لم يكن ما كشفته صحف أجنبية عن تمويل قطر لعدد من الجامعات الأمريكية والبريطانية، وكذلك حالة الغضب لدى واشنطن ولندن إزاء هذا التمويل من فراغ، ولكن هناك ربط شديد بين هذا التمويل، وإتاحة هذه الجامعات الفرصة للإخوان لإقامة الندوات والمؤتمرات داخل تلك الجامعات، فى الوقت الذى كشف فيه خبراء حجم التمويل الذى يصل من قطر لتلك الجامعات.
الفترة الأخيرة شهدت مؤتمرات وندوات كثيفة من جانب جماعة الإخوان فى لندن وواشنطن، كان آخرها الندوة التى عقدتها الجماعة عن ذكرى رابعة فى جامعة برمنجهام الإنجليزية، وترأست الندوة مها عزام، رئيسة المجلس الثورى، كما تواجدت الجماعة فى عدد من الجامعات الأمريكية على رأسها جامعة سانت چونز بنيويورك، وهارفارد، وجامعة جورج تاون.
صحف أجنبية كشفت عن تمويل قطرى لجامعات ومدارس أمريكية وبريطانية، وأظهرت حالة الغضب لدى مسئولين أمريكيين وبريطانيين إزاء تقديم الدوحة تبرعات لتلك الجامعات، وقبول تلك الجامعات هذه التبرعات، وذلك بعدما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن العديد من الأمريكيين أعربوا عن قلقهم بعد الكشف عن تلقى مدارس أمريكية عامة مساعدات من قطر، كما ذكرت صحيفة "صنداى تليجراف" البريطانية أن نواب فى البرلمان البريطانى دعوا الجامعات البريطانية للتوقف عن قبول هدايا من الدوحة.
خبراء ربطوا بين هذا التمويل والتبرعات، وبين تمكين الإخوان من إقامة تلك المؤتمرات والندوات، كما كشف عن حجم تلك التمويلات التى تحصل عليها تلك الجامعات والمدارس من قطر.
وفى هذا الإطار، أكد النائب يسرى الأسيوطى، عضو ائتلاف دعم مصر، أن تمويل قطرى ضخم كان يتم إرساله إلى عدد من الجامعات الأجنبية خاصة الأمريكية والبريطانية كى يمكنوا الجماعة من أن تقيم نشاطات وفعاليات وندوات فى تلك الجامعات من أجل نشر أفكارها وقضيتها، موضحا أن هناك تعاون بين قطر والجامعات الأمريكية والبريطانية لتنفيذ هذا المخطط.
وأشار عضو ائتلاف دعم مصر، إلى أن هناك مخططا قطريا إخوانيا لاختراق الجامعات الأجنبية وعلى رأسها الأمريكية، وهو ما اتضح من أنشطة الجماعة بشكل كبير خلال المؤتمرات التى نظمتها الجماعة وحلفاؤها فى تلك الجامعات، فأموال قطر هى التى دفعت تلك الجامعات لفتح أبوابها للإخوان.
ومن جانبها، قالت داليا زيادة، الناشطة الحقوقية، ومنسقة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميا"، إن قطر لا تمول مدارس أمريكية فقط ولكن أيضاً جامعات كبرى داخل أمريكا، ومراكز أبحاث تابعة لهذه الجامعات وعشرات المنظمات الإخوانية أو المنحازة للإخوان أيضا، وكلها تخدم أجندة العلاقات العامة لقطر داخل أمريكا وتحسن صورتها.
وأضافت ومنسقة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميا" أن قطر تفعل ذلك فى أمريكا بقوة القانون، فهى مجبرة على ذلك لأن لديها استثمارات تجارية كبيرة هناك ويطلب منهم دفع ضرائب عليها، لكن وفقاً للقانون تقديم مثل هذه التبرعات للمدارس والجامعات يقلل من الضرائب المفروضة على استثماراتهم، وهم أحسنوا استخدام هذا الفائض بما يخدم أهدافهم.
وحول الأموال التى تنفقها قطر فى تمويل المدارس والجامعات، قالت ومنسقة حملة "اعتبار الإخوان منظمة إرهابية عالميا"، إن حجم التمويل لا يقل عن 100 مليون دولار سنويا، من أجل تحقيق أغراض قطرية داخل تلك المدارس والجامعات.