للإرهاب عنوان.. أين يعيش المتطرفون فى الغرب؟.. مولنبيك قندهار البلجيكية.. برمنجهام منبع خطة حصان طروادة للاستيلاء على المدارس.. فتش عن الضواحى فى ملبورن وباريس.. ومالمو السويدية تنضم للقائمة

الأربعاء، 21 نوفمبر 2018 12:30 م
للإرهاب عنوان.. أين يعيش المتطرفون فى الغرب؟.. مولنبيك قندهار البلجيكية.. برمنجهام منبع خطة حصان طروادة للاستيلاء على المدارس.. فتش عن الضواحى فى ملبورن وباريس.. ومالمو السويدية تنضم للقائمة الهجمات الإرهابية
كتبت - سالى حسام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هجوم إرهابى يتصدر صفحات الجرائد بنفس الكلمات مع اختلاف الأسماء، ولكن مع تتابع الهجمات الإرهابية أو أخبار القبض على متطرفين عادة ما تظهر أحياء بعينها يتركز فيها الإرهاب وتعمل كمفرخة للمتطرفين فى الدول الغربية، حتى لتظن أن الإرهابيين يستأجرون نفس البنايات السكنية ويذهبون لنفس الأماكن حتى لو لم يكن هناك رابط بين العمليات الإرهابية وبعضها.

مولنبيك - بلجيكا
 

حى مولنبيك فى العاصمة البلجيكية بروكسل، أخرج للعام مجموعة إرهابية واسعة الشهرة، هى خلية داعش التى نفذت هجمات باريس 2015 وجزء منها نفذ هجمات بروكسل 2016، لدرجة أن حى مولنبيك اشتهر باسم "قندهار بلجيكا" وهو الاسم الذى استخدمته صحيفة "الإندبندنت" فى تقرير لها عن المكان الذى نشأ فيه الإرهابيين أو عاشوا فيه قبل تنفيذ الهجمات، بل إن صلاح عبد السلام الناجى الوحيد من منفذى هجمات باريس تم العثور عليه مختبئا فى شقة بحى مولنبيك.

مولنبيك
 

وفى 2017 صدر كتاب بعنوان "مولنبيك - الرقة" للصحفى المغربى نور الدين الفريضى، الذى يروى فيه كيف تحول حى بلجيكى كلاسيكى الطراز لمنبع الإرهاب وتصدير المقاتلين لداعش فى سوريا، حيث يقول إن البداية كانت مع تسلل مشايخ ورجال دين ينتمون لجماعة الإخوان لحى مولنبيك للسكن ثم إقامة مراكز إسلامية تروج للفكر المتطرف، وكما هى العادة يظهر الإخوان ويتبعهم الإرهاب، فمنذ تسعينات القرن الماضى وحتى ظهور داعش تفرعت الجماعات المتطرفة لمدارس مختلفة ولم يعد الإخوان فقط هم الجماعة الوحيدة حيث انطلق منها عناصر لينضموا للقاعدة ومن القاعدة لداعش، والبعض فضل العمل على طريقة "الذئاب المنفردة"، وإن كان داعش عادة يعلن المسئولية عن الهجمات حتى لو لم يكن المنفذ من عناصر التنظيم الرسميين.

برمنجهام وخطة حصان طروادة
 

طاهر علام
 

فى 2014 لم يكن الإرهاب ضرب بريطانيا سوى مرة واحدة خلال هجمات لندن 2005، لكن مع صعود داعش، كان هناك نوع جديد من التطرف ينتشر فى برمنجهام، ففى هذا العام نشرت الصحف البريطانية تقريرا عن خطة لمجموعة من المسلمين المتطرفين يحاولون السيطرة على مدارس برمنجهام وتحويلها لمدارس إسلامية، وبلغ عدد المدارس المتورطة فى الخطة 6 مدارس.

