة التى تحكم دبلوماسيتنا، والحقيقة التى تحاول بعض أطياف المعارضة اليوم طمسها أنه لا يوجد موقف للبيع غير مواقف معارضتنا ومن يدور فى فلكها".
وتابع أن "الموقف الموريتانى استند للمصلحة الوطنية ولا تهديد لأمننا ومصالحنا الاسترتيجية أخطر من الدور القطرى فى دعم التنظيمات الارهابية وتغذية التطرف العنيف فى منطقة الساحل".
بدورها، حملت صحيفة "البديل" الموريتانية بشدة على الاجنحة الاعلامية لامارة قطر. وقالت فى أحد مقالاتها:"ما يكتبه بعض " الإمعات الاعلاميين" من هجوم ساقط حاقد على موريتانيا استصغارا لها لأنها مارست حقا سياديا حصريا لها هو سبة فى جبين هؤلاء الادعياء المرتزقة المرتهنين لكفيلهم الأكبر المدعو " قطر".
وأضافت:"صحيح أن الله سبحانه وتعالى جعل من مقاديره أن تكون قطر صغيرة جدا ولديها ثروات طبيعية هائلة من نفط وغاز،لكن ما شاهده العالم من سلوكها على الاقل منذ سنة 2011 هو توليها كبر خراب ليبيا وسوريا واليمن ...الخ بأموالها وإعلامها الكاذب المخادع المضلل عن سبق إصرار وترصد وهذا الدور التخريبى ليس محل تشكيك من العقلاء او البسطاء".
وتابعت الصحيفة تقول:"أما بلادنا فهى بلاد العلم والعلماء ويشهد تاريخ الخلود أن أهل هذه الصحراء القاحلة نشروا الاسلام واللغة العربية فى افريقيا وحيثما حلوا وباتوا عنوانها ووسمها شاء من شاء وأبى من أبى".