أثبت المنتمون لجماعة الإخوان المسلمين، بعد فض اعتصام رابعة، أنهم لا يقصدون سوى هدم الدولة، ولا يعرفون سوى التطاول على كل شيء.
عقب فض اعتصام رابعة، شهدت مصر أحداث عنف وشغب سواء اقتحام لأقسام الشرطة والمدارس، ولكنهم لم يكتفوا بذلك فحتى التراث والتاريخ لم يسلم منهم، فترك لنا أجدادنا إرثا حتى نحافظ عليه وإذا كانوا يعلمون أنه سيأتى يوما ينهب ويحرق التاريخ من قبل أبنائهم لكانوا أصيبوا بسكته قلبيه.
القصة تعود لـ17 أغسطس 2013، عندما اقتحم العديد من المنتمين للجماعة المحظورة المتحف والذى كان يحوى ما يقرب من 1092 قطعة أثرية من مختلف العصور التاريخية المختلفة، دخلوا عليه فأحرقوه ونهبوا محتوياته.
وكانت نتيجة ذلك الهجوم تدمير 50 قطعة جراء أحداث العنف التى أعقبت فض اعتصامى رابعة والنهضة، بهدف تدمير الحضارة المصرية، واستشهد الأثرى سامح أحمد عبد الحفيظ الموظف بالمتحف خلال تأدية ومباشرة عمله أثناء الاعتداء على المتحف2013.
وقامت وزارة الآثار بالعمل على قدم وساق لإعادة القطع مرة أخرى للحياة، كما تم نقل الآثار إلى المخزن المتحفى بالأشمونين وبدأت عمليات إعادة فرز البقايا والتكاسير الفخارية وغيرها من الآثار الحجرية والرخامية والخشبية والجصية وإعادة ترتيبها، واتخاذ الإجراءات الخاصة بترميمها، حيث كانت مهشمة وفى حالة سيئة جدا ما يعكس وحشية وهمجية عملية الاعتداء على المتحف ومقتنياته، وقامت مجموعة العمل التى تم تشكيلها وبمساعدة مفتشى الآثار المرافقين نجحت فيما يشبه المعجزة من تجميع مجموعة كبيرة من القطع الأثرية، وكان عدد القطع الأثرية التى كانت موجودة بالمتحف قبل تعرضه للاعتداء حوالى 1050 قطعة.
وبعد 3 سنوات وبالتحديد فى 22 سبتمبر 2016، تم افتتاح المتحف مرة أخرى، ليعد انتصارًا للدولة المصرية على الفوضى والإرهاب والنيل من الحضارة المصرية، لافتًا إلى حرص الدولة المصرية على استرداد آثارها والحفاظ على حضارتها.
وضم المتحف 944 قطعة أثرية منها 441 قطعة قديمة وعدد 503 قطعة جديدة من مخازن البهنسا والأشمونين ومخازن المنيا، بتكلفة 11 مليون جنيه موزعة بين محافظة المنيا التى قدمت 7 ملايين جنيه و150 ألف من اعتمادات المحافظة، علاوة على منحة إيطالية قيمتها 4 ملايين جنيه فى صورة فاترينات للعرض الخاصة بالمتحف فى إطار مشروع مبادلة الديون، وقد تم تغيير سيناريو العرض داخل المتحف ليبدأ بتمثال للأسرة وهى عامود المجتمع، يبلغ إجمالى القطع الجاهزة للعرض بالمتحف 944 قطعة.
وأوضحت إلهام صلاح الدين، رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الوزارة عملت بكل جهد على إعادة القطع التى تم تدميرها مرة أخرى بحالة جيدة، لإنقاذ التراث، كما تم تغير سيناريو العرض بالمتحف بعرض نتاج كل إقليم وثقافته وحياته عبر العصور المختلفة الماضية، ساعيًا للحفاظ على الهوية المصرية والانتماء، وبدلاً من أن تكون اليد مدمرة تكون يد ساعية للبناء وحافظة للوطن.
وأضافت إلهام صلاح الدين، أن المتحف تم استخدامه كمؤسسة تعليمية تنقل تراث وحضارة، ولكن سيكون تعليميًا بمساعدة أمناء الآثار المتحف، والقسم التعليمى أبناء المدارس والجامعات فى فهم بعض العلوم الأخرى، وذلك من خلال المادة العلمية التى ستتوفر فى كتالوج المتحف ومعلومات الجرافيك نحو التقنيات التى صنعت الحضارة المصرية، وأيضا المعاملات من الجانب الاجتماعى الدينى بما يخدمها من قطع أثرية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة