أكد اللواء أحمد العمرى، مساعد وزير الداخلية ورئيس أكاديمية الشرطة، أن جهاز الأمن المصرى يتمتع بسمعة دولية عالية بوصفه من أعرق أجهزة الأمن فى المنطقة، ومعظم الدول على علم بقدرات جهاز الشرطة المصرى من خلال التعاون الدولى فى المنظمات الدولية التى تشارك فيها مصر، كمنظمة الإنتربول ومجلس وزراء الداخلية العرب أو من خلال آليات التعاون الثنائية.
وأشار العمرى فى حواره لـ«اليوم السابع»، إلى أن اختبارات التقدم لكلية الشرطة تتم فى جو من الشفافية والحياد، مؤكدا أن نتائج القبول ستتم بعد الانتهاء من جميع الاختبارات ومن المنتظر الإعلان عنها قريبا خلال شهر نوفمبر المقبل.
ماذا يعنى بروتوكول التعاون مع الداخلية الإيطالية؟
- يعنى اهتمام كل من الجانب الإيطالى والمصرى بمواجهة التحديات الناجمة عن ظاهرة الهجرة غير الشرعية، من خلال تفعيل آليات التعاون الشرطى لمواجهة صور الجريمة المنظمة وبصفة خاصة مكافحة الهجرة غير الشرعية، والاتجار بالبشر استجابة لتجارب التعاون الإيجابية القائمة بالفعل فى مجال الهجرة بين وزارة الداخلية المصرية والإدارة المركزية لشؤون الهجرة وشرطة الحدود الإيطالية، والهدف من البروتوكول إنشاء مركز للتدريب الدولى بمقر أكاديمية الشرطة المصرية فى القاهرة يتولى تنظيم الدورات التدريبية وورش العمل للكوادر الشرطية الأفريقية المسؤولة عن تأمين الحدود وشؤون الهجرة فى مجالات تأمين وإدارة المنافذ الحدودية، وكشف الوثائق المزورة وتقييم المخاطر وإدارة تيارات الهجرة المختلطة وإجراء التحريات لمكافحة الشبكات الإجرامية الضالعة فى عمليات الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين.
هل طلبت إيطاليا شروطا معينة مقابل إبرام هذا البروتوكول؟
- لا توجد أى شروط مسبقة، حيث يأتى المقترح التدريبى إنفاذاً للرغبة فى التعاون بين الاتحاد الأوروبى وجمهورية مصر العربية ممثلة فى أكاديمية الشرطة المصرية بغرض تطوير بناء قدراتها فى مجال إدارة الهجرة، ومما لاشك فيه أن التدريب يعد وسيلة أساسية للنهوض بقدرات السلطات المسؤولة عن تأمين المنافذ الحدودية وشؤون الهجرة، وكذا مكافحة تهريب المهاجرين والاتجار فى البشر، كما تعتزم كل من مصر وإيطاليا باعتبارهما أعضاء فى مبادرة «eu-hoamri» التعاون فيما بينهما من أجل إنشاء مركز تدريبى بأكاديمية الشرطة المصرية بالقاهرة لتدريب الكوادر الشرطية المسؤولة عن تأمين المنافذ الحدودية وشؤون الهجرة وإنفاذ القانون بالدول الأفريقية الرئيسية التى تعبر من خلالها وتصدر منها تيارات الهجرة.
هل تتوقع أن يتسبب ذلك فى تقليص حد الهجرة غير الشرعية؟
- لا شك أن البروتوكول يستهدف تعزيز آليات التعاون بين الدول التى تعانى من موجات الهجرة غير الشرعية، إلا أن هذه الظاهرة تتطلب تكاتف كل الدول ومؤسسات المجتمع الدولى للحد من مسبباتها، ومن أبرزها الحروب والنزاعات السياسية وضعف معدلات التنمية لدى العديد من الدول، فضلاً عن ارتفاع معدلات البطالة وعدم توافر فرص عمل للشباب فى هذه الدول، مما يدفعهم إلى المخاطرة بأرواحهم فى سبيل الحصول على فرص أفضل للحياة، فالهدف العام من المشروع هو تطوير المهارات الوظيفية للكوادر الشرطية الأفريقية المسؤولية عن إدارة المنافذ الحدودية وشؤون الهجرة، وكذا مواجهة تهريب المهاجرين، فضلاً عن خلق ثقافة مهنية مشتركة بين العناصر الشرطية بمختلف الدول المشاركة، مما يعزز أطر التعاون على مستوى الأجهزة الشرطية الإقليمية وإنشاء منظومة متميزة من مسؤولى تأمين المنافذ الحدودية وإدارة شؤون الهجرة وإنفاذ القانون بإيطاليا والدول الأفريقية، بالإضافة إلى إنشاء شبكة تواصل ما بين ضباط الدول المشاركة مما سيعود بفائدة على ممارساتهم لمهامهم اليومية بعد عودتهم لبلادهم، مما يحقق تعزيز أطر التعاون بين الدول المشاركة فى مجال إدارة المنافذ الحدودية وشؤون الهجرة ومكافحة تهريب المهاجرين والاتجار فى البشر مما يسهم فى نشر الأمن بمختلف الدول.
لماذا تتخذ بعض الدول الأفريقية من مصر بوابة لها للهجرة لإيطاليا؟
- مصر من الدول الشاطئية للبحر الأبيض المتوسط وهى قريبة من الدول الواقعة فى جنوب أوروبا وخاصة إيطاليا، ولكن أعداد المهاجرين غير الشرعيين المنطلقين من الشواطئ المصرية قد تقلصت بصورة ملحوظة نظراً للإجراءات الأمنية التى قامت بها وزارة الداخلية المصرية بالتنسيق مع الأجهزة المعنية فى الدولة، مما أدى إلى اتجاه عصابات تهريب المهاجرين إلى عدد من دول الجوار، نظراً للظروف السياسية التى تمر بها.
