الخبراء «الاستراتيجيون» فى مصر- ولا نعرف من الذى منحهم لقب الاستراتيجى- يعنونون العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية تحت عنوان «العلاقات الاستراتيجية»، ولا نعرف على أى أساس يمكن عنونة العلاقة بين القاهرة وواشنطن «بالاستراتيجية»، إذا وضعنا فى الاعتبار أن طول عمر أمريكا تعمل ضد مصر، بدءا من رفض تمويل بناء السد العالى ومرورا بتقوية شوكة إسرائيل وضمان تفوقها الدائم على القاهرة وما فعلته فى 67، وإنذارها فى 73، ودعم كل ما من شأنه إثارة القلاقل فى الداخل المصرى، وأبرزها الدعم اللامحدود لجماعة الإخوان، وهو الدعم الذى فاق دعم إسرائيل.
تأسيسا على ذلك، فإنه غير المنطقى والمقبول أن نضع العلاقة بين مصر وأمريكا فى خانة «الاستراتيجية»، وإنما التوصيف الحقيقى للعلاقة، أن واشنطن تريد من مصر أن تكون تابعا لا شريكا، وهو ما قبله مبارك طوال ثلاثة عقود كاملة، ثم انتقلت العلاقة فى عهد الإخوان إلى مرحلة مغايرة تماما، فأصبحت القاهرة ما يشبه بمستعمرة أمريكية، تنفذ فيها مشروع تقسيم منطقة الشرق الأوسط، حتى جاءت ثورة 30 يونيو، لتسترد القاهرة قرارها وتحبط مشروع أوباما وهيلارى لإعادة تقسيم الخريطة الجغرافية للمنطقة!!
ومن أبرز أذرع تنفيذ المشروع الأمريكى لتقسيم المنطقة، وإثارة القلاقل فى مصر، المنظمات الحقوقية، وعلى رأسها هيومان رايتس ووتش، التى تأسست عام 1979، على يد اليهودى «روبرت برنشتين»، ومنظمة فريدوم هاوس، وهى منظمة يهودية أيضا وتأسست 1941، على يد «ويندل ويلكى» الذى كان يحلم بوجود «عالم واحد» بدون حدود سياسية وجغرافية، وهو نفس فكر «جماعة الإخوان» القائم أيضا على أستاذية العالم، وعدم الاعتراف بحدود الأوطان!!
هذه المنظمات بجانب المعهد الجمهورى، ذات التأثير القوى، والقدرة على اختراق الدوائر السياسية الرسمية فى أمريكا وعدد من الدول الكبرى، استطاعت تجنيد عدد كبير من النشطاء فى مصر، وأغرقتهم بأموال التمويلات الضخمة، وأصبح ولاؤهم الكامل لهذه المنظمات، ينفذون ما يطلب منهم، كما استطاعت هذه المنظمات اختراق الأحزاب والجامعات قبل الثورة غير الممنونة 25 يناير، وسخرت نفسها للدعم المادى والسياسى لجماعة الإخوان الإرهابية.
وخرج مدير هيومان رايتس ووتش، خلال الساعات القليلة الماضية، وعقب القرار الأمريكى بوقف مساعدات عسكرية لمصر، وقال نصا: «الدرس المستفاد من قرار أمريكا بقطع مساعدات عسكرية عن مصر هو أنه لا يحق لأى حكومة أن تقيد عمل المنظمات غير الحكومية».
هذا التصريح، يؤكد أن المنظمات الدولية وفى القلب منها هيومان رايتس ووتش وفريدوم هاوس، وغيرهما من المنظمات، غاضبة من قانون الجمعيات الأهلية التى أقرته الحكومة المصرية، وأغلقت من خلاله حنفية التمويلات للعبث بأمن وأمان مصر.
وكنت قد كتبت 3 مقالات منذ أكثر من عام ونصف، كشفت فيهم حقيقة المنظمات الحقوقية الدولية الساعية لإثارة الفوضى فى مصر، ونظرًا لاستعار هذه المنظمات ومحاولة العبث بأمن مصر من جديد سأعيد نشرها، تباعا، مع بعد التحديث حسب المتغيرات الجديدة فى نهج هذه المنظمات.
المقال الأول نشر يوم 21 يناير 2016، تحت عنوان «خطة النشطاء والمنظمات الحقوقية لنشر الشذوذ فى مصر»، وأكدت فيه على حقيقتين مهمتين، الأولى أن كل المنظمات الحقوقية العاملة فى مصر لها هدف واضح ووحيد، تلقى تمويلات ضخمة من الخارج، فى مقابل تقديم كل ما يطلب منها، حتى وإن كانت إعداد دراسات وتقارير تمس الأمن القومى المصرى.
والثانية، أن كل المنظمات الحقوقية الأجنبية تمثل الذراع القوية لاستخبارات بلادها، مثل المعهد الجمهورى، والمعهد الديمقراطى الأمريكيين، وهيومان رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية، وهيومان رايتس مونيتور، وأن هذه المنظمات كانت وراء اندلاع ثورة 25 يناير 2011.
وكشفت أيضا أنه خلال العامين الماضيين بدأت مخططات وبرامج المنظمات الأجنبية الحقوقية تأخذ مسارا جديدا، من خلال التركيز على 3 أمور، الأول الدفاع عن حقوق الشواذ فى مصر، والثانى، حقوق المرأة، والثالث حقوق المعاقين.
والفئات الثلاث تم اختيارهم بعناية فائقة، وبالفعل وصل باحث فرنسى من أصل مصرى منذ عامين، وبدأ فى إعداد بحث على الشواذ، واختار 150 شاذا، والهدف إظهار أن فى مصر عددا كبيرا من الشواذ، ويجب على الدولة أن تحمى حقوقهم، وتحترم حرياتهم، وتبدأ الهيئات الدولية الرسمية فى الضغط على مصر فى هذا الملف.
أيضا تبنت منظمة إيطالية هذا النهج، وقررت عقد دورات تدريبية ومحاضرات فى حقوق الإنسان لعدد من الشباب فى بعض الدول العربية من بينها مصر، ووجهت الدعوة للشباب من الجنسين للسفر إلى إيطاليا، ووقع الاختيار على ثلاث أولاد وفتاة من مصر، وفى قاعة المحاضرات، فوجئوا بعرض أفلام إباحية لممارسة الشذوذ، للمثليين من الذكور والإناث، فاعترض المصريون، والتونسيون وانسحبوا من المحاضرة، وانهارت الفتاة مما شاهدته.
أيضا هذه المنظمات أدركت دور المرأة فى ثورة 30 يونيو، فقررت تنفيذ برامج لإجراء عملية غسيل مخ للمرأة، خاصة المحاميات، والمتطوعات فى العمل الإنسانى والأهلى، ومحاولة إظهار المرأة بأن حقوقها مهضومة، ومن ثم يجب الاحتجاج، والمطالبة بهذه الحقوق، ونفس الأمر مارسوه مع ذوو الاحتياجات الخاصة، لإثارة عضبهم، وإغراق البلاد فى تفاصيل النعرة الفئوية!!
وللحديث بقية إن شاء الله غداً..!!