بمظلومية زائفة ، وعبارات متناقضة ، وإصرار على الإنكار، بدأ مندوب قطر كلمته فى افتتاح أعمال الدورة الـ 148 العادية لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى وزراء الخارجية، إذ بدأ كلمته بالتمسح فى علاقات الأخوة ما بين الدول العربية، وانتهت بإعلان فج لدعم إيران والتجنى بألفاظ متندينة، واتهامات للرباعى العربى بمحاولات تغيير النظام القطرى.
كلمة وزير الدولة للشئون الخارجية القطرى، سلطان بن سعد المريخى، كانت دافعا لسجال عنيف دار فى الجلسة، إذ أصر ممثلو الدول الأربعة، على الرد على هذه الكلمة كحق لهم، ووجهوا عددًا من الرسائل الواضحة التى تلخص آلية تعامل الرباعى العربى مع أزمة قطر، ووسائل إنهائها إذا رغبت قطر جديا فى ذلك.
حقوق أبنائنا لن تضيع
محاولات قطر تصدير صورة كاذبة عن كونها الدولة البريئة من دعم الإرهاب، وأن ما تتعرض له حصار وضغط، هو ما وصفه وزير خارجية مصر سامح شكرى بالمهاترات، فضلا عن تأكيده أن الأسلوب والعبارات التى تحدث بها ممثل قطر متدنية.
الرسالة الرئيسة فى كلمة سامح شكرى لخصتها جملة واحدة "لن نتنازل عن حقوق أبنائنا ونحن شعوب أصحاب حضارة لديها حقائق وتتحدث بمسئولية"، مما يشير إلى أن هناك جولات أخرى فى معركة إثبات ما تقوم به قطر فى سياستها الداعمة للجماعات والتنظيمات الإرهابية وكيف أضر ذلك بالدول العربية ككل.
وتابع شكرى، "نعلم التاريخ القطرى فى دعم الإرهاب وما تم توفيره من أسلحة وأموال لعناصر متطرفة فى ليبيا وسوريا، هذه الحقوق لن تضيع وسوف نستمر فى الحفاظ على مصالحنا والدفاع عن أبنائنا واتخاذ جميع الإجراءات التى تكفلها لنا كل القوانين الدولية والسيادة التى نتمتع بها.. ونحن شعوب لنا رصيد من التاريخ ونتكلم عن حقائق ونتصرف بمسئولية، ولا نقبل ما قاله مندوب قطر وهذا كلام خارج لا يجب أن يثار".
إيران شريفة.. فهنيئا لكم إيران وستدفعون الثمن
"أقسم بالله إيران دولة شريفة" أعلنها ممثل قطر من تحت قبة جامعة الدول العربية، معلنًا بفجاجة عن تفضيل إيران على باقى الدول العربية، مقدما وصلة مدح فى النظام الإيرانى.
وصف إيران بالشريفة، علق عليه السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة ومندوب المملكة العربية السعودية الدائم بالجامعة العربية، بـ"الأضحوكة"، قائلا إن إيران تتآمر على دول الخليج العربية ولها شبكات جاسوسية فى البحرين".
وعقب القطان قائلا: "هنيئا لكم إيران، وإن شاء الله عما قريب سوف تندمون على ذلك".
تغيير السياسة وليس النظام
قلب الحقائق وتزييفها، والكيل بالاتهامات، هو ما اعتمدت عليه كلمة مندوب قطر، إذ حاول اختصار كل القضية فى اتهام وجهه للدول الأربعة بأن المقاطعة بدافع تغيير النظام القطرى.
وهو ما رد عليه الرباعى العربى بشكل واضح ، أن المطلوب من قطر هو تغيير سياستها الداعمة للإرهاب، وسعيها لزعزعة استقرار الدول العربية، أما النظام فلا يعنينا.
ووصف القطان اتهام قطر للدول العربية بمحاولة تغيير النظام ، بالأسلوب الرخيص، قائلا: "عيب أن يقال هذا الأمر، السعودية لن تلجأ إلى هذا الأسلوب الرخيص، لا نريد أن نغير نظام الحكم القطرى، ولكن السعودية قادرة على أن تفعل أى شىء تريده، وأقول كلمة أخيرة أن ما نطلبه من قطر هو فى مصلحة الجامعة العربية".
دعمكم للإرهاب .. موثق بالأدلة والحقائق
ما الدليل؟ مازالت قطر تعيش حالة من إنكار دعمها للإرهاب، وللتنظيمات والجماعات الإرهابية فى مختلف الدول العربية، إذ تساءل مندوب قطر عن أدلة دول المقاطعة، على دعم قطر للإرهاب، وهو ما عقب عليه ممثلو الرباعى العربى، وتحديدًا وزير الخارجية الإماراتى أنور قرقاش الذى فند العديد من الوقائع التى تثبت دعم وتمويل قطر للإرهاب.
وقال قرقاش عن تكرار المظلومية، لن يمحى سجل سياسات قطر التى تدخلت فى العديد من الدول العربية، وإذا كان القطريون يسألون عن دلائل دعم الإرهاب، فهناك قائمة تضم 59 إرهابيا استضافتهم قطر وأقاموا فيها، رغم وجودهم على قوائم الإرهاب فى العديد من السجلات، ومن ضمنها الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة ، وأهمها سجلاتنا الوطنية العربية.
لا تفاوض ولا جلوس إلا على أساس
الأحداث التى ستسفر عنها تطورات الأزمة، وآليات التعامل خلال المرحلة المقبلة، وضحت الجلسة، فخلال كلمته حاول مندوب قطر التشدق بأن هناك رغبة حقيقية للجلوس والتفاوض لحل الأزمة، متسائلا: "لماذا لا نجلس ونتفاوض ، للوصول إلى حل؟، ورد عليه الرباعى العربى أيضا برسالة واضحة بأنه لا تفاوض ولا جلوس إلا على أساس المطالب الـ 13 والمبادئ الـ"6"، وتساءل قرقاش كيف يمكن أن أجلس للتفاوض معك فى حين أنك ترفض كل المطالب التى تقدمت بها الدولة العربية المقاطعة.
وتابع قرقاش: "الدول الأربعة لم تقرر مقاطعة قطر عبثا، وإنما اعتمدت تلك الإجراءات لحماية نفسها، لأن هناك سجلا كان يستهدفها ويستهدف ساحات وملفات عربية عديدة، وإذا كانت قطر تتحدث عن السيادة ، فكلنا نمارس سيادتنا ولكن السيادة لا تعنى أن تضر وتقوض استقرارى، السيادة لا تعنى أن تتبنى معارضتى وتمول الإرهابيين والمتطرفين، وتستخدمهم ضدى، هناك حاجة قبل الوصول إلى حل سياسى مراجعة حقيقية بأن إنكار السجل لن يفيد".