هل هناك تعاون أمنى بين مصر وإيطاليا فى مجالات أخرى غير مكافحة الهجرة غير الشرعية؟
- مصر وإيطاليا تشتركان فى علاقات صداقة تاريخية ولها مصالح استراتيجية متبادلة فى العديد من المجالات. كما أن جهاز الأمن المصرى يتمتع بسمعة دولية عالية بوصفه من أعرق أجهزة الأمن فى المنطقة، ومعظم الدول على علم بقدرات جهاز الشرطة المصرى من خلال التعاون الدولى فى المنظمات الدولية التى تشارك فيها مصر، كمنظمة الإنتربول ومجلس وزراء الداخلية العرب أو من خلال آليات التعاون الثنائية.
ما الدور الذى يلعبه مركز بحوث الشرطة المصرية فى هذه التدريبات؟
- يجرى حالياً الإعداد لافتتاح مركز للتدريب الدولى للكوادر الشرطية المسؤولة عن تأمين المنافذ الحدودية بالدول الأفريقية المشاركة فى إدارة تيارات الهجرة غير الشرعية بمقر مركز بحوث الشرطة بأكاديمية الشرطة، حيث سيتولى المركز استضافة وتنظيم هذه الدورات بالتنسيق مع الجانب الإيطالى.
ما مدى ما وصل إليه مركز بحوث الشرطة من تقدم علمى؟
- مركز بحوث الشرطة هو الذراع العلمية بأكاديمية الشرطة ووزارة الداخلية، ويتولى مُدارسة مشكلات العمل الأمنى المختلفة وإجراء البحوث والدراسات ذات الصلة وتنظيم المؤتمرات والندوات العلمية وتدريب الكوادر الأمنية من الدول الأفريقية ودول الكومنولث، من خلال الاستعانة بنخبة متميزة من الباحثين والمدربين فى كل مجالات العمل الأمنى المختلفة، فضلاً عن اضطلاعه بحركة الترجمة الأمنية بالوزارة من خلال ترجمة العديد من الوثائق والتقارير ذات الصلة بمجالات العمل الأمنى المختلفة، وهو ما ساعد المركز على الإطلاع على التجارب الأمنية المتقدمة فى مختلف الدول ونقلها للكوادر الأمنية من الدول الأجنبية.
ما أهم إنجازات مركز بحوث الشرطة المصرية؟
- فى مجال التدريب الأمنى الدولى، تم تدريب عدد 17613 مُتدربا من خلال تنظيم 654 دورة تدريبية للكوادر الأمنية الوافدة من عدد 66 دولة، حيث تم تنظيم عدد 287 دورة تدريبية لعدد 8033 من الكوادر الأمنية الوافدة من 49 دولة أفريقية، فضلاً عن أنه تم تنظيم عدد 369 دورة تدريبية لعدد 9580 من الكوادر الأمنية الوافدة من 17 دولة من دول الكومنولث، فضلاً عن إعداد قرابة 70 دراسة شرطية متنوعة.
لماذا أصبحت أكاديمية الشرطة المصرية قبلة للوافدين الأفارقة وغيرها لتلقى العلوم الأمنية؟
- أهم ما يميز البرامج التدريبية الدولية التى يقدمها مركز بحوث الشرطة هو جودة المحتوى التدريبى وحداثة المعلومات والخبرات التى يزود بها المتدربين، فضلاً عن أسلوب التدريب التفاعلى الذى يسمح للمتدرب بنقل خبراته وفقاَ للظروف الأمنية فى بلاده، مما يثرى المتدربين من خلال تبادل هذه الخبرات، علاوة على الاستعانة بمدربين ومحاضرين ذوى خلفية عملية مارسوا العمل الشرطى بالفعل، فضلاً عن توفير الإقامة الملائمة وكل أوجه الرعاية المختلفة لأشقائنا من الدول الأفريقية ونقل وتبادل الخبرات، من خلال الاستعانة بأفضل الكوادر الأمنية بالوزارة.
متى ستنتهى اختبارات القبول للطلاب المتقدمين لكلية الشرطة وإعلان النتائج؟
- الاختبارات فى كلية الشرطة للطلبة المتقدمين تتم فى جو من الشفافية والحيادية ويتم إجراء العديد من الاختبارات الطبية والرياضية والنفسية والهيئة والتحريات الأمنية، ويتم اختيار أفضل العناصر التى اجتازت الاختبارت بكفاءة عالية لينضموا إلى حراس الوطن من زملائهم من الضباط بعد تخرجهم، مؤكدا أن إعلان نتائج القبول ستكون فى نوفمبر المقبل مثل العام الماضى تقريبا.
ما سر إقبال أبناء الشهداء على الالتحاق بكلية الشرطة رغم استشهاد الكثير من ضباط فى الفترات الأخيرة؟
- إن كلية الشرطة هى مصنع من مصانع الرجال وفخر كل مصرى ودماء الشهداء لا يمكن لأحد أن ينساها، والكلية دائما تصنع من أبنائها «مشروع شهيد» عند التحاقه بها ويتم تأهيله من خلال الدراسة على ذلك، وهذا أيضا يتعلمه أبناؤهم منهم، وحق الشهداء لن يضيع أبدا، بل الأكثر من ذلك أن الكثير من الضباط يتسابقون ويقدمون طلبات للعمل والخدمة فى شمال سيناء لمكافحة الإرهاب والمتطرفين وتحقيق الأمن والاستقرار فى تلك البقعة الغالية من وطننا الغالى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة