"خريف بايدن".. الديمقراطيون يستعدون لـ"الحصاد المر" لأزمات كورونا وأفغانستان وأوكرانيا.. الاستطلاعات ترسم سيناريو قاتما لحزب الرئيس فى انتخابات الكونجرس.. هارفارد: ترامب رابح بـ6% لو أجريت انتخابات رئاسية اليوم

السبت، 16 أبريل 2022 07:30 ص
"خريف بايدن".. الديمقراطيون يستعدون لـ"الحصاد المر" لأزمات كورونا وأفغانستان وأوكرانيا.. الاستطلاعات ترسم سيناريو قاتما لحزب الرئيس فى انتخابات الكونجرس.. هارفارد: ترامب رابح بـ6% لو أجريت انتخابات رئاسية اليوم الرئيس الامريكى جو بايدن
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أزمات متتالية واجهها الرئيس الأمريكي جو بايدن منذ دخوله البيت الأبيض، فما بين صعود وهبوط فى التعامل مع أزمة وباء كورونا، وخروج فوضوي من الأراضي الأفغانية، تبعه تدني حاد في شعبية بايدن والحزب الديمقراطي -  جاءت الحرب الأوكرانية لتكشف عن تعثر جديد وحاد لأجندة السياسات الخارجية للإدارة الأمريكية الحالية، بعدما فشلت حزم العقوبات المتتالية التي فرضتها واشنطن تجاه موسكو في الأثناء الأخيرة عن وقف الحرب الدائرة منذ 24 فبراير الماضي، لتلقي تلك المعارك بمرور الوقت بظلال اقتصادية قاتمة، طالت تداعياتها الأسر الأمريكية التي باتت تواجه موجة شرسة من ارتفاع الأسعار ومؤشرات تضخم مرشحة للارتفاع.

الإخفاقات التي منيت بها الإدارة الأمريكية كانت حاضرة في استطلاعات الرأي الأمريكية التي أكدت تدني شعبية الرئيس جو بايدن والحزب الديمقراطي، ما ينبئ بخسارة شبه مؤكدة في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس، والمقرر إجرائها نوفمبر المقبل، حيث ذكرت شبكة سي بي اس الأمريكية نتائج استطلاع أجرته، كشفت خلاله أن معدلات الرضا عن إداء بايدن تراجع لأقل مستوياته عن 42 نقطة مئوية.

 

شبح ترامب يحاصر البيت الأبيض

تدني الشعبية، كان بوابة لعودة اسم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، للأضواء رغم عدم تواريه كثيرًا، فمع التلميحات المتكررة لاعتزامه خوض سباق الانتخابات الأمريكية 2024، أقدم مركز الدراسات السياسية في جامعة هارفارد علي إجراء استطلاع نشرت نتائجه صحيفة ذا هيل الأمريكية، كشف أن انتخابات الرئاسة الأمريكية لو تم إجرائها اليوم، سيحصل ترامب علي 47%، مقابل 41 % لصالح بايدن، مع وجود نسبة تتراوح بين 12% من الناخبين المترددين.

ومع توالي تعقيدات الأزمة الأوكرانية وتفاقم تداعياتها علي الاقتصاد الأمريكي، شن الرئيس السابق، دونالد ترامب هجوماً حاداً علي الإدارة الحالية، حيث قال أمام حشد من مؤيديه بولاية ميشيجان بداية الشهر الجاري، إن "تدهور الحالة الجسدية والعقلية لجو بايدن هو انعكاسا لتدهور الولايات المتحدة حالياً".

 

وقال ترامب: "بينما لا يمكننا فعل أي شيء حيال تدهور حالة جو بايدن الجسدية والعقلية، بمساعدة أصواتكم في نوفمبر، لدينا فرصة لوقف التدهور في بلدنا.. لا أعتقد أنه كان هناك وقت في تاريخ بلدنا شعرنا فيه أننا في هذا المستوى المتدني".

 

وتابع الرئيس السابق في كلمته: يؤسفني أننا في أخطر فترة في حياتنا ، يكون لدي الأمريكيين رئيس لا يفهم ما يحدث ، ولا يعي ما يقول ، ولا مكان وجوده.. هذا الضعف هو ما أدي إلى ما آلت إليه الأوضاع في أوكرانيا، فروسيا نظرت إلى الإخفاقات التي طالت الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.. لقد شجعها ذلك ، وقرروا تنفيذ عملية عسكرية خاصة".

 

مناورة لإنقاذ مقاعد الكونجرس

ومع اقتراب الحرب الأوكرانية من إتمام شهرها الثاني، وفشل خطط الولايات المتحدة وعقوباتها في إثناء روسيا عن مواصلة القتال، توالت موجات التضخم وارتفاع أسعار الطاقة عالميًا، وكان للولايات المتحدة نصيبًا من موجة غلاء كان لها أثر بالغ علي القدرة الشرائية للأسر الأمريكية، وسط سخط عام قبل أشهر من انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الأمريكي.

وبحسب تقرير نشرته صحيفة "ذا هيل"، بدأ بايدن طريقه للتركيز على الداخل، وعلى جهود مواجهة التضخم وارتفاع أسعار الغاز، واللذين شهدا صعودا كبيرا منذ غزو روسيا لأوكرانيا فى فبراير الماضى.

 

وخلال رحلاته إلى المناطق الريفية فى أيوا ونورث كارولينا، سعى بايدن للإعلان عن جهود للحد من آثار ارتفاع أسعار الوقود للأمريكيين بعد أسابيع كان عليه فيها قيادة العالم فى رده على الحرب التى تشنها روسيا.

 

ولفتت ذا هيل إلى أن بايدن لم يزر أى مناطق داخل الولايات المتحدة باستثناء موطنه فىديلاوير منذ رحلته الأوروبية الشهر الماضى، التى شهدت ترتيبات مع حلفاء واشنطن وعمل للتنسيق بين القادة فى فرض العزلة على روسيا ودعم أوكرانيا.

 

وقال ويليام أنتوليس، المدير التنفيذى لمركز ميلر فى جامعة فرجينيا إن السلعة الأكثر أهمية للرئيس الأمريكى هى وقته وأجندته، ومن منظور السياسة الخارجية والأمن القومى والسياسة العامة، فإن الرئيس قد استنبط قبل شهر أن الأزمة فى أوكرانيا هى القضية الوحيدة الأكثر أهمية، بما فى ذلك تأثيرها على الاقتصاد.

 

وجاءت زيارة بايدن لولايتين هامتين للديمقراطيين، الذين يواجهون خطر خسارة أغلبيتهما فى مجلسى الكونجرس فى انتخابات نوفمبر المقبل. وقد خسر بايدن نورث كارولينا فى 2020 أمام ترامب بفارق 1% فقط. كما خسر أيوا فى نفس العام، ومن المقرر أن يقوم بزيارة مقاطعة جمهورية هناك.

ونفت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكى أن يكون بايدن يزور مقاطعة مينلو بأيوا بسبب المنظور السياسى، وقالت إنه يقوم بهذه الرحلة لأن أيوا ولاية ريفية ستستفيد بشكل هائل من سياسات الرئيس، ومنها السياسات التى سيتحدث عنها فى رحلته.

 

وتأتى زيارة بايدن لأيوا فى الوقت الذى أظهر مؤشر أسعار المستهلك الحكومى الصادر هذا الأسبوع أن الأسعار ارتفعت بنسبة 8.4% عن 12 شهر قبل ذلك، وفقا لخبراء اقتصاديين استطلعت آراؤهم شركة البيانات Factset. ومن شأن ذلك أن يمثل أسرع معدل تضخم على أساس سنوى منذ ديسمبر 1981، كما أنه سيتجاوز معدل الزيادة البالغ 7.9% لمدة 12 شهرا فى فبراير، والذى سجل بدوره أعلى مستوى له فى 40 عاما.

 

وقال جيسون جروميت، رئيس مركز السياسة الحزبية، إن خبرة بايدنفى السياسة الخارجية والداخلية التى اكتسبها طوال عمله كعضو فى مجلس الشيوخ ثم نائبا للرئيس هى شهادة على تعامله مع كلتا القضيتين المتقاربتين فى وقت واحد. وأضاف جروميت إنه يعتقد أن بايدنينبغى أن يكون أكثر استعدادا بطرق كثير لهذا الأمر لأنه لا يعتقد أنه كان رئيسا يتمتع بