مصطفى عبد التواب

ليو ميسى.. الرقصة الأخيرة

الثلاثاء، 15 نوفمبر 2022 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
1
مرت الأيام، وحان موعد الرقصة الأخيرة لراقص التانجو الأرجنتيني ليونيل ميسى، بعدما أعلن أن ظهوره في كأس العالم المقرر إقامته في الدوحة خلال أيام هو ظهوره المونديالى الأخير.. يبدو أن كرة القدم تودع ساحرها الأشهر في هذا القرن، فهل تلعب لصالحه في مونديال 2022 وتمنحه البطولة التي فشل في تحقيقها، حتى في أقرب الفرص التي اقترب فيها من رفع الكأس في نهائي 2014 انتهى الأمر حينها بالفشل.
2
المنتخب الأرجنتينى دائمًا ما تصحابه الدراما فى كأس العالم، وفى هذه المرة تحيط الدراما بالقصة من جميع الجوانب، فالغريم "البرازيل" هو المرشح الأول لرقصة الفوز بكأس العالم، لكن من يعلم فقد يلعب القدر دوره، ويكون طرفى النهائى هم الأرجنتين والبرازيل / فالقدر نفسه هو من جعل مباراتهم فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم فى نسخته الحالية لا تقام لأنها كانت تحصيل حاصل بعدما حسم كلاهما التأهل، ربما خبأ القدر للساحر الأرجنتينى فصلاً دراميًا كاملاً لرقصته الأخيرة، تأجلت مباراة التصفيات "الأرجنتين / البرازيل" لأنها تحصيل حاصل، ثم يلعب القدر لعبته ليلتقى الغريمان فى نهائى البطولة، النهائى الذى حرمتنا منه ألمانيا فى 2014 عندما أقصت أصحاب الأرض "البرازيل" فى نصف النهائى، وأطاحت بالأرجنتين فى النهائى.. من يعلم؟
3
الدراما أيضًا أبعدت ألمانيا عن طريق الأرجنتين، فالمنتخب الألمانى يمكن وصفه بتميمة النحس بالنسبة لـ الأرجنتين، وعلى وجه التحديد أرجنتين ليونيل ميسى، حيث أطاحوا بهم خارج كأس العالم فى آخر 6 مرات وصلوا خلالهم إلى الأدوار الأقصائيه، ومنذ مسيرة مسيى مع البطولة "4  مشاركات" وباستثناء كأس العالم الأخيرة التى غادر خلالها الأرجنتين أمام فرنسا من دور الـ16، فإن الثلاث مرات الأخرى كانت ألمانيا بالمرصاد للبرغوث وأطاحوا به من نهائى 2014، وفى 2010 وعلى مرأى ومسمع من أسطورة الأرجنتين مارادونا "مدرب الفريق فى هذه البطولة"، أطاحت ألمانيا بالأرجنتين من ربع النهائى بنتيجة 4/0، وفى 2006 أطاحت بهم أيضًا من الدور ربع النهائى بعد اللجوء إلى ركلات الترجيح.. هذه المرة بعدت ماكينات النحس قليلًا عن راقصى التانجو، لتتضاءل احتمالات المواجهة بينهم إلا فى احتمالين، الأول النهائى إذا ما صعد أحدهم متصدرًا مجموعته، والثانى فى مركز الوصافة، والاحتمال الثانى فى الدور نصف النهائى إذا ما صعدوا مثلاً بعضهم البعض من حيث ترتيب المجموعة، فلما لا؟ 
4
سنعود مرة أخرى.. سنكون أبطالًا كما فى عام 1986، تعالِ تعالِ، غنى معى، ستجدنى صديقًا.. يدًا بيد وبقيادة ليو ميسى سنركض حول الملعب كل، هذه الأغنية أعدها الجمهور الارجنتينى للبرغوث فى 2014، وقتها أصابتهم لعنة ألمانيا وخسروا نهائى البطولة، الأن.. باتت الكرة فى ملعب الدراما، خفت الأعباء عن ميسى، حقق بالفعل كوبا أمريكا، كسر عقدة النهائيات التى يخسرها، بكى ليو بعدما فازوا على البرازيل فى نهائى كوبا أمريكا منذ أشهر قليلة، لأن النحس تحطم أمام الغريم، وبحسابات الورق فإن القدر قاد ليو ورفاقه للنهائى، فقد تلعب الدراما نفسها دورًا ويتحطم النحس ويحمل البرغوث الكأس الغائبة عن مسيرته.. يقول ليو إنه يشعر بحب الناس لكن فى الأرجنتين هناك حاجز يضعه البعض بينه وبينهم حيث يحملون نتائج كل شىء حتى وأن لم يشارك".. والآن هناك فرصة لساحر الكرة الأهم على الإطلاق فى التاريخ الحديث، أن يكسر جميع الحواجز بينه وبين من راهنوا على أنه ليس بالأسطورة لأنه خسر مع منتخب بلاده نهائيات متكررة، وكأن لعبة الكرة ليست جماعية، وكأن ميسى هو الوحيد فى الملعب، منذ كوبا أمريكا الأخيرة، ويبدو أن القدر يريد أن يخبر ميسى بشىء ما، لهذا فأنا أشجع الدراما، والقدر، تحدى تمائم النحس، لهذا أشجع الأرجنتين هذه المرة لأجل ليو.
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة