تقاسم الحكم المحلى يثير أزمة بتونس.. الأغلبية غير المريحة تضع الإخوان فى مأزق.. والنهضة لا تتمكن من الحكم بمفردها وتبحث عن شريك.. وحزب الرئيس يرفض التعاون مجددا.. والعاصمة تبحث عن رئيس والمستقلون يحسمون الخلاف

السبت، 12 مايو 2018 12:00 ص
تقاسم الحكم المحلى يثير أزمة بتونس.. الأغلبية غير المريحة تضع الإخوان فى مأزق.. والنهضة لا تتمكن من الحكم بمفردها وتبحث عن شريك.. وحزب الرئيس يرفض التعاون مجددا.. والعاصمة تبحث عن رئيس والمستقلون يحسمون الخلاف الغنوشى والسبسي
كتبت آمال رسلان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

منذ اللحظات الأولى لإعلان نتائج انتخابات البلدية فى تونس بدأ الانقسام يدب بين النخبة السياسية حول طبيعة التحالفات التى ستحكم المرحلة المقبلة، ففى حين أتت النتائج بحركة النهضة الإخوانية إلى صدارة المشهد مجددا فى تونس إلا أنها لم تحصل على أغلبية مريحة تمكنها من السيطرة على مفاصل الدولة التونسية، وهو الأمر الذى دفع رئيسها راشد الغنوشى إلى عرض تقاسم السلطة على الرئيس التونسى وحزبه نداء تونس، ولكن ما أن رفض الحزب المدنى مد يده مجددا لإخوان حتى سيطرت على المشهد حالة تلاسن وتراشق بين القيادات فى كلا الحزبين.

 

ووسط ضبابية المشهد فى تونس برزت القوائم المستقلة والتى حصلت على عدد مقاعد تفوق على تلك التى حصل عليها كلا الحزبين، إلا أن عدم وجود خلفية موحدة سياسية لتلك القوائم جعلها مشتته دون وزن يذكر ولا يمكن احتسابها تكتل سياسى موحد حيث لكل منها برنامجها المنفصل وتوجهها الأيديولوجى المختلف بين الإسلامى والليبرالى والعلمانى واليسارى، إلا أنها ستظل الرقم الصعب فى المعادلة والذى إذا قرر أغلبها الانحياز إلى أى من الحزبين سواء حركة النهضة أو نداء تونس فى تكتل واضح فسيتم حسم شكل الحكم المحلى فى تونس والذى يعد أول تطبيق للحكم اللامركزى طبيقا لدستور 2014.

 

 

وقالت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فى تونس أن القوائم المستقلة حصلت على 32,9% من الأصوات بإجمالى 2376 مقعد، متقدمة على حركة "النهضة" التي احتلت المركز الثاني بـ29,6%، بإجمالى مقعد 2135، في حين حل حزب "نداء تونس" في المرتبة الثالثة بـ22,7%  وإجمالى مقاعد بلدية  1595.

 

وأكدت حركة النهضة، فى بيان رسمى حرصها على تشكيل المجالس البلدية على ''قاعدة الالتزام بتحقيق مصالح المواطنين وخدمة الجهات بعيدا عن التجاذبات السياسية والحسابات الانتخابية الضيقة، لتتوفر لها مقومات النجاعة والتجانس والفاعلية في تنفيذ التزاماتها الانتخابية".

 

وهنّأت النهضة أنصارها و"أبناء الحركة بفوز قائمتنا في الانتخابات البلدية وكل القائمات الحزبية والمستقلة التي حازت على ثقة الناخبين''، داعية إلى الإنكباب على إنجاح عمل المجالس المنتخبة تطويرا لآداء السلطة المحلية.

وسارع راشد الغنوشى منذ اللحظات الأولى لتقديم عرض على حزب الرئيس التونسى نداء تونس لتقاسم السلطة معا فى المحليات، إلا أن هذا العرض تم إجهاضة منذ البداية حيث اعلن المدير التنفيذي لحزب نداء تونس حافظ قائد السبسي ان الحزب لم يتحالف مع حركة النهضة في المجالس البلدية بعد الاعلان عن نتائج الانتخابات النهائية.

 

وقال حافظ السبسي لموقع آخر خبر ان نداء تونس سيتحالف فقط مع ما سماه بالطيف الديمقراطي ممثلا اساسا في القائمات المستقلة القريبة من ناحية توجهاتها من نداء تونس و ايضا من عدد من الاحزاب السياسية التي تشترك مع نداء تونس في جملة من الثوابت والافكار.

 

وأكد السبسي الابن ان هذا التوجه في رسم تحالفات نداء تونس سيكون ايضا مرتبطا بـ"واقع الميدان " وما يتطلبه من تعاطي " حالة بحالة " مع عدد من القائمات.

وردا على موقف النداء الرافض لحركة النهضة قال الغنوشى  أن القانون الانتخابي لا يسمح إلا نادرا لأي حزبا بنيل الأغلبية المطلقة في إحدى الدوائر "وهو ما يدرب التونسيين على التعايش مع بعضهم، إذ لا يمكن للقرارات في المجالس البلدية أن تصدر دون توافق".

 

معتبرا أن سياسة التوافق كانت هي المنتصرة، حيث تولت البلاد إلى "محطة الأمان"، مضيفا أن تونس تمر بلحظة تاريخية فارقة "تضرب خلالها الديمقراطية التونسية بعروقها في الأرض" مما يجعل إمكانية الارتداد عن الديمقراطية أمرا غير وارد، حسب قوله.

 

ويظهر الخلاف بين النهضة والنداء جليا فى بلدية تونس العاصمة بين مرشحة "النهضة" سعاد عبد الرحيم، ومرشح "نداء تونس" كمال إيدير، حيث حل حزب "النهضة" الإسلامي في المرتبة الأولى في العاصمة التونسية إلا أنه لم يتمكن من أغلبية مطلقة تمكنه من تسلم رئاسة البلدية.

هذا المأزق يحتم على حركة النهضة البحث عن توافقات واتفاقات تضمن لها اغلبية لتضمن مقعد رئيس البلدية العاصمة، ولكن يبدوا أن خلافا حادل فى أروقة الحزبين الإسلامى والمدنى حيث كل منهما يطالب فى مقابل التوافق بدعم مرشحة لرئاسة العاصمة،  بل وهدد النداء بالتحالف مع القوائم الأخرى ضد النهضة حيث قال القيادي في النداء وسام السعيدي، ان كمال ايدير سيكون شيخ مدينة تونس وان النداء لن يتحالف مع النهضة بل سيتحالف مع الفائزين الاخرين مثل الاتحاد المدني والقائمات المستقلة والجبهة الشعبية .

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة