ساعات قليلة تفصل الخليج العربى عن انتهاء المهلة التى تم منحها لإمارة قطر للالتزام بقائمة المطالب العربية الـ 13، والتى كان أبرزها تخفيض العلاقات مع إيران، وإغلاق القاعدة العسكرية التركية فى الدوحة، وقطع العلاقات مع منظمات مصنفة إرهابية، إضافة إلى إغلاق قناة "الجزيرة" الفضائية، ووقف إيواء الإرهابيين، إلا أن نظام تميم بن حمد يواصل المراوغة والعناد لإفشال مساعى حل الأزمة من خلال تحركات الدبلوماسيين القطريين فى الساعات الأخيرة فى المحافل الدولية.
وفى الوقت الذى هددت فيه الدول العربية بإجراءات عقابية جديدة إضافة إلى المقاطعة الحالية، التي فرضت قيودًا على التبادل التجارى، والتنقل بين هذه الدول وقطر، راحت قطر ترتمى فى أحضان حاضنى الإرهاب فى المنطقة، وكشفت مصادر تركية معارضة - رفضت الكشف عن هويتها خوفا من التنكيل بها-، عن لجوء أمير قطر إلى الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، وأكدت المصادر أن تميم طالب النظام التركى بإرسال قوات إضافية إلى الدوحة.
رجب طيب أردوغان ووزير الدولة القطرى لشؤون الدفاع خالد العطية
وأضافت المصادر، أن تميم أرسل وزير الدفاع القطرى خالد بن محمد العطية إلى أنقرة، لإجراء مشاورات مع النظام التركى والتنسيق لمرحلة ما بعد انتهاء المهلة، وشددت على أنه طالب تركيا بالإسراع فى إدخال مزيدا من القوات التركية إلى بلاده قبيل انتهاء ساعات المهلة اليوم الأحد.
وتابعت المصادر، أن العطية سافر إلى أنقرة بطلب من تميم فى إطار مساعى الدوحة لإنقاذ الأسرة الحاكمة من موجة الغضب الشعبى التى أوشكت أن تنفجر فى وجهها، بعد أن بدأت انتفاضة القطريين واضحة ضد سياسات تميم، وخروج العشرات فى الشوارع لكتابة عبارة "إرحل يا تميم" على الجدران، بسبب مراوغة أمير الإرهاب مع الدول العربية وسياسة الأرض المحروقة التى لا يزال يراهن عليها فى الأزمة الخليجية.
قوات تركية فى قطر
وأوضحت المصادر، أن وزير الدفاع القطرى التقى نظيره التركى الخميس الماضى، كما استقبله إرودغان داخل مقر الحزب الحاكم في أنقرة، من أجل إقناع القيادة السياسية فى تركيا بإرسال المزيد من القوات بالأسلحة الثقيلة، إلى القاعدة العسكرية تحت غطاء قانونى المتمثل فى اتفاقية التعاون العسكرى الموقعة بين الجانبين فى 2014، وبحسب المصادر سيتم إدخال أكثر من 2000 عسكرى تركى مساء اليوم إلى الدوحة، تحسبا لوقوع مواجهات مع الجماهير القطرية الغاضبة من سياساته العبثية فى المنطقة.
وكثفت قطر خلال الـ 10 أيام الأخيرة من مشاوراتها مع تركيا، فقد تم رصد مؤخرا عدة زيارات قام بها مسئولين أتراك إلى إمارة قطر، فقد زار وزير خارجية تركيا مولود تشاويش اوغلو الدوحة، وسبقت تلك الزيارة، زيارة سرية لوفود عسكرية تركية ووفود من المخابرات التركية تم الاعلان عنها لاحقا، من أجل التنسيق لنشر قوات وأسلحة ثقيلة فى الدوحة لحماية عرش الأمير الصغير.
ومنذ بداية الأزمة الخليجية انتهج إردوغان سياسة رد الجميل مع تميم، حيث ساندت قطر إردوغان عقب محاولة الاطاحة بحكمه فى يوليو 2016، مقابل ذلك منحت الدوحة أبواق اعلامها للمسئولين الأتراك لإطلاق إساءات تجاه الدول العربية والخليج والدفاع عن النظام القطرى، كما وصل التنسيق بين البلدين إلى أعلى مستوياته حيث، اتفقت الدوحة على نقل العناصر الإرهابية التى تؤويها إلى أنقرة لحمايتها حال زادت الضغوط على الدوحة من أجل الرضوخ والتراجع عن عبثها.