أضفى ثروت الخرباوى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، فى كتابه الأخير "الحقيقة .. هل كان عبد الناصر إخوانيا" مزيدا من الجدل، حول قضية تاريخية شائكة، كانت محورا لنقاش موسع خلال الأسابيع الأخيرة عقب عرض الجزء الثانى من مسلسل الجماعة للكاتب الكبير وحيد حامد والذى استند أثناء تناول هذه النقطة لما ورد فى مذكرات عدد من أعضاء مجلس قيادة الثورة وبينهم خالد محيى الدين.
ملخص كتاب "الخرباوى" يشيرإلى أن علاقة عبد الناصر بجماعة الإخوان ظلت حائرة لسنوات طويلة ويطرح مجموعة من التساؤلات منها :" هل كان من الإخوان فعلا قبل ثورة يوليو 1952 أم أنه لم يكن كذلك؟ وهل كان يجلس تلميذا لسيد قطب أم أن ما ردده البعض في هذا الخصوص كان من باب المبالغات؟"
ويحتوى الكتاب على ثمانية فصول، كما يتضمن وثائق خطية بخط أصحابها تكشف عن طبيعة علاقة عبد الناصر بالإخوان، ويتناول فى جانب منه عالم الإخوان في حقبة الأربعينيات، وسيكولوجية التنظيم، وأفكاره، وطبيعة العضوية فيه، ويشير فى الوقت ذاته إلى عضوية شخصيات كبيرة لجماعة الإخوان لم يكن أحد يعلمها، وهل كانت عضوية حقيقية أم عضوية صورية؟؟
ووفقا لملخص الكتاب فان "الخرباوي" يكشف فى الكتاب جانب من تفاصيل "بيعة الإخوان" بحسب أن بعض شهود التاريخ شهدوا بأن عبد الناصر بايع قيادات الإخوان على السمع والطاعة، حيث يستعرض سيكولوجية تلك البيعة ومفهومها ، ومن ذا الذي يصلح لأداء البيعة، وأنواع البيعة في الإخوان، ويسرد من خلال أحداث التاريخ الحية المثيرة نوعين من بيعة الإخوان، البيعة المفتوحة والبيعة المغلقة.
ويتعرض الخرباوى فى الوقت ذاته إلى المناسبات التى تحدث فيها عبد الناصر بنفسه عن حقيقة انتماءه للاخوان، وهما مرة فى حلوان عام 1964 ومرة في حوار له مع الصحفي الإنجليزي الشهير ديفيد مورجان.
ويقول الخرباوى :"هذا الكتاب يتناول بشكل علمي موضوع أثار جدل في الفترة الاخيرة هو علاقة عبد الناصر بالإخوان وهل انضم فعلا لهم وبايعهم ؟ وخطورة هذا الموضوع أنه عندما تناوله مسلسل الجماعة 2 جزم بانضمام عبد الناصر للإخوان قبل 1952 وأكد على أنه بايعهم.. وهذه المعالجة كانت سطحية وخطيرة في نفس الوقت.. سطحية لأنها عولجت باستهتار ودون اتباع قواعد علوم التأريخ في تحقيق هذه الواقعة تاريخيا وقد شرحت في كتابي لماذا فشل كثير من المؤرخين في تحقيق هذه الواقعة ثم وضعت في مقابلها دراسة اتبعت فيها المنهج العلمي في تحقيق وقائع التاريخ" .
ويضيف :"أما خطورة تصنيف عبد الناصر كإخواني ومن ثم خلافه معهم ثم محاولتهم اغتياله ثم سجنه لهم فإنه يصنع خريطة ذهنية للمشاهد وبرمجة نفسية بأن الخلاف الذي حدث بين الإخوان وعبد الناصر كان خلافا سياسيا وصراعا على الحكم وهذا الأمر غير صحيح ومغرض وفيه جهل مطبق بالإخوان.. فالصراع كان صراعا على الوطن وليس على الحكم فالاخوان يريدون السيطرة على الوطن وتحويله لإمارة تابعة لهم وعبد الناصر واجههم عندما ظهرت أطماعهم الشيطانية وقام بحماية مصر منهم تماما كما فعل الرئيس السيسي بانحيازه لثورة الشعب ضد الإخوان"
هل كان عبد الناصر إخوانيا؟
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة