المفتى: تهنئة الأقباط من أعمال البر ونرفض فتاوى تحريمها

الجمعة، 05 يناير 2018 07:06 م
المفتى: تهنئة الأقباط من أعمال البر ونرفض فتاوى تحريمها الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية
كتب - لؤى على

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، أن ميلاد الأنبياء هو ميلاد رحمة وسلام ومحبة للعالمين، وأن ذكرى ميلادهم هى مناسبات سعيدة على البشرية نحتفل بها ونتذكر ما أرسلهم الله سبحانه وتعالى به من أخلاق وقيم من أجل صلاح الناس.
 
وأضاف مفتى الجمهورية- خلال حلقة برنامج "حوار المفتى" الذى يذاع كل جمعة على قناة "أون لايف"- أن الله سبحانه وتعالى ذكر ميلاد سيدنا عيسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام وهنأ به فقال سبحانه: (وَالسَّلامُ عَلَى يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيّاً).
 
وشدد على أن الفتاوى التى تحرم تهنئة إخوتنا المسيحيين بميلاد السيد المسيح عليه السلام هى فتاوى قد عاف عليها الزمان، ويجب ألا نلتفت إليها ونرفضها، مشيرًا إلى أن دار الإفتاء المصرية والأزهر الشريف يسير على منهجية واحدة فى أن تهنئة أخوتنا المسيحيين بميلاد السيد المسيح هو من أبواب البر الذى أمرنا الله به فى قوله تعالى: (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
 
وأكد المفتى، أن التجربة المصرية تجربة فريدة فالنسيج الوطنى بين جناحى مصر المسلمين والمسيحيين هو نسيج قوى ومتين لا يستطيع أحد أن يقطعه ما داموا فى رباط ووحدة، ومعدن الشعب المصرى يظهر دائمًا فى تماسكه أمام التحديات الكبيرة التى نمر بها، وهو ما يفشل كافة المحاولات من قبل الجماعات المتطرفة وغيرها التى تسعى للنيل من مصر. 
 
وأضاف أن التاريخ المصرى يؤكد أن كل هذه المحاولات عبر التاريخ كانت فاشلة، ولم تؤثر أبدًا فى الشعب المصرى، وهو ما يؤكد أن الهوية المصرية الحقيقة هى محفوظة بترابط المصريين إلى يوم الدين.
 
وأشار مفتى الجمهورية إلى أن الأنبياء جميعًا بعثهم الله لينشروا السلام والبناء والعمران وينيروا الطريق أمام البشرية في كل زمان ومكان، موضحًت أن من يلاحظ البناء النبوى يجد أنه بناء متكامل الأركان والمعانى، فكل واحد منهم يؤدى إلى الآخر، ويتكامل معه من حيث المبنى والمعنى، فكانت جميع الرسالات تدعو إلى المحبة والسلام والبناء وتهذيب النفس، وكل ذلك لا يكون إلا بالقلب السليم. 
 
وأكد أن رسل الله جميعًا أرسلهم الله بمبادئ كليه منها حفظ الأنفس والدين والأعراض والأموال والعقل، ولعمارة الأرض ونشر الرحمة، وهى القيم التى يشترك فيها جميع الأديان السماوية.
 
وأضاف الشرائع السماوية بمجملها منذ سيدنا آدم وحتى سيدنا محمد تدعو إلى الله والإيمان به والأخلاق الكريمة، فالرسالة واحدة لإدارة حركة الحياة فى هذه الأرض، ولكى يؤدى الإنسان الرسالة التى خلق من أجله من عمارة الأرض.
 
وذكر المفتى قول النبى صلى الله عليه وآله وسلم: "مثلى ومثل الأنبياء من قبلى كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة قال فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين"، مؤكدًا أن رسالة النبى صلى الله عليه وآله وسلم هى اللبنة الأخيرة التى أكملت الرسالات واختتمتها لكى تبقى البشرية موصولة بهذا الوحى الإلهى.
 
وحول أسباب ظهور الصراعات بين بعض أتباع الأديان رغم القيم المشتركة التى جاء بها الأنبياء، أوضح فضيلة المفتى أن ذلك يرجع إلى أن بعض أتباع الأديان قد ابتعدوا عن الأخلاقيات والقيم المشتركة التى جاء بها الرسل وابتعدوا عن تعاليمهم، وفى المقابل أصبح هناك من يغذى الصراع والعنف والكراهية والمفاهيم الخاطئة حتى يصبح الجميع فى صراع.
 
وأشار إلى أن الكل مسئول عن مواجهة هذا الأمر، وذلك بداية من الأسرة والمؤسسات التعليمية والإعلام لكى يدفعوا هذا الخطر ويعززوا قيم العيش المشترك والمحبة بين الناس جميعًا باختلاف عقائدهم وثقافاتهم، حتى لا نعطى فرصة للجماعات الإرهابية لتغزى الصراع والعنف وتدمر الأوطان.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة