يعتبر الشعور بالغيرة من المشاعر المرتبطة بالحب، والتى يعبر من خلالها الحبيب عن مدى حبه للطرف الثانى، ولكن أحياناً تتحول الغيرة إلى مرض نفسى، يسمى بمتلازمة عطيل وهى عبارة عن توهم خيانة الزوج أو الشريك، ومتلازمة عطيل تؤثر على الذكور، وأحياناً الإناث.
وتتميز الإصابة بمتلازمة عطيل فى اتهام متكرر بالخيانة، والبحث عن الأدلة، والاستجواب المتكرر للشريك، واختبارات الإخلاص لشريكهم، والمطاردة في وقت ما، ويمكن أن تكون المتلازمة شديدة الخطورة وتؤدي إلى تعطيل الزواج والقتل والانتحار.
وأطلق الطبيب النفسي الإنجليزي جون تود (1914-1987)، اسم متلازمة عطيل نسبة لرواية "عطيل" ل شكسبير عطيل، الذي قتل زوجته الجميلة ديسديمونا ظناً منه بخيانتها.حسب ما ذكره الموقع الأمريكى "medicinenet".
الدكتور محمد الشامى استشارى الأمراض النفسية قال، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، إن الغيرة المرضية أسبابها كثيرة مثل الارتباط الزائد بالطرف الثانى، ما يجعل الطرف الأول دائم التفكير فيه والرغبة الدائمة فى تواجد الطرف الثانى بجانبه وعدم الرغبة فى التحدث مع أى شخص آخر.
والسبب الثانى هو حب التملك وهو رغبة الحبيب فى أن يكون الطرف الثانى يعطيه الاهتمام والحب، وأن يكون موجود عند حاجته إليه، وقد يسبب هذا للطرف الثانى العجز عن تحقيق طموحاته أو النجاح فى عمله والانعزال عن الناس حتى لا يغضب الطرف الأول وتستمر العلاقة.
وأضاف:" عندما يشعر الشخص بحب التملك يصبح لديه هاجس أنه كيف يحصل عليه والخوف من فقدانه، وهذه الصورة من الحب منتشرة بأشكال مختلفة مثل حب الأم الزائد للطفل الذى يجعلها تخاف عليه تجعله دائماً بجواره، وكذلك الطفل عندما يحب الأم كثيراً قد يجعله يشعر بالغيرة من أشقائه".
وأضاف فى حالة عدم استمرار العلاقة العاطفية تسبب أضرارا نفسية للطرف المحب وقد توصله لمرحلة الاكتئاب، لذلك يجب عليه الاقتناع بأن العلاقة انتهت وهذا قد يشعره بألم لفترة طويلة لكن يساعده فى الشفاء بفترة قصيرة.
واختتم قائلا:"انتهاء العلاقة العاطفية يسبب أضرارا نفسية خاصة للشخص الذى يحب من طرف واحد، وقد يصاب بالاكتئاب، وأذكر شابا تركته حبيبته بعد حب دام أكثر من خمس سنين ظل يطاردها وأصيب خلال هذه الفترة بالاكتئاب، أو مرحلة كرب ما بعد الصدمة الأمر الذى جعله يخضع لجلسات علاج نفسى وتناول أدوية"، مشيراً إلى أن مدة العلاج والتعافى تتوقف على مدة قوة الشخصية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة