لا يمكن أن نذكر مدينة طنطا فى حديثنا ولا نتذكر السيد البدوى وأجواء المولد والحمص وحلواها المميزة، فمنذ نشأتها وهى تتميز وتعرف بذلك، ويأتى اليها محبوها من كل حدب وصوب، ففى قلب الدلتا تشتهر مدينه طنطا دائما بالحلويات المميزة والمختلفة الشرقية منها والغربية، كما يخرج أيضا أبنائها متأثرين بها ومنتمين إليها.
وهذا ما تأثر به الحاج" محمد ابو ابراهيم" الرجل العصامى صاحب الـ 60 عاما الذى كون نفسه بنفسه منذ الصغر وهو طفل لم يتعد عمره الـ 10 أعوام إلى أن أصبح من أقدم وأشهر صانعى الحلويات بهذه المدينة.
فقد بدأ عمله "صنايعى" يتعلم أصول المهنه التى تشتهر به بلده من أصحابها وكبار أصحاب المحلات الموجودة فى ذلك الوقت منذ 50 عاما، إلا أن حبه وشغفه تجاه هذه المهنه بدأ يزداد، وأراد أن يتعلم عنها كل ما هو جديد، وهذا ما دفعه الى السفر الى الأماكن المختلفة مثل دمياط والسويس والاسماعلية وغيرها، والسفر أيضا الى " ليبيا" ليكتسب منها خبرتهم المميزة فى هذا المجال وخاصة فى استخدام المعدات المختلفة.
ويحكى "الحاج ابو ابراهيم" لليوم السابع ويقول" بعد ما سافرت لكل مكان حبيت اشتغل انا لنفسى وكفاية شغل عند الناس، بدأت بصنيتين كنافة وصنيتين بسبوسة، وكنت باخدهم وأقف بيهم على الرصيف ابيعهم".
ومن هنا بدأت الناس تعجب بصنعته وجودته فى صناعه هذه الحلوى، وبدأ يعرف فى نطاق منطقته ويضيف" اللى كان بياخد منى مرة كان بيرجع ياخد منى تانى، كانوا بيجوا ويشكرونى عليها، وكان مكسبى أن لما حد يدوق الحاجة دى يقول الله دى منين، وبدأت واحدة واحدة لحد ما الزبون عرفنى وبقى عندى باترينه ودلوقتى بقى عندى مصنع ."
تلك الرحلة التى رافقه فيها زوجته وأولاده، فقام المصنع على عملهم بإخلاص وحب، ويتابع " انا معنديش صنايعية فى المصنع انا وبناتى وابنى ابراهيم وزوجتى الى بنعمل كل حاجة بإيدينا، عشان نضمن ان الحاجة دى هتطلع كويسه زى ما احنا متعودين نعملها".
وتضيف زوجته: "طول عمرنا بنشتغل سوا كنا بنحضر الحاجة من بليل ونعملها وبعد كدا كان بياخدها الصبح يبيعها، وأولادى كانوا بيجوا من المدرسة يساعدونى لحد ماكلنا اتعلمنا وبقينا بنعمل كل حاجة بإيدينا ولحد دلوقتى بردوا احنا الى بنعمل كل حاجة فى المصنع بادينا".
كما يشتهر أيضا بصناعة الحلويات الشرقية المختلفة وخاصة "حلوى المدلعة" تلك الحلوى المميزة لهذه البلد، والتى تحتوى على العديد من الطبقات المختلفة مثل "الكنافة والبسبوسة وكريم شانتبه" والتى أصبحت الآن تنافس كنافة رمضان فى هذه البلد، ويتوافد عليها عشاق الحلويات من كل مكان، ولم تقتصر وجودها والإقبال عليها فى الشهر الكريم فقط وإنما طوال العالم، والتى حققت نجاجا وإقبالا مميزة فى فترة قصيرة بلغت 4 سنوات.
وعن سر تميزه فى هذا المجال يقول" أهم حاجة الجودة وانى اراعى ربنا فى الأكل الى هقدمه للناس، وان الحاجة دى تكون كويسة، وأهم حاجة الطعم وكل شغلى بالسمنه البلدى ويهمنى ان الزبون اللى ياخد منى مرة يرجعلى تانى، والحمد الله انا الناس بتجيلى من كل مكان".
ويختتم حديث قائلا" انا إعلانى هو شغلى نفسه، بدل ما أصرف فلوس على الإعلانات والدعايا، أنا أصرف على شغلى، وهو يبقى دعايتى، لأن الشغل هو اللى هيجبلى الزبون".