ظلت آمال الإصلاحيين معقودة على الرئيس حسن روحانى لاختيار وزيرة واحدة على الأقل ضمن السبعة عشر اسما وزاريا تلك التى قدمها إلى مجلس الشورى الإسلامى (البرلمان) غير أن ذلك لم يحدث، وبدلا عن ذلك وحتى يخرج روحانى من المأزق السياسى عين 3 نائبات له فى مؤسسة الرئاسة، وهكذا بدت أسماء المسؤولات الجديدات فى "سعد آباد" بمثابة نساء حول روحانى لا يمكن المرور على أسمائهن من دون التعرف عليهم عن كثب.
شهيندخت مولاوردى.. تقليم أظافر المحافظين
شهيندخت مولاوردى
ليس من نافلة القول إن شهيندخت مولاوردى إحدى الوجوه المألوفة فى مؤسسة الرئاسة الإيرانية فى عهد الرئيس حسن روحانى، وعليه فإن تعيينها مجددا فى "سعد آباد" هو تجديد للثقة فيها، وكانت فى الولاية الأولى للرئيس "الإصلاحى" تتولى منصب نائب الرئيس لشؤون المرأة والأسرة.
وتعتبر شهيندخت مولاوردى شخصية مثيرة للجدل وكثيرا ما تدلى بتصريحات تحدث ضجة فى الأوساط الإيرانية لاسيما فى أوساط المحافظين الذين يستهدفهم روحانى أصلا من هذا القرار، وهنا إشارة إلى حديثها الشهير عن "تعقيم النساء"، ووقتها كانت تقصد السيدات المشردات اللواتى يتخذن من الشارع والقبور الخالية مأوى لهن.
ولدت مولاوردى يوم 23 أكتوبر من العام 1965 فى مدينة خوى بمحافظة أذربيجان الغربية، ما يعنى إنها تبلغ من العمر الآن نحو 53 عاما إلا قليلا، وتم تعيينها فى منصب نائبة الرئيس لشؤون الحقوق المدنية اتكاء على خبرتها البحثية والأكاديمية فى هذا المجال، وهو تقريبا ما جاء فى نص البيان الرئاسى الذى قال: "نظرا إلى التزام وقدرات السيدة الحقوقية وسوابقها القيمة، يتم تعيين سيادتها كمساعدة رئيس الجمهورية فى شؤون حقوق المواطنين".
لعيا جنيدى.. سادنة القانون الجديدة
لعيا جنيدى
بالرغم من ندرة المعلومات المتوافرة عن الدكتورة لعيا جنيدى، التى تعمل أستاذة مشاركة فى كلية السياسة والقانون بجامعة طهران، إلا إن القرار الرئاسى كان واضح الدلالة على شخصها عندما قال: "نظرا إلى التزام وخبرات السيدة، يتم تعيين الدكتورة لعيا جنيدى كمساعدة رئيس الجمهورية فى الشؤون الحقوقية".
حصلت لعيا جنيدى على درجة بكالوريوس القانون الإسلامى فى العام 1989 ثم درجة الماجستير بالعام 1994 وبعدها حصلت على درجة الدكتوراه فى العام 2000 ثم درجة ما بعد الدكتوراه (درجة علمية يعمل بها فى بعض الدول الآسيوية ومنها إيران) فى العام 2003م، ولها كتاب قانونى واسع الشهرة فى إيران بعنوان "اجراى آراى داورى" ومعناه "تنفيذ قرارات التحكيم".
وتحظى عليا جنيدى بخبرة دولية فى مجال الشؤون القانونية خاصة تلك التى تتعلق بالشريعة الإسلامية ونشرت أبحاثها العلمية فى عدد من الدوريات الدولية المتخصصة، وهو تحول لافت فى السياسة الإيرانية إذ يتم تعيين امرأة فى هذا المنصب بالرغم من أنه كان مقصورا على الرجال فى السنوات الثمان والثلاثين السابقة، بعد نجاح الثورية الإيرانية الإسلامية فى يناير من العام 1979م.
وعليه فإن الأكيد أن روحانى استهدف من تعيين لعيا جنيدى إيصال رسائله إلى الغرب، حول أنه إصلاحى يدعم المرأة وأن للمرأة مكان بارز فى مؤسسات الدولة، كما من الواضح أنه لم يعينها فى منصب وزارى تفادى لانتقاد نواب البرلمان المحافظين ورجال الدين الذين يرفضون تولى المرأة مناصب قيادية فى الجمهورية الصعبة.
معصومة ابتكار.. راعية المرأة والأسرة
معصومة ابتكار
تعد معصومة ابتكار أهم سيدة إيرانية فى دولاب الدولة بطهران على الإطلاق، إذ هى أول امرأة تتولى منصب رفيع المستوى فى الحكومة الإيرانية بعد نجاح الثورة الإيرانية الإسلامية بالعام 1979م، هذا فضلا عن دورها التاريخى وشهرتها الدولية الواسعة بعد أن عملت كمتحدثة رسمية باسم الطلاب الذى اقتحموا مقر السفارة الأمريكية بطهران واحتجزوا الرهائن الأمريكان لمدة 444 يوما (4 نوفمبر 1979 - 20 يناير 1981).
تتحدث ابتكار الإنجليزية بطلاقة وهو ما أهلها لتكون واحدة من أبرز الصحفيات، والمؤلفات والمترجمات فى تاريخ إيران المعاصر، وبناء على تاريخها الثورى وثقافتها الغربية نالت ثقة الرئيس الإصلاحى محمد خاتمى الذى ولاها منصب نائب الرئيس لشؤون البيئة فى الفترة الواقعة بين عامى 1997 ـ 2005.
وما إن صعد روحانى إلى السلطة فى 2013 إلا وجدد الثقة فيها وولاها المنصب ذاته لمدة أربعة أعوام، ثم جدد لها قبل أيام فى منصب جديد وهو مساعدة الرئيس لشؤون المرأة والأسرة.
ولدت معصومة ابتكار بالعاصمة الإيرانية طهران يوم 21 سبتمبر من العام 1960م، إى إنها تبلغ من العمر نحو 57 عاما، وحصلت على درجة البكالوريوس فى علوم المختبرات من جامعة الشهيد بهشتى، ثم على درجتى الماجستير ودكتوراه الفلسفة فى علم المناعة من جامعة تربية مدرس سنة 1995، وتعد من الإيرانيات القليلات المتخصصات فى علوم المناعة، ولذلك تتحدث كثيرا عن الصحة لاسيما صحة المرأة والطفل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة