بعد تتويج ريال مدريد بلقب الدورى الإسبانى خلال الموسم الماضى، توقع جمهور برشلونة رداً مناسباً من الفريق الكتالونى خلال الموسم الجارى، وبالفعل لم يخيب البلوجرانا آمال عشاقه منذ بداية الموسم الجارى، واستطاع تصدر الليجا، بفارق 6 نقاط عن أقرب منافسيه أتلتيكو مدريد، ومبتعداً عن ريال مدريد بفارق 16 نقطة قبل مباراة ريال سوسيداد الليلة.
وتشير جميع التوقعات إلى أن برشلونة سيحسم لقب الدورى الإسبانى لصالحه بنهاية الموسم الجارى، ولكن تلك الطفرة فى مستوى الفريق الكتالونى لم تأت بالصدفة، ويرصد التقرير التالى 5 عوامل كان لها دور رئيسى فى وضع البلوجرانا على طريق التتويج بلقب الليجا..
تيرشتيجن نجم موسم برشلونة
تطور مستوى الحارس الألمانى مارك أندريه تيرشتيجن بشكل كبير منذ بداية الموسم الجارى، ولم يتوقف دوره على التصدى للأهداف بيديه، وبرع فى استخدام قدميه فى لعب كرة القدم، ما منح برشلونة القدرة على بدء الهجمات المرتدة السريعة، وساهم فى العديد من أهداف الفريق الكتالونى بفضل تمريراته المذهلة.
وبالإضافة إلى قدراته فى استخدام الكرة والتمريرات الحاسمة، طور تير شتيجن أداءه فى حراسة المرمى، وساهم فى منح برشلونة أفضل دفاع منذ بداية الموسم الجارى، حيث وقف حصناً منيعاً ولم تدخل شباكه سوى سبعة أهداف فقط فى 18 مباراة بالدورى الإسبانى حتى الآن هذا الموسم.
صامويل أومتيتى صمام أمان برشلونة
وصفت الجماهير الفرنسى صامويل أومتيتى بأنه أفضل مدافع فى تاريخ برشلونة منذ اعتزال كارليس بويول عام 2014، وبات المدافع الفرنسى يمثل رعباً بالنسبة للمهاجمين فى المنطقة الخلفية للفريق الكتالونى، وعلاوة على أدائه الدفاعى، أكد أومتيتى أنه يتمتع بالمشاركة فى الهجوم أيضاً فى بعض اللقطات.
رحيل نيمار وانضمام باولينيو
أثبت البرازيلى باولينيو أنه صفقة ممتازة بالنسبة لبرشلونة، بالرغم من الانتقاد الشديد الذى واجهه اللاعب البرازيلى عند انضمامه للفريق الكتالونى، قادماً من صفوف جوانزو إيفرجراند الصينى خلال الصيف الماضى، نظراً لكونه انتقل إلى كامب نو فى أعقاب انتقال مواطنه نيمار دا سيلفا لباريس سان جيرمان الفرنسى فى صفقة قياسية بلغت 222 مليون يورو.
ولم يقتنع أحد بأن باولينيو سيكون بديلاً جيداً لنيمار، حيث إن التشابه الوحيد بينهما هو أن مسقط رأسهما البرازيل، بينما يلعب باولينيو لاعب وسط، فى حين لعب نيمار على جناحا أيسر، وكنتيجة مباشرة لذلك، كان دور كل منهما فى برشلونة مختلفاً بشكل جذرى.
ولكن على عكس المتوقع، أضاف باولينيو الكثير لبرشلونة وأصبح لاعباً فعالاً أكثر من نيمار، ورفع صلابة خط وسط الفريق الكتالونى بشكل ملحوظ بتعاونه مع سيرجيو بوسكيتس، فى حين أن مهمة نيمار الأساسية خلال فترة لعبه بصفوف البلوجرانا توقفت على مساعدة ميسى وسواريز فى التهديف، وعلى الرغم من أن دور باولينيو فى صفوف برشلونة كان دعم خط الوسط، إلا أنه استطاع تسجيل 7 أهداف وصنع هدفين هذا الموسم.
دور ميسي البطولى
أثبت المهاجم الأرجنتينى ليونيل ميسى أنه أفضل لاعب فى كل العصور خلال الموسم الجارى، بعدما رفض العديد من العروض الخيالية خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، وتمسك بالبقاء فى صفوف برشلونة، بالرغم من تراجع المستوى الشديد الذى عانى منه الفريق الكتالونى خلال الموسم الماضى، بالإضافة إلى انتقال البرازيلى نيمار دا سيلفا لباريس سان جيرمان فى صفقة قياسية.
وأكد ميسى أنه سيتحمل المخاطر ويعمل على إعادة برشلونة للطريق الصحيح، وبذل قصارى جهده ليسجل 16 هدفاً ويصنع 8 أهداف فى 18 مباراة خاضها مع الفريق الكتالونى بالدورى الإسبانى، وهى واحدة من الأسباب الرئيسية لوضع الفريق الكتالونى على طريق التتويج بلقب الليجا.
فالفيردى خليفة جوراديولا
وضع بيب جواريدولا أيدلوجية مذهلة فى قيادة برشلونة، استكمالا لأيدلوجية يوهان كرويف أسطورة الفريق الكتالونى الراحل، واستمر تأثير جوارديولا على أداء لاعبى البلوجرانا حتى الآن، رغم انحرافهم عن ذلك الأداء خلال فترة تولى لويس إنريكى لقيادة الفريق.
وكانت الأولوية الكبرى لجوارديولا هى لعب كرة القدم بطريقة صحيحة، بدلاً من الحصول على نتيجة جيدة، ومع مرور الوقت استطاع اللاعبون إتقان فن إيجاد توازن بين الهدفين بلعب كرة قدم مذهلة وتحقيق الفوز.
واستطاع إرنستو فالفيردى السير على خطى جوارديولا، والاهتمام بتقديم كرة قدم ممتعة ثم التركيز على الفوز، ما أظهر احتفاظ لاعبى الفريق الكتالونى بالأساسيات التى زرعها جوارديولا داخلهم.