فى انتظار بدر البدور.. بطرس بطرس غالى دبلوماسى السلام والشاهد على العصر

الأربعاء، 16 فبراير 2022 07:00 م
فى انتظار بدر البدور.. بطرس بطرس غالى دبلوماسى السلام والشاهد على العصر بطرس بطرس غالى
كتب محمد عبد الرحمن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"السلام، والتنمية، والديمقراطية" ثلاث مفاهيم بنى عليها مهامه فى منصبه الأممى الأكبر، وفى أول خطاب له فى المنظمة كأمين عام لها، ترك أسسا مثلى وكأنه معلم يلقن الناس دروسه، هو الرجل الذى أدار عملية السلام فى منطقة الشرق الأوسط، كمهندس معمارى متمرس فى بناء المبنى الكبرى، إنه الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة الأسبق، ووزير خارجية مصر فى فترة عصيبة من تاريخها المعاصر، الدكتور بطرس بطرس غالى.
 
ولد بطرس غالى فى 16 فيراير 1922، وفى أسرة متمرسة فى عالم السياسة والتاريخ، فجده لوالده بطرس غالي، رئيس وزراء مصر الأسبق فى مطلع القرن الماضى، وجده لأمه هو ميخائيل شاروبيم، المؤرخ المعروف فى نهاية القرن التاسع عشر، فعرف التاريخ ولعبة السياسة منذ نعومة أظافره.
 
لعب جده الأول السياسة، والثانى غاص فى بحر التاريخ، الأول اختلف عليه الناس، والثانى وصفوه بالبنان، وخرج هو كشاهد عيان على واحدة من أكثر العمليات المستعصية، وطبيب أشرف على ولادة السلام القيصرية المتعسرة بين مصر وإسرائيل، رجل انتظر حلول السلام مثلما يحل القمر فى سماء كالحة السواد وحين أتم عمله وصف رحلته بأنه مسيرة انتظار لظهور "بدر البدور"، لكنه يبدو البدر كثيرا.
 
"كانت هناك أيام لم أدون فيها شيئا‏،‏ بينما لجأت إلى الكتابة فى أيام أخرى،‏ مرت أيام كنت أكتب كشاهد أساسى على الحدث‏،‏ وأيام كنت أكتب كحالم لا يكف عن الاسترسال للأحلام‏. ‏تلك هى خاصية دفتر المذكرات اليومية‏"، هكذا وصف الدبلوماسى المصرى فى القرن العشرين، بطرس بطرس غالى، عملية السلام، فى كتابه "فى انتظار بدر البدور".
 
دوره المحورى لم يكن على مستوى محلى أو إقليمى فقط، بل ساهم بأفكاره إلى الحدود الدولية، وقام بطرس غالى بإدخال تعديلات مؤسسية لبعث الحيوية في أجهزة الأمم المتحدة وتفعيل أنشطتها. منها، تدشين حوارات عالمية حول القضايا التى تواجه البشرية، وتؤثر على مستقبلها من خلال مؤتمرات كبرى.
 
استمر فى منصبه الأممى فترة واحدة فقط، بعد الفيتو الأمريكى، لكن دوره ظل فى ذاكرة المنظمة حتى وفاته، وجاء الإعلان عن وفاة غالي في بداية جلسة مجلس الأمن لبحث الأزمة الإنسانية في اليمن، فى 16 فبراير عام 2016، وقد وقف أعضاء المجلس دقيقة صمت حدادا على غالي.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة