من شرق القارة السمراء إلى غربها تعمل إمارة الإرهاب قطر على تغذية عقول الشباب بوجبات التطرف، فبالمال تمول الدوحة الجماعات المتطرفة والإرهابية تحت غطاء "العمل الخيرى الإنسانى" فى منطقة الغرب الأفريقى الممتدة من الصحراء الكبرى شمالاً إلى منطقة الساحل غرباً وجنوباً مرورا بمالى ونيجيريا وساحل العاج، حتى شرق القارة فى "القرن الأفريقى".
عانت دول عدة بشرق أفريقيا من الشر القطرى وتحديداً دول الصومال وإثيوبيا وإرتيريا وجيبوتى وكينيا، لينكشف المخطط القطرى كاملا فى ضرب وتدمير استقرار إفريقيا لصالح أجندة قوى غربية.
وفى خضم مخططات "أهل الشر" بالقصر الأميرى القطرى، ضد القارة السمراء انتفضت دولة تشاد وقررت نهاية الأسبوع الماضى غلق السفارة القطرية فى نجامينا، ومنحت 10 أيام لموظفيها لمغادرة البلاد متهمة الدوحة بـ"زعزعة استقرار تشاد انطلاقا من ليبيا".
وكانت تشاد استدعت سفيرها لدى الدوحة فى يونيو 2017 مثل بعض الدول الأفريقية الأخرى، كالسنغال وموريتانيا، ردا على الدعم القطرى للإرهاب على أراضيها ونشر الفكر المتطرف فى أنحاء القارة.
ويوم تلو الآخر، تظهر صورة قطر بشكل واضح أمام العالم كمنبع وممول للتطرف والإرهاب و"الفوضى الخلاقة"، ليس فى منطقة الشرق الأوسط فقط، وإنما امتدت يدها السوداء إلى القارة السمراء وبقاع أخرى من العالم.
وتحت مظلة "الدور الإنسانى" ظهرت قطر فى "القرن الإفريقى" تحت حجة الوساطة لحل النزاعات بين الدول الأفريقية الفقيرة هناك تارة والاستثمار تارة أخرى، ومن ثم التغلغل لتعيث فساداً وتنشر إرهابا مستخدمة سياسة فرق تسد التى تعلمتها من أسيادها فى "الصهيونية العالمية"، والتى جعلت المنطقة ملتهبة لسنوات طويلة.
وكانت قد كشفت تقارير عدة لوزارة الخارجية الأمريكية، ووزارة الخزانة، ومراكز ومعاهد دراسات وأبحاث، أن قطر أكبر دولة تمول الجماعات المتطرفة والإرهابية فى منطقة القرن الأفريقى.
ونشرت مؤسسة "دعم الديمقراطية" الأمريكية فى تقرير سابق لها، فى ثلاثة أجزاء بعنوان "قطر وتمويل الإرهاب"، خصص الجزء الأول منه للعقدين الأخيرين من القرن الماضى والأول من القرن الحالى، والثانى لفترة تولى الأمير الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثانى منذ 2013 الحكم فى الإمارة.
وحسب التقرير الأمريكى، فإن واشنطن ترى أن قيادات من تنظيم "القاعدة" فى شبه القارة الهندية و"حركة الشباب" الصومالية، تلقوا دعماً من رجال أعمال وشيوخ قطريين ومقيمين فى قطر.
وتؤكد الدراسة أن حركة الشباب الصومالية المتطرفة، تلقت تمويلاً من رجل الأعمال القطرى المطلوب دولياً عبد الرحمن النعيمى، بمبلغ 250 ألف دولار، وتشير إلى وجود علاقة قوية كانت تربط بين النعيمى وزعيم الحركة "حسن عويس" المحتجز حالياً لدى السلطات الصومالية.
وقالت تقارير صحفية صومالية، إن قطر لم تكتف بالتمويل المالى لحركة الشباب، وإنما ظلت تقدم لها السند الإعلامى بتقديم قادتها للرأى العام على قناة التحريض "الجزيرة"، وأنه منذ أواخر عام 2007 ظل قادة حركة الشباب يقدمون عبر شاشة الجزيرة مع كوفية تغطى جزءًا كبيراً من وجوههم.
ومن أقوى الأدوات التى استخدمتها قطر فى المنطقة لدعم وجودها إطلاق قناة الجزيرة باللغة السواحلية، وتستهدف حوالى 100 مليون شخص فى المنطقة وسكاناً آخرين فى الجنوب الأفريقى.
وامتدت اليد القطرية الخبيثة لجيران الصومال مستخدمة سياسة الاستثمار تارة والوساطة السياسية فى مواقع أخرى والوجود العسكرى للمراقبة، وخصوصاً فى حالة النزاع القائم بين جيبوتى وإرتيريا. وأرسلت الدوحة فى عام 2010 مراقبين عسكريين نشروا على الحدود بين الدولتين بعد قمة لرئيسى البلدين استضافتها الدوحة من أجل التهدئة.
واتهمت إثيوبيا أيضا قطر بتمويل "حركة الجهاد" فى الصومال، قبل أن تنتهى القطيعة فى عام 2012 بزيارة قام بها وزير الخارجية السابق مهدت لزيارة أخرى للأمير تميم بن حمد العام الجارى.
وفى كينيا تسعى قطر منذ سنوات للاستحواذ المالى عبر بنك قطر منذ توقيع مذكرة تفاهم بين البلدين فى عام 2015، كما يظهر الدور القطرى فى هذا البلد الفقير من خلال الستار الإنسانى الذى دائماً ما يخلف بعده الإرهاب عبر بوابة مؤسسة قطر الخيرية التى نشطت منذ عام 2016 الماضى.
ومنذ عام 2012 تحولت مالى الدولة الإسلامية الأفريقية الكبيرة، بشكل سريع إلى أرض خصبة للإرهابيين، حيث توافد إليها المتطرفون من كل صوب وحدب، وبدعم قطرى منقطع النظير سيطرت الدوحة على زمام الأمور فقامت بجذب الإرهابيين إلى الدولة الفقيرة من مختلف أنحاء العالم حتى تحولت إلى بقعة خارجة عن السيطرة.
وكما هو حال العديد من الدول التى عانت من خطر الإرهاب المدعوم من الدوحة، طالت نار التطرف والخراب مالى وعددا من دول غرب أفريقية، وقد انكشفت خيوط اللعبة المتمثلة فى تدفق المال القطرى إلى هناك مغذيا هذه الجماعات التى عملت على تقويض الأمن والاستقرار بالغرب الأفريقى.
وكانت قد كشفت مصادر بارزة بالمعارضة القطرية لـ"اليوم السابع" فى وقت سابق، أنه خلال السنوات القليلة الماضية دأب العديد من المسئولين القطريين على زيارة العاصمة المالية "باماكو" تحت ستار توطيد العلاقات الثنائية وإرسال مساعدات إنسانية للفقراء هناك، ولكن الحقيقة هى أنهم كانوا يتجولون بمناطق شمال البلاد المضطرب تحت حماية حركة "التوحيد والجهاد" المتطرفة فى مالى.
وتعتبر جمهورية مالى دولة غير ساحلية، تقع غرب أفريقيا، وتحدها الجزائر شمالا والنيجر شرقا وبوركينا فاسو وساحل العاج فى الجنوب وغينيا من الغرب والجنوب، والسنغال وموريتانيا فى الغرب.
ويصل الدعم القطرى بالمال والسلاح، لهذه الجماعات المتطرفة، بصور ملتوية، بهدف ربط التنظيمات الإرهابية التى تدعمها من بلاد المغرب غربا مرورا بمنطقة الصحراء الكبرى وليبيا وصولا إلى سوريا من أجل تطبيق الأجندة المرسومة لها من جانب القوى الغربية والصهيونية العالمية التى تتحكم فى القصر الأميرى بالدوحة.
ويتركز عناصر الإرهاب القطرى فى 5 تنظيمات رئيسية، أبرزها حركة "التوحيد والجهاد" المتطرفة التى تعتمد فى مصادر تمويلها إلى جانب الدوحة على تجارة المخدرات والسلاح والاختطاف، بالإضافة لمتمردى حركة "تحرير أزواد" وحركة "أنصار الدين" و"أنصار الشريعة" إلى جانب تنظيم "القاعدة فى بلاد المغرب" وجميع هذه التنظيمات تتلقى مساعدات مالية ولوجستية كبيرة سريا من الدوحة.
وتعمل الدوحة على ضرب استقرار دول كثيرة فى منطقة غرب أفريقيا من خلال تمويل وتسليح الجماعات الإرهابية واستخدامها فى هز استقرار هذه الدول، بهدف السيطرة على مواردها، بجانب سعيها لضرب استقرار دول فى الشمال الأفريقى مثل مصر والجزائر وتونس وليبيا.
وكانت قد كشفت تقارير إعلامية فرنسية طرق تغلغل قطر فى فرنسا وشراء الدوحة لبعض المسئولين السياسيين الفرنسيين، وكيف أن قطر متورطة فى دعم وتمويل الجماعات الإرهابية المقاتلة فى شمال مالى منذ خمس سنوات.