وكانت الخطة بحسب "التليجراف" و "الإندبندنت" تقوم فى انضمام عدد من الشخصيات الإسلامية المتشددة لمجالس إدارة المدارس، وبعد أخذ الأغلبية فيها يتم إزاحة المدرسين الذين لا يلتزمون بالشريعة الإسلامية، والمقصود كان طرد المدرسين غير المسلمين وحتى المسلمين الذين يعيشون على الأسلوب البريطانى، بعدها تبدأ مرحلة فصل الأولاد عن البنات فى الفصول ثم فرض الحجاب داخل المدارس، وتدريس المناهج التى تريدها المجموعة المتطرفة.

وكان مدبر الخطة "طارق علام" مدير مدرسة برمنجهام بارك فيو، وتسببت هذه القضية فى أزمة سياسية داخل الحكومة البريطانية حيث تبادل وزير التعليم، مايكل جوف، الاتهامات مع تيريزا ماى التى كانت تشغل وقتها منصب وزيرة الداخلية، وكانت الاتهامات حول من يتحمل مسئولية هذا الخرق الأمنى فى المؤسسات التعليمية.

وزاد الأمر سوء بحسب صحيفة "برمنجهام ميل" عندما ذكرت أن خطة "حصان طروادة" كانت لها مرحلة أخرى قادمة وهى التوسع فى مدارس برادفورد أيضا.

خطة مثل حصان طروادة كانت تفترض وجود عدد كبير من المتورطين فيها لتنفيذها وليكون أى شخص عضوا فى إدارة مدرسة يعنى أن يكون من نفس المنطقة السكنية التى بها المدرسة، وهذا يعنى أن أصحاب الخطة كانوا كلهم من برمنجهام، وتم طرد 12 معلما على الأقل من المتورطين.

وبالصدفة انتشرت على وسائل الإعلام وقتها تقارير إعلامية عن وجود دوريات أمنية فى شوارع برمنجهام، لا تنفذها الشرطة البريطانية بل مجموعة من الأشخاص المدنيين الذين يعملون على معاقبة الناس فى الشوارع إذا وجدوا أنهم لا يتلزمون بالشريعة الإسلامية، ورغم أن وسائل إعلام بريطانية أنكرت قصة "شرطة الشريعة" وقتها إلا أن نفس الأخبار تظهر من حين لأخر وتردد نفس المخاوف من أن هناك مناطق لم تعد الشرطة البريطانية تدخلها.

لكن ما جعل سمعة التطرف تلتصق ببرمنجهام هو أن صالح خاطر منفذ هجوم ويستمنستر كان هو أيضا من سكان برمنجهام.

مالمو .. شرطة الشريعة فى السويد
 

مظاهرة فى مالمو
 

السويد ظلت فى الجانب الهادئ من أوروبا حتى بدأت موجة استقبال المهاجرين، وبحسب صحيفة "التليجراف" فإن مدينة مالمو وتحديدا حى روزنجارد بدأ يتجمع فيه أعداد كبيرة من المهاجرين، وانتشرت تقارير مشابهة لقصص شرطة الشريعة فى مالمو، لكن الحكومة السويدية أنكرت الأمر، ومعها العديد من وسائل الإعلام الغربية الكبرى التى قالت إن الأمر مجرد مؤامرة من التيار اليمينى المتطرف، لكن فى الحقيقة كانت التقارير البريطانية والأمريكية تنقل الصورة بتحوير الأسماء والمصطلحات، فصحيح أن الحكومة السويدية رفضت مصطلح "مناطق محظورة" no go zone لكنها أقرت بأن هناك أماكن تسميها بـ"مناطق بها مشكلات".

منى والترز
 

هذه المشكلات ظهرت على السطح عند محاولة الاعتداء على منى والتر اللاجئة الصومالية التى تحولت للمسيحية فى السويد فكاد يتم ضربها فى شوارع السويد علنا، رغم أنها جاءت للسويد عندما كان عمرها 16 عاما فى التسعينات وقت الحرب الأهلية الصومالية ولم تعرف شيئا عن الثقافة الإسلامية وهى نفسها كانت تقول إن عائلتها لم تكن متدينة، لكن المهاجرين الجدد القادمين للسويد هم من هاجموها بلا معرفة أى شئ عن خلفيتها الثقافية.

