وبحسب التقرير، فقد كشف عدد من الباحثين في جامعة براون الأمريكية النقاب عن أن الولايات المتحدة أنفقت نحو 5.8 تريليون دولار في الحرب في أفغانستان والصراعات الأخرى الناجمة عن هجمات 11 سبتمبر 2001، ويشمل ذلك الانفاق المباشر وغير المباشر على كل شيئ من المعدات العسكرية إلى الأمن الداخلي إلى تعويضات يتم صرفها لعائلات القتلى من صفوف الجيش الأمريكى.

وأكد الباحثون القائمون على مشروع حساب تكاليف الحروب الخارجية الأمريكية بجامعة براون ــ في بيان أصدروه اليوم الأربعاء، أن تكلفة الحرب الأمريكية في أفغانستان بلغت نحو 2.26 تريليون دولار حتى الآن، ولكن هذه التكلفة لا تشمل تكاليف الجسر الجوي الضخم الذي تعاقدت عليه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإجلاء 123 ألف شخص من أفغانستان قبل الموعد النهائي لمغادرة القوات العسكرية الأمريكية أمس الأول الاثنين.

وعلى الرغم من انتهاء التواجد العسكري الأمريكي في أفغانستان، بيد أن هناك بعض أوجه الإنفاق المستمرة مثل تكاليف الرعاية الطبية المستمرة للمحاربين القدامى، وبالإضافة إلى التكاليف المادية الضخمة، فقد كلفت الحرب في أفغانستان الولايات المتحدة خسائر بشرية كبيرة. إذ بلغ عدد الجنود الأمريكيين الذين قضوا هناك حوالي 2500، كما قُتل ما يقارب 4000 متعاقد مدني أمريكي.

كما أودت الحرب في أفغانستان بحياة نحو 69 ألف شرطي عسكري أفغاني و47 ألف مدني، بالإضافة إلى 51 ألفا من مقاتلي المعارضة وبلغت تكلفة رعاية 20 ألف ضحية أمريكية حتى الآن 300 مليار دولار.

وبحسب التقرير، فقد استشهد الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتكلفة الإجمالية للحرب الأمريكية في أفغانستان وأعلنتها جامعة براون وقدرت بأكثر من 2 تريليون دولار، وذلك خلال محاولة الرئيس الأمريكي الدفاع بشدة عن قراره بالانسحاب من أفغانستان.

ومن المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في تحمل تكاليف الحرب في أفغانستان لفترة طويلة بعد اكتمال عملية الانسحاب العسكري التي أقرها الرئيس بايدن فقد مولت واشنطن الحرب الأفغانية بأموال مقترضة. 

ويقدر باحثو جامعة براون أنه تم بالفعل دفْع أكثر من 500 مليار دولار من الفوائد المدرجة في المبلغ الإجمالي البالغ 2.26 تريليون دولار.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه على الرغم من تصريحات الرئيس الأمريكي، إلا أنه تعرض للعديد من الانتقادات بسبب قرار سحب جميع القوات الأمريكية في ظل دعوات كانت تنادى بضرورة الإبقاء على مجموعة من القوات الأمريكية في أفغانستان إلى أجل غير مسمى.

وأشار التقرير إلى أن الصراعات الأمريكية في العراق وسوريا كلفت الولايات المتحدة نحو 2 تريليون دولار أخرى، وكلفت عمليات مكافحة الإرهاب الأخرى في أماكن مثل الصومال وأجزاء أخرى من إفريقيا حوالي 355 مليار دولار.

ومن جانبها قالت نيتا كروفورد، أستاذة العلوم السياسية بجامعة براون ومؤلفة التقرير الذي تم نشره يوم الأربعاء، إنه "لا ينبغي أن يعود الأمر إلى الباحثين الخاصين لتقدير ثمن هذه الصراعات"، مشيرة إلى أنه من أهم واجبات أي دولة متحضرة خلال الحروب هو إجراء مناقشة والإعلان بوضوح عن تكاليف ومخاطر وفوائد الحرب التي تنتوي خوضها.

ولكن بحسب الصحيفة الأمريكية، فإن شفافية الإدارة الأمريكية بشأن تكاليف العمليات الخارجية تضاءلت بشدة في أعقاب هجمات 11 سبتمبر، حيث تم تصنيف مجموعة واسعة من البيانات كمعلومات سرية.