تتواصل الحكايات عن كأس العالم ولن تنتهى أبداً، وقبل كل بطولة لا يتوقف الحديث مطلقاً عن أجمل الذكريات والأحداث المثيرة التى شهدتها البطولة الأكثر جماهيرية حول العالم طوال تاريخها، والأمر نفسه سوف يحدث قبل انطلاق النسخة المقبلة فى روسيا من صيف العام الحالى 2018.
شعر المصريون بفرحة كبيرة للغاية بعدما انتهت مباراة المنتخب الوطنى أمام الجزائر فى نوفمبر 1989 بفوز الفراعنة 1 / 0، بهدف حسام حسن، وتأهلهم لكأس العالم 1990 فى إيطاليا، بعد غياب طويل عن المحفل العالمى دام لمدة 56 عاماً، ولكنهم تعرضوا لصدمة كبيرة بعدما وقع منتخبنا مع المنتخب الهولندى بطل أوروبا فى مجموعة واحدة بالمونديال.
منتخب هولندا فى هذه الأثناء كان من أفضل منتخبات العالم، وكان قد تُوج قبل عامين فقط من كأس العالم ببطولة الأمم الأوروبية "يورو 88"، بقيادة نجومه الكبار ماركو فان باستن، فران ريكارد، رود خوليت، رونالدو كومان، والحارس فان بروكلين وغيرهم من النجوم.
ولكن منتخبنا الوكنى كان يضم هو الآخر لاعبين رائعين، أبرزهم التوأم حسام وإبراهيم حسن، والمدافع الشاب آنذاك هانى رمزى، والمهاجم المتميز جمال عبد الحميد، إضافة إلى لاعب الوسط المخضرم مجدى عبد الغنى، والحارس أحمد شوبير، ومارادونا النيل طاهر أبو زيد، وغيرهم من نجوم هذا الجيل للفراعنة، تحت قيادة الأسطورة محمود الجوهرى.
مباراة مصر وهولندا فى مونديال 1990
نجوم منتخبنا شعروا برهبة كبيرة عندما رأوا خوليت وريكارد وفان باستن فى النفق المؤدى للملعب، وهو ما رووه بأنفسهم فى لقاءات تليفزيونية بعد ذلك، حيث أكدوا أن نجوم هولندا كانوا عمالقة بمعنى الكلمة بالنسبة لهم.
المثير هو ما حدث فى المباراة فبعدما تقدم منتخب الطواحين بهدف عن طريق فيم كيفت فى الدقيقة 58، ظن الجميع أن الفراعنة فى طريقهم لاستقبال المزيد من الأهداف، ولكن ما حدث كان العكس تماماً.
من كرة طولية مررها إبراهيم حسن انطلق شقيقه حسام ليستلمها ولكنه تعرض لعرقلة قوية داخل منطقة الجزاء من أحد مدافعى هولندا، ليطلق الحكم الإسبانى إيميليو سوريانو صافرته معلناً احتساب ركلة جزاء للمنتخب المصرى وسط فرحة عارمة من لاعبى مصر والجماهير المصرية فى المدرجات، ويطلق المعلق الراحل محمود بكر تعليقه الشهير "عدالة السماء نزلت على استاد باليرمو".
ونجح مجدى عبد الغنى فى تسديد ركلة الجزاء بنجاح فى الدقيقة 83، ليمنح الفراعنة تعادلاً تاريخياً أمام أبطال أوروبا، ويكون هذا هو الهدف الوحيد لمصر فى هذه البطولة، والثالث فى تاريخ الفراعنة بكأس العالم، بعد هدفى عبد الرحمن فوزى أمام المجر فى كأس العالم 1934.
