رحلة داخل اللاوعى .. من التنويم المغناطيسى لليوجا لـ"الميديتيشن".. تفاصيل أساليب الطب النفسى فى التسلل للروح وتوقيف العقل عن العمل.. الأطباء الممارسون: نفصل الشخص عن العالم برغبته لعلاجه وتسكين آلامه

الإثنين، 17 يوليو 2017 05:50 م
رحلة داخل اللاوعى .. من التنويم المغناطيسى لليوجا لـ"الميديتيشن".. تفاصيل أساليب الطب النفسى فى التسلل للروح وتوقيف العقل عن العمل.. الأطباء الممارسون: نفصل الشخص عن العالم برغبته لعلاجه وتسكين آلامه العلاج بالتأمل
كتبت أميرة شحاتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

"اللاوعى" هى المنطقة الخطرة فى حياة الإنسان التى تختبئ وراءها كل مخاوفنا وذكرياتنا المؤثرة ولحظاتنا الحاسمة، لذلك عندما حاول الأطباء أن يروا ما بداخل مرضاهم، استخدموا طرقهم الخاص لدخول هذا العالم الخفى حتى عن الذات، لكى يعلموا ما يدور فى الأعماق وليس ذلك فقط بل أيضا تمكنوا من تغيير انطباعات هذه الخبايا على روحنا المحملة بالكثير سواء داخليا أو ظاهريا، وكل هذا احتاج لوقت طويل انتقل فيه الطب من خطوة لأخرى والدراسات من مجال لغيره تحاول إيجاد الإثباتات العلمية والحصول على الراحة لأرواحنا.

 
 
التنويم المغناطيسى
التنويم المغناطيسى
 

بداية التنويم المغناطيسى

 
رحلة طويلة بدأت مع التنويم المغناطيسى الذى مازال استخدامه فى الأوساط النفسية، وتوضح الدكتورة أسماء عبد العظيم، أخصائية العلاج النفسى، بداية التعامل به والذى كان على يد طبيب فرنسى متخصص فى الأبراج السماوية، فافترض أن هناك موجات تنتقل من الطبيب للشخص وكان يمسك بمغناطيس وهو يتخيل أنه يؤثر على التحكم فى الشخص وبعد وقت أدرك أن هذه الموجات تخرج منه وليس من المغناطيس كما تخيل ، وأن هذه العملية كانت لأن الشخص يسترخى ثم سميت الحالة بـ"التنويم الإيحائى" لأنه يدخل فى اللاوعى بالإيحاء للشخص أنه نائم وهو ليس كذلك.
 

ممارسة التنويم المغناطيسى فى مصر

 

ومن جانبها، قالت الدكتورة شيرين دحروج، أخصائى الطب النفسى ومسئول التأهيل بمستشفى العباسية للأمراض النفسية، أن التنويم المغناطيسى أو "التنويم بالإيحاء" مسموح بإجرائه فى مصر من جانب الأطباء النفسيين لما له من فوائد مهمة فى التواصل مع الشخص فهو أسلوب سهل عن طريق إعطاء المريض حقنة تجعله فى حالة نصف وعى، وذلك للتعامل مع المريض لأن كل شخص يكون لديه ثلاث أقسام بداخله وهى الأنا والأنا الأعلى والهوى، والتى تنعكس فى الشعور واللا شعور.

 

وأضافت دحروج، أن مدة الجلسة الواحدة تستمر لساعة ولا يتذكر المريض شيئا مما حدث خلال هذه الفترة عند إفاقته، وكذلك ما قاله من أمور توجد فى اللاوعى لديه، فيوجد أشياء لا يقولها الشخص لأنها موجودة لديه فى اللاشعور وقد يكون غير مدركها ولكن عند إخضاعه للتنويم المغناطيسى يتحدث عنها دون أن يمنعه شىء من العوائق الداخلية التى لديه.

 

وأكدت مسئول التأهيل بمستشفى العباسية للأمراض النفسية، أنه من الأمراض التى يتعامل معها مرضى الاضطرابات العصابية، الوسواس القهرى والبارانويا واضطرابات الشخصية، لطبيعة مرضهم التى تكون مسيطرة عليهم ولا تجعلهم يتحدثون أو يتطرقون إلى دخائلهم النفسية وتبنى حائط صد أو دفاع لديهم فى حالة وعيهم الكامل، ولكن من خلال جلسة التنويم المغناطيسى التى لا تكون واحدة بل كورس كامل من الجلسات فى كثير من الأحيان يتحدث الشخص ويبوح عن الموجود بداخله وقد لا يكون على علم به فى بعض الأوقات.