ضواحى باريس
 

ضواحى باريس 2005
 

اشتهرت مرتين الأولى فى أعمال الشغب فى 2005 ضد ساركوزى، والمرة الثانية بعد صعود تنظيم داعش، ففى المرة الأولى قال محللون فرنسيون إنهم معتادون على فكرة الثورة من أجل العدالة الاجتماعية فى فرنسا، لكنهم لم يعتادوا أن يروا سكان الضواحى من المحتجين يحرقون سيارات الشرطة وفى نفس الوقت يردد العرب منهم والأفارقة عبارات شتم ولعن فرنسا نفسها.

وبحسب مركز بروكينجز، فإن تتبع الهجمات الإرهابية ومنفذيها فى فرنسا سيكشف عن كون ضواحى باريس كانت مصنع التطرف، وأن الأمر منتشر لسنوات ولكن الحكومة الفرنسية لم تتعامل مع الموقف وتجاهلته ، هذا التقرير سبب أزمة بين فرنسا والولايات المتحدة عام 2016 عندما قالت الحكومة الفرنسية إن " التقرير لا يحمل أى معنى منهجى" وكان التركيز الفرنسى على وجود خلافات ثقافية بين فرنسا وبلجيكا متجاهلا حقيقة أن كثير من الإرهابيين فى صفوف داعش يأتون من الدولتين ومن نفس الأحياء والظروف المعيشية.

هجمات باريس
 

وإذا كان مولنبيك قدم جزء من منفذى هجمات بروكسل 2016 وباريس 2015 فإن النصف الثانى من المجموعة كانوا فرنسيين من سكان الضواحى وأعلن تنظيم داعش نفسه عن أسمائهم وصورهم وكان بينهم "أبو ريان الفرنسى و أبو فؤاد الفرنسى وأبو قتال الفرنسى".

وطال الانتظار حتى جاء الاعتراف الفرنسى على لسان رئيس البلاد إيمانويل ماكرون الذى قال فى 14 نوفمبر 2017 إن الضواحى الفقيرة تم إهمالها من قبل الحكومة الفرنسية ولذا كانت منبع الإرهاب، ودعا لخطة حكومية لتطوير الأحياء الفقيرة وقتها.

ضواحى ملبورن
 

أحدث المنضمين لقائمة الأحياء الإرهابية كانت الضواحى الشمالية الغربية لمدينة ملبورن، فبحسب صحيفة "ذا أستراليان" نفذت السلطات الأسترالية عملية أمنية فى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 20 نوفمبر، وأسفرت عن اعتقال 3 أشخاص من أصول تركية كانوا يخططون لعمليات إرهابية ويستهدفون أماكن ومناسبات يتجمع فيها أكبر عدد ممكن من الناس، مثل احتفالات الكريسماس ورأس السنة.

المتهمين الأتراك
 

لكن المفاجأة كانت عند ذكر عناوين المتهمين الثلاثة، فأحدهم يدعى "إرتونك إيركيل أوغلو"من ضاحية دالاس، الأسترالية، وشقيقه صامد يبلغ من العمر 26 عاما من ضاحية كامب بيلفيلد وأصغرهم سنا حنيف خاليس، وعمره 21 عاما، من ضاحية جرينفال، وكلها ضواحى شمال غرب ملبورن وهى نفس المنطقة التى كان يعيش فيها حسن خليفة منفذ الهجوم المسلح فى ملبورن الذى وقع يوم 9  نوفمبر.

الأمر الأكثر إثارة أن الخلية التركية والمسلح الصومالى لا علاقة بينهم لكن كلهم كانوا يترددون على نفس المساجد ونفس المركز الإسلامى وهو مركز "هيوم للشباب الإسلامى" فى كولارو بملبورن الذى تم ذكره فى أكثر من تقرير إعلامى أسترالى يتحدث عن ترويج المركز للفكر المتطرف.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة