قدم تليفزيون اليوم السابع، تغطية خاصة عن القبة الحديدة التى تستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلية فى اعتراض الصواريخ التى تطلقها الفصائل الفلسطينية.
ويشهد في الوقت الحالى، قطاع غزة تصعيدا عسكريا كبيرا بين الفصائل الفلسطينية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، بدأ مساء الإثنين الماضى، نتيجة للاعتداءات المستمرة والمتواصلة في المسجد الاقصى المبارك وتهجير أهالى حى الشيخ جراح بمدينة القدس المحتلة، وبالتأكيد سمعنا خلال الفترة الماضية عن نظام الدفاع الصاروخي الإسرائيلي أو "القبة الحديدية"، ما بين تباهي إسرائيل بقدرة هذا النظام في مواجهة صواريخ الفصائل الفلسطينية، والرد من الناحية الأخرى حول فشل هذه المنظومة.
واعترف بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، خلال تفقده بطارية من بطاريات القبة الحديدية الصاروخية الدفاعية المنتشرة في وسط الداخل المحتل بفشل القبة الحديدية في ردع الصواريخ القادمة من غزة بشكل كامل، ليؤكد أن المواجهة بين إسرائيل وغزة «ستستغرق المزيد من الوقت».. وذلك وفقا لما ذكره المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وشهدت الأيام الماضية تعرض الاقتصاد الإسرائيلي لخسائر كبيرة، بسبب الهجمات الصاروخية التي نفذتها الفصائل الفلسطينية على العديد من المدن الإسرائيلية.. وبلغت تكلفة الصواريخ الاعتراضية في يومين فقط أكثر من 50 مليون دولار، حيث إن ثمن الصاروخ الواحد لمنظومة "القبة الحديدية" يبلغ نحو 150 ألف دولار.
وتمكن نظام القبة الحديدية (الدرع الصاروخي الإسرائيلي) من اعتراض 850 من بين ألف صاروخ انطلق من غزة، بحسب الجيش الإسرائيلي.
ما هي حكاية القبة الحديدية؟
في شهر إبريل عام 2010، كشفت شركة رافائيل الإسرائيلية الحكومية المحدودة لأنظمة الدفاع المتطورة، عن قيامها بتطوير نظام أطلقت عليه اسم "القبة الحديدية"، ويستطيع اعتراض صواريخ «الكاتيوشا» قصيرة المدى التي أطلق حزب الله اللبناني العديد منها على إسرائيل خلال حرب عام 2006.. وقد تم نشر نظام "القبة الحديدية" في 2011 بالقرب من قطاع غزة الذي أطلقت حركة حماس منه عشرات صواريخ الكاتيوشا على إسرائيل، ثم نشرت إسرائيل بطاريات أخرى قرب مدينتي عسقلان وأشدود، وجنوب تل أبيب وقرب مدينة نتيفوت الواقعة على مسافة 20 كيلومتراً من حدود غزة.
وتعمل القبة الحديدية، عن طريق تتبع المقذوفات قصيرة المدى القادمة بواسطة رادار، ثم تحليل البيانات حول منطقة السقوط المحتملة، قبل تقييم ما إذا كان سيتم توفير إحداثيات لوحدة إطلاق الصواريخ لاعتراضها، وقد تم تجهيز كل بطارية برادار كشف وتتبع، ونظام تحكم بالإطلاق و3 قاذفات كل واحدة تحمل 20 صاروخاً.
لماذا قررت واشنطن شراء نظام "القبة الحديدية"؟
في فبراير 2019، أعلن الجيش الأمريكي عن خطط لشراء واختبار نظام القبة الحديدية الإسرائيل، وقدمت الولايات المتحدة دعما كبيرا لتطوير وإنتاج النظام، وتأتي بعض مكوناته بالفعل من الشركات الأمريكية، لكن ورغم أن القبة الحديدية قيد الاستخدام العملياتي من قبل القوات الجوية الإسرائيلية منذ عام 2011، قررت الولايات المتحدة تقييمها وتجربتها.
"نظام القبة الحديدية" تعرض لانتقادات واسعة داخل إسرائيل، رغم فعاليته بسبب أن عمليه تطويره تحتاج تكلفة باهظة تتخطى مليارات الدولارات، إلا أن قادة إسرائيل سبق وأن أعلنوا إن تلافي أضرار الصواريخ بفضل القبة الحديدية يخفف من حدة الضغوط الداخلية الداعية إلى تصعيد الهجوم الجوي على غزة إلى غزو بري.
التقييم الأهم لفعالية القبة الحديدية كان على لسان جيفري وايت، خبير الدفاع بمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، والذى قال إن القبة الحديدية لا تنهي تهديدات الصواريخ الفلسطينية، لكنها تسمح إسرائيل بعض الميزات في التعامل مع القذائف الصاروخية، بما يقلل من معدلات القتلى والجرحى والدمار وبما يوفر مرونة في التعامل مع الهجمات ".
السؤال الهام الآن هو كيف اخترقت الصواريخ الفلسطينية "القبة الحديدية"؟.
الإجابة جاءت في تقرير نشرته صحيفة التلجراف البريطانية.. وأشارت الصحيفة إلى تساؤلات واجهها الجيش الإسرائيلي، الأربعاء الماضى، حول ما إذا كانت القبة الحديدية بحاجة إلى تحديث، بعد مقتل 5 مدنيين إسرائيليين في ضربات صاروخية.
وأشارت إلى أن نظام القبة الحديدية، الذي يزعم الإسرائيليين، إن معدل اعتراضه يبلغ 90%، جنّب بالفعل إسرائيل خسائر فادحة في الأرواح.. لكنّ محللين إسرائيليين اعترفوا إن "مصادر استخباراتية كانت بدأت بالتحذير مؤخراً من أن الفلسطينيين حسنوا بشكل كبير أسلحتهم لدرجة أنها قد "تخترق درع القبة الحديدية"، كما اعترف إسرائيليين أن "القبة الحديدية" كانت تعاني دائماً من نقاط ضعف" لكنها ما تزال تعمل.
كما اعترف المتحدث العسكري الإسرائيلي جوناثان كونريكوس، "كان من الممكن أن يكون عدد القتلى والجرحى الإسرائيليين أكبر بكثير لولا نظام القبة الحديدية الإسرائيلي".
من بين التصريحات الهامة التي تلخص فعالية القبة الحديدة في التصدي للصواريخ الفلسطينية، ما جاء على لسان ستيفن واغنر، محاضر في الأمن الدولي في جامعة برونيل في لندن، لصحيفة التلجراف البريطانية، والذى قال: " ذخيرة الفلسطينيين بسيطة ورخيصة ويمكن أن تخترق من حين لآخر نظاماً دفاعياً أنفق عليه مئات ملايين الدولارات بتمويل من الولايات المتحدة".
وأشارت صحيفة التلجراف البريطانية، إلى أن العدد الهائل من الصواريخ التي في أيدي الفلسطينيين، والتي تم إنتاجها ببضع مئات من الدولارات، يمكن أن تشكل تهديداً على القبة الحديدية، حيث تبلغ تكلفة كل صاروخ اعتراض نحو 50 ألف دولار، وفقاً للجيش الإسرائيلي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة