دعا محققون من الأمم المتحدة معنيون بجرائم الحرب روسيا والتحالف بقيادة الولايات المتحدة، اليوم الثلاثاء، إلى التحقيق فى ضربات جوية نفذها الجانبان فى سوريا العام الماضى وأسقطت عددا كبيرا من القتلى المدنيين مما يعد انتهاكا للقانون الدولي.
وذكر تقرير للمحققين أن ضربة جوية نفذها الطيران الروسى باستخدام أسلحة موجهة أصابت سوقا مما أودى بحياة 84 على الأقل فى بلدة الأتارب غربى حلب فى نوفمبر.
وأضاف التقرير أن ضربات للتحالف بقيادة واشنطن أسفرت عن مقتل 150 شخصا فى مدرسة تؤوى نازحين قرب مدينة الرقة فى مارس 2017.
وقال هانى مجلى عضو لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة فى إفادة صحفية "مثلما كانت هناك ضغوط على التحالف للتحقيق، ينبغى على السلطات الروسية التحقيق الآن بعد أن سلطنا الضوء على الأمر وأن تعلن نتائجها بشأن هذه الواقعة تحديدا".
من ناحية أخرى، أدانت فرنسا، اليوم الثلاثاء، وبشدة الهجوم الجوى والبرى الذى يقوم به النظام السورى فى الغوطة الشرقية فى انتهاك تام لقرار مجلس الأمن الدولى رقم 2401 ، مشيرة إلى أن استمرار الهجوم لايزال يؤدى إلى سقوط عشرات الضحايا المدنيين كل يوم.
وذكرت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الفرنسية انييس فون دير مول - فى تصريح لها اليوم - أن هذا القرار يدعو إلى وقف كامل للأعمال العدائية وتطبيق هدنة إنسانية لا تقل عن 30 يوما متتالية على كامل الأراضى السورية للسماح بتوصيل بأمان ودون عوائق المساعدات الإنسانية والمضى قدما فى عمليات الإجلاء الطبى العاجل للمدنيين.
وأضافت أنه للمرة الأولى منذ 14 فبراير تم السماح بإدخال قافلة إنسانية للأمم المتحدة الغوطة الشرقية، إلا أن قوات النظام قامت بإفراغها من الأدوية والمستلزمات الطبية التى تنقلها، مشيرة إلى أنه فى ظل استمرار عمليات القصف اضطرت الأمم المتحدة وشركاؤها لوقف تفريع القافلة ولإجلاء عمال الإغاثة المنتشرين بشكل عاجل.
وأكدت أن بلادها تدعو حلفاء النظام السورى لا سيما روسيا وإيران إلى احترام التزاماتهم الدولية دون تأخير وإلى الزام النظام السورى بتطبيق الهدنة، معتبرة أن روسيا بتصويتها على القرار 2401 تتحمل مسؤولية خاصة فى هذه الشأن.
وأشارت إلى تصريحات الرئيس إيمانويل ماكرون التى أكد فيها أن فرنسا تنتظر من روسيا اتخاذ إجراءات فعلية وملموسة لوقف عمليات القصف العشوائى ومحاصرة المدنيين.
كما أدانت الأمم المتحدة بقوة عدم احترام الأطراف المسلحة فى الغوطة الشرقية قرار مجلس الأمن القاضي بوقف الأعمال العدائية لمدة 30 يوما، وكذلك تجاهلها لضمانات المرور الآمن للقافلة الإنسانية الأممية، حيث جاء ذلك في مؤتمر صحفي اليوم في جنيف للمتحدث باسم مكتب تنسيق الشئون الإنسانية بالأمم المتحدة يانس ليركا، وأشار إلى أن قافلة الأمم المتحدة المشتركة التى حملت أمس مساعدات إنسانية إلى مدينة دوما في الغوطة الشرقية اضطرت إلى اختصار وقت وجودها بسبب تصاعد العنف وانعدام الأمن.