د.أيمن رفعت المحجوب

مرحلة اقتصاد "احتكار القلة"

الجمعة، 06 أبريل 2018 08:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

جاء تطبيق الرأسمالية الجديدة فى أول عهده على يد الولايات المتحدة الأمريكية فى الصناعة الأمريكية حيث تم تقسيمها إلى عدد ضئيل من المنتجين ، فى ميادين مثل صناعة السيارات، والآلات الزراعية وإطارات المطاط والسجاير ، والمشروبات الروحية.... إلخ. حيث سيطر على السوق الأمريكى ثلاث مؤسسات كبرى تقريبا فى كل مجال، وكان مولد "الأويجوبولى".

 

وأكدت المعطيات الرئيسية للدراسات التى تناولت الأسواق الأمريكية، وأوروبا، أن طراز تمركز الإنتاج فى أيدى عدد قليل نسبياً من الباعة والمنتجين هو الطراز الأفضل والأكثر شيوعاً، وعليه تمركز نحو ربع القوى العاملة الإجمالية فى أمريكا وأوروبا فى الثابت، طويل الأجل فى عدد وحدات اقتصادية بعينها ، يرافقه تضخم هائل فى حجم هذه الوحدات، حيث إنها فى كثير من الأحيان فاقت قدراتها قدرات دول صغيرة.

 

وأصبحت حفنة من المؤسسات العملاقة مسئولة عن التقسيم الأعظم من انتاج الكثير من الصناعات فى أمريكا وأوروبا. تحيط بها هالة من حواشى وأهداب على شكل مؤسسات صغيرة مستقلة لا زالت باقية فى ميدان الانتاج دون حظ كبير لها فى النجاح! وهذا ما كان يعرف عند علماء الاقتصاد من حيث الطراز المؤسسى باسم الأويجوبولى أى وجود عدد قليل من المنتجين والباعة.

 

وقد ترتب على عملية التركيز المتمثلة فى نمو حجم الوحدات الاقتصادية وتقلص عددها الى تغير طبيعة النظام الرأسمالى ذاته إذ جعلت القوانين التى كانت ناظمة لتطور المراحل السابقة من الرأسمالية الحرة لا تنطبق على الرأسمالية المرحلة الجديدة من الأوليفوبولية المتوحشة كما عرفها الكاتب الاقتصادى الأمريكى "جالبرت" ، والانجليزى "لبك وميزلر" ولا حتى تقوى ذلك الأدوات السابقة على التكهن بخط سير تلك الرأسمالية الجديدة.

 

وانتهت الأمور إلى أن مرحلة جديدة من النظام الاقتصادى الرأسمالى تقوم اليوم فى المجتمعات المتقدمة الصناعية ولكن هذا لا يعنى أبدا أن النظام الرأسمالى قد سقط أو الغى كما يتصور البعض مثلما هو الحال فى النظام الاشتراكى السابق أو انهيار الاتحاد السوفيتى مثلا، فجوهر الرأسمالية الشرسة قد ظل ثابتا ، ولكن مظاهرها وسماتها قد مرت بعملية قلب وتحول وكان أكثر المتأثرين هم طبقة العمال فى صالح أصحاب العمل وهذا ما سوف نعرفه فى مقال آخر.

 

* أستاذ الاقتصاد السياسى والمالية العامة – جامعة القاهرة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة