سيف الإسلام فؤاد يكتب : ثُمَ من أنقذك ؟

الأربعاء، 13 يونيو 2018 06:00 م
سيف الإسلام فؤاد يكتب : ثُمَ من أنقذك ؟ صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أتعلم يا سيدى أن ما يؤلمنى أكثر من غرق البسكَويتة فى الشاى هو غرق البسكَويتة الأخرى المُوكل لهَا عملية الإنقاذ ! .. إن كَانت الأولى ضحيتُكَ فمَا ذنبُ الثانية التى أغرقتهَا فى سَبيل إنقاذكَ الأولى والاثنين غرقوا وجثثهُم تطفو على سَطح شايك ولم تُفزعك !

قل لى بالله عليكَ من أضاءاك ولم يرضى لشعور الحُزن أن يُطفئكَ ! إلا أنا, وضَممُتُكَ ضَمة الأم وقالت لكَ لا تقلق سَأكون أنا بجواركَ وكُل شىء تُحبه أحبهُ لأجلكَ وما أمنعك

والآن كُلهم غرقى, وتَبحث عن أخرى لتُنقذك .. وأنا التى لم أعرف قبلكَ إلا قلبُكَ ولم يؤلمنى بعدكَ إلا بُعدكَ ..

أخذتنى بقوة وتركتنى للفراق فما لدى أن أقول لأمنعك، أبقيتنى أنتظر كثيراً وسَريعاً ما خَذلتنى, وأنا التى حَاولتُ كثيراً أن لا أوجعكَ، حسبى أنكَ إن تَحدثتُ حَبستُ أنفاسى كُلها كى أسمَعك, وأخافُ عَليكَ من الهوى إذا أتى لجفنكَ وأدمعك، وإذا غلبتكَ الدموع كَفكَفتُهَا بمَنديلي المُبلل حناناً وأقول ملعُون من أوجعك, وأحفظُ العهد جيداً وأننى سَأصون لكَ قلبى ولن أضيعك.

ويعلمُ الله كَم أحب المشى بجوارك حتى ظلكَ فيه أتبعك، وأتمنى أن لا أفارقك أو أودعك، حتى مِن لهفتى عليكَ خُيل لى شىء فضمَمتُكَ بخوف وذُعر وكأنكَ معاذ الله .. معاذ الله وهذا مَصرعك, وأخشىَ من عقاب الله أن يُصيبكَ ما أصبتنى به ويُفجعكَ, وأعلمُ أن لا شيء يُقال كى يُرجعك أو شيء عندى أفتديه وأقول خُذنى معك

أتذكر ذلكَ اليوم الذى قُلتُ لكَ فيه (اليوم أكملتُ عليكَ عشقى وأتممتُ عليكَ حنانى ورضيتُ بقربكَ ) أتذكر !!؟؟ ..

وسريعاً أدبرْتُ عنى ألا ليتَنى أبطأتُ فى إقبالى لأرفع شَكوتى لله وسوء حالى من بعد قصة تندر بها أهل المدينة فيها وعن أحوالى، اليوم نضجتُ وأجد ألف إجابة وإجابةً لسؤالى وآلمى التى حَسبتُها ضاقت وسَعت، وتلكَ بداية آمالى.

أتعلم لماذا كُنتُ صابرة لهذا الحد معكَ لأنى أعلم أن أعظم المعارك لا يُعطيها الله إلا لأقوى جنوده ! وقد انتصرت وتجاوزت كُل الاختبارات فـشكراً لكَ ولأنكَ أغرقتنى وتركتنى فى الوقت المُناسب وحيدة فى ظلام الأزقة والطرقات.

شكراً لأنكَ تركتنى أتعلم الوجع وكيفَ أكون جيشاً أنا فيه القائد والمُحارب والمُنقذ فى آن واحد, شكراً بحق لأنكَ خذلتنى وعلمتنى أن الله هو الملجأ وهو الأمان ففى كُل خذلان منكَ كُنتُ أتقرب لله أكثر واكثر كُنتُ بارعة فى هدوء روحى وإذا أتى الليال ولم أجد من أحن إليه كُنتُ أحنُ إلى نفسى كثيراً وأمقت العُنف حتى حين أمارسه دفاعاً عن نفسى، وأتمنى لو أكل البرتقالة ممكناً دون استعمال السكين أو خدش القشرة .. أريتَ كم أنا أرق من الماء وبطبيعة الحال الماء يُحب الصفاء.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة