قلم جاف ووجوه مختلفة شاردة مرسومة باحترافية على تذكرة مترو، مدفوعا بخيال وموهبة وأنامل موهوبة للشاب محمد عصام، أو رسام المترو، كما يحب أن يكنى، تلك الرحلة التى يقضيها من محطة المرج محل سكنه إلى الدقى لمدة حوالى ساعتين ونصف يوميا، كانت بمثابة مرسماً مفتوحاً له، ليسجل بقلمه تعابير وجوهم من يركبون معه ولحظات الحب والضيق أو البكاء، فى لوحات وبورتريهات رائعة على تذكرة المترو.
الشاب محمد عصام ، والبالغ من العمر 24 عاماً ، وخريج كلية التجارة جامعة بنها، من محافظة السويس، طغت عليه موهبته فعلى الرغم التحاقه بكلية التجارة إلا أنه ظل يمارس الرسم بعد تخرجه وعلم نفسه بنفسه ، حتى اتقنه وبدأ يُدرس الرسم فى إحدى مراكز الكورسات بالدقى.
ساعتان ونصف يوماً ، هى مدة الرحلة من محطة المرج إلى الدقى، التى يقضيها يوميا ما بين ذهاب وآياب، كانت الفرصة لمحمد إلى تفحص وجوه البشر ورسم تعبيراتهم على تذاكر المترو، فقال:" كل ما أركب المترو، الموضوع فى الأول كان صدفة وبدأت أرسم على أول تذكرة ولكن بعد ذلك واصلت تلك الهواية الرسم طوال الطريق، لعدم ضياع الوقت، كانت وجوه البشر حولى مادة سخية لرسم البورتريهات، حيث تضم الصور كبار وصغار وعواجيز ونساء ورجال، وكل الصور التى رسمتها لشخصيات آخرى مستوحاة منها".
وأضاف محمد عصام، قائلاً:" بدأت الرسم حيث تعرفت على بعض اصدقائى من الكليات فنون جميلة وتعلمت منهم القليل، وبعد ذلك بدأت التعلم من خلال الكورسات المجانية المتاحة على الإنترنت وعلى موقع يوتيوب، وهى مادة غنية جدا، وبالتدريب والرسم والممارسة وصلت إلى ذلك المستوى ،و لم التحق بكورسات أو أى شئ من ذلك القبيل، ولكنى أنا أدرس كورسات الآن فى إحدى المراكز المتخصصة فى الدقى، ليس لى عمل آخر".
وتابع قائلاً :" لدى مجموعة كبير من تذاكر المترو والتى رسم من خلالها العديد من الوجوه التى قابلتها وبورتريهات، ضممت فى لوحة واحدة وتقدمت بها إلى إدارة المترو، ورحبوا بالفكرة ويدرسوا الآن وضع اللوحة فى محطة رمسيس، وفى انتظار الموافقة".
