لعله المنطق القدرى الذى يضع كل شخص فى موضعه.. والقمة هى موضع ومكان أحمد السقا النجم "العائش فى الحقيقة" _التعبير لأستاذنا الكبير نجيب محفوظ_ وليس فى الوهم أو الضلال المبين كآخرين.. نجم يتحمل المسؤولية أمام العالم، منحه الله جماهيرية تتخطى سنوات عمره وعدد أعماله، ووهبه حب الناس فأحبوه، ورزقه بالكاريزما فصار نجم السينما المفضل، ونجم الأكشن الأوحد، بعد وحش الشاشة فريد شوقى، مع الاختلاف فى نوعية التجارب السينمائية لكل منهما.
السقا فى كواليس هبوط اضطرارى
أحمد السقا يستحق التحية والتقدير، لعمله الدائم على النهوض بصناعة السينما فى مصر، وما حدث بفيلمه الأخير "هبوط اضطرارى" أكبر دليل، حيث كانت الساعة قد وصلت إلى ما بعد الثالثة فجرا عندما افترش الجمهور أرصفة الطرقات والشوارع أمام دور العرض فى مناطق عدة بالقاهرة.. كانت أصواتهم مرتفعة وكلهم يتحدثون فى وقت واحد عن موضوع واحد فيلم "هبوط اضطرارى" والنقلة التى أحدثها فى صناعة السينما المصرية.. وكنت أراقب المشهد وأتطلع للتجمعات الكبيرة، التى ملأت المكان عن آخره، رغبة منهم فى دخول الفيلم، وتكرر المشهد طوال أيام العيد وبعدها، لدرجة كانت تباع تذاكر الفيلم "بالواسطة" فى سابقة لم تحدث منذ أيام الزعيم عادل إمام.
النجم احمد السقا
نجح "هروب اضطرارى" نجاحا ساحقا، وحسم منافسة الموسم لصالحه فى أقل من يومين، بفارق كبير جدا عن الـ 4 أفلام الأخرى التى وضعت نفسها بالخطأ فى موضع المنافسة، وتضاعفت أرباحه لتقترب حتى الآن من رقم 40 مليون جنيه، فى 14 يوم فقط، وزاد رصيد نجم الفيلم أحمد السقا من النجومية والمحبة والاحترام عند كل الشعوب فى العالم، وربما عدد المكالمات التى تلقاها النجم المتميز لتهنئته تعادل الملايين التى ربحها العمل.
أحمد السقا مع العباس السكرى
أحمد السقا قيمة وتاريخ واسم مهم ومؤثر فى السينما المصرية، إذ بدأ مشروعه من حيث نقطة البداية، رغم أن والداه المخرج الراحل صلاح السقا رائد فن تحريك العرائس، فظهر فى سن مبكر فى السهرات التلفزيونية (كيف تعيش بمرتبك، الناس والخوف، الدنيا لما تلف)، ثم انتقل بعدها لتقديم مشاهد أكبر فى الدراما التلفزيونية (النوة، ع الأصل دور، من الذى لا يحب فاطمة)، وبدأ مشروعه يكبر ويتضح أكثر فى منتصف التسعينات، حيث بدأ نجم أحمد السقا يلمع بمشاركته نجوم المرحلة نبيلة عبيد فى "هدى ومعالى الوزير" ونور الشريف فى "ليلة ساخنة" وصلاح السعدنى فى "المراكبى"، ووقتها قدم إنتاجا متوازيا فى التلفزيون مع المخرج جمال عبد الحميد "زيزينيا" و"حلم الجنوبى"، ثم يتألق مع الموجة الجديدة "صعيدى فى الجامعة الأمريكية" و"همام فى امستردام"، حتى حلّق نحو النجومية تحديدا فى عام 2000 بفيلمه "شورت وفانلة وكاب" وبعده "أفريكانو" ثم "مافيا" و"تيتو" وغيرها من الأفلام الهامة والمؤثرة، ومن وقتها صار نجم المرحلة وإلى الآن هو النجم.