"كارت أحمر" لـ"مندوب قطر" فى واشنطن.. وزير خارجية أمريكا يستقيل قبل نهاية العام بعد فشله فى إدارة أزمة الخليج.. عمله بـ"إكسون موبيل" وعلاقته بمسئولين قطريين أثار شكوك..وتمسك ترامب بمعاقبة الدوحة يفتح باب الخروج

الثلاثاء، 25 يوليو 2017 01:01 م
"كارت أحمر" لـ"مندوب قطر" فى واشنطن.. وزير خارجية أمريكا يستقيل قبل نهاية العام بعد فشله فى إدارة أزمة الخليج.. عمله بـ"إكسون موبيل" وعلاقته بمسئولين قطريين أثار شكوك..وتمسك ترامب بمعاقبة الدوحة يفتح باب الخروج دونالد ترامب وريكس تيلرسون
كتب : محمود جاد ـ رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى مفاجأة من العيار الثقيل، وفى خطوة تعكس حجم الخلاف القائم بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، ووزير خارجيته ريكس تيلرسون ، يتأهب الأخير بحسب مصادر تحدثت لشبكة "سى إن إن" الأمريكية للخروج من الإدارة الأمريكية والتقدم باستقالته قبل نهاية العام الجارى.
 
 
وبعد التضارب اللافت الذى ظهر واضحا بتمسك الجناح الذى يقوده الرئيس دونالد ترامب وفريق مستشاريه وغالبية نواب الكونجرس الأمريكى من الجمهوريين بفرض حزمة عقوبات رادعة على قطر، والحد من نشاطها المالى والسياسى فى دعم وتمويل الكيانات والتنظيمات الإرهابية، مقابل انحياز وزير الخارجية والنواب الديمقراطيين للتهدئة والتزام الحياد السلبى فى إدارة الأزمة بين الدوحة والدول العربية، يستعد تيلرسون لمغادرة مبكرة للبيت الأبيض، دفعت صحيفة "تليجراف" البريطانية للتعليق عليها بقولها إن وزير الخارجية "يعانى التهميش".
 
 
وتعد جولة تيلرسون الخليجية الأخيرة، والتى التقى خلالها قبل أكثر من أسبوعين أطراف الأزمة القطرية فى المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر، بخلاف مشاوراته مع المسئولين فى الكويت التى لعبت دور الوساطة فى تلك الأزمة، بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير، بعدما كشفت انحياز تيلرسون اللافت للرؤية القطرية الداعمة للإرهاب، الأمر الذى دفع مراقبون للربط بين علاقات وزير الخارجية السابقة خلال توليه الإشراف على عملاق النفط "إكسون موبيل" برجال أعمال ومسئولين قطريين سابقين وحاليين.
 
 
ودفع الموقف الأمريكى المتضارب أثناء وبعد جولة تيلرسون الخليجية مراقبون لوصف سلسلة الزيارات التى تمت بين العواصم الخليجية المختلفة بـ"النكسة الدبلوماسية" بعدما عجزت عن أن تحرك ساكنا فى الأزمة التى تقترب من الدخول فى شهرها الثالث.
 
 
ففى الوقت الذى تلتزم فيه الدول العربية الكبرى ـ مصر والسعودية والإمارات والبحرين ـ بأقصى درجات ضبط النفس حيال الإمارة الراعية للإرهاب قطر، وتبقى على قائمة العقوبات القديمة دون المزيد من التصعيد بالتزامن مع إدارة ملف الأزمة على الصعيدين الإقليمى والدولى بحكمة لا يقودها طيش، ودبلوماسية لا تدفعها استفزازات الصغار، سقطت واشنطن فى دوامات الفوضى والتضارب فى المواقف بفضل الأجندة التى حاول تيلرسون الانفراد بها والخروج عن صف الإجماع على ضرورة التصدى لقطر، والذى مثله الرأى العام الأمريكى والدوائر الرسمية وشبه الرسمية فى الولايات المتحدة منذ وصول ترامب للبيت الأبيض. 
 
 
وسبق للرئيس الأمريكى دونالد ترامب التأكيد فى أكثر من مناسبة على ضرورة التصدى للدور الذى تلعبه قطر فى دعم وتمويل الإرهاب، بخلاف الخطاب الذى تبناه وزير الخارجية الأمريكى ولا يزال تجاه الأزمة.
 
 
وأثارت حالة التضارب التى سادت الإدارة الأمريكية حالة من القلق داخل العديد من الأوساط والدوائر البحثية ومراكز الدراسات فى الولايات المتحدة الأمريكية، والتى حذرت من تراجع النفوذ الأمريكى أمام صعود تركى إيرانى فى الشرق الأوسط.
 
 
وفى تقرير سابق، قال المجلس الأطلنطى للأبحاث إن "الأزمة بين قطر وجيرانها من الدول العربية التى تطلبها بنبذ الإرهاب ووقف تمويله تدفع بتصعيد التوترات فى منطقة الخليج على حساب المصالح الأمنية الأمريكية وتراجع النفوذ الأمريكى لصالح إيران وتركيا".
 
 
وأضاف المجلس فى تعليق كتبه الباحث على مرهون، أن القوى الإقليمية مثل طهران وأنقرة أصبحت أطرافا صاحبة مصلحة فى هذا الصراع، تتخذ خطوات فعالة فى تشكيله بطرق تتناسب مع مصالحها ورؤيتها الإقليمية، ولن يؤدى ذلك إلا إلى إدامة الصدع وتعقيد جهود المفاوضات، حيث أن العلاقات مع إيران وتركيا هى التى تقود المطالب من قطر، على حد قوله.
 
 
وتابع المجلس فى تقريره: "الولايات المتحدة لديها مصلحة أمنية فى منع انتقال الصراع إلى مسرح إقليمى آخر. لكن إذا بقى موقف الولايات المتحدة مقسما، فأن واشنطن يمكن تعانى قريبا من تآكل نفوذها داخل المنطقة".
 
 
وبخروج تيلرسون الوشيك من الإدارة الأمريكية، يطوى "البيت الأبيض" صفحة من الخلل الذى أصاب الدبلوماسية الأمريكية خلال الفترة الماضية، ليعزز ـ بحسب مراقبون ـ من موقف واشنطن تجاه الدول والكيانات الداعمة للإرهاب وفى مقدمتها قطر وتركيا، ويفتح الباب أمام اتخاذ إجراءات عقابية واضحة للحد من الدور المشبوه الذى تلعبه الدوحة وأنقرة.
 






مشاركة



الموضوعات المتعلقة




الرجوع الى أعلى الصفحة