 

ولفتت دحروج إلى ضرورة أن يكون الدخول للاوعى الخاص بالشخص بموافقة منه، وأن يكون على علم بموعد جلسة التنويم المغناطيسى وله حرية أن يوافق على إجراء ذلك أو لا.

 

 
التنويم المغناطيسى 2
التنويم المغناطيسى 
 

الوجه الآخر للتنويم المغناطيسى

 

وعلى جانب آخر، قال الدكتور محمد على، أخصائى الطب النفسى، أن التنويم المغناطيسى له بعض الآثار الجانبية أو المضاعفات التى قد تؤثر فى العلاج النفسى سلبيا، من خلال استعادة ذكريات سيئة قد تعرض المريض لانتكاسة بدلا من التعامل مع الوضع الحالى وحل مشاكله، مؤكدا أن استخدام أسلوب "التداعى الحر"، وهو الكلام مع المريض خلال الجلسات والتعمق فى تفاصيل بعض الوقائع، لاستخراج الذكريات المدفونة أفضل كثيرا.

 
مشكلات النفس
اليوجا
 
 

من التنويم المغناطيسى إلى اليوجا

 
 

من ناحيتها، قالت داليا عادل، متخصصة اليوجا، أن مدرسة روحانية "اليوجا" جزء من الفلسفة التى تهتم بالجسم وتتواصل مع ما وراءه ، والتى تعنى اتحاد بين الجسم والعقل والروح ومن خلال هذه الحالة يحدث اتحاد أيضا مع الأرواح الأخرى والخالق ذاته.

 

وأضافت داليا عادل، أن اليوجا تعتبر مساعدا للطب النفسى فى التواصل مع لاوعى الإنسان، حيث إنها تعمل على مسارات الطاقة والغدد وتعمل داخليا بعمق وتخلق حالة من العلاقة بين النفس والأفكار المتدفقة من العقل، وعندما تصل للغدد تساعد فى إفراز الهرمونات المسئولة عن الحالة النفسية.

 

ولفتت عادل إلى أن حركات اليوجا تخلص الجسم من الطاقات المتراكمة التى توجد لدى الشخص ويتحرر منها حتى يتواصل مع حقيقته، ويجد أن الأشياء التى تزعجه مجرد أوهام لا تستحق خاصة وأنها تعمل على الجسد والروح ووصول الأكسجين للمخ.
 
اليوجا
اليوجا
 

" الميديتيشن " نهاية رحلة البحث داخل الذات

 

وقالت الدكتورة أسماء عبد العظيم، إن التأمل " الميديتيشن " كانت من ضمن الممارسات التى عرفتها بلاد الشرق من قديم الأزل، وانتبه لها أطباء النفس حديثا فى العلاج والتعامل مع المرضى لما لها من دور جيد فى فصل الأحداث كلها وجعل الشخص يفكر فى فكرة واحدة، وذلك عن طريق الاسترخاء والذى من خلاله يستطيع أن يحل المشكلة.

 

وأضافت أسماء عبد العظيم، أن فلسفة التأمل تساعد على تحقيق التناغم والسلام النفسى وتتعامل أكثر مع الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب والقلق والتوتر، ولكن من يعانى من أمراض عقلية فمن الصعب تطبيقها عليهم والطلب منهم التفكير فى فكرة واحدة لأنه يكون لديهم تشوش فى التفكير ومنهم مرضى الأمراض الذهانية والفصام.

 

وأكدت أسماء عبد العظيم، أن هناك قواعد للممارسة التأمل، أن يكون الشخص لديه الرغبة، ولديه الثقة فى الممارسة، ويكون على ثقة أيضا بأن التأمل سيساعده على حل مشكلته، موضحة أن أبرز الأمراض الجسدية التى من الممكن أن تكون لليوجا نتائج إيجابية معها وفقا للدراسات العلمية، هى الربو والسرطان وأمراض القلب، والضغط المرتفع ومشكلات النوم والإحساس بالألم.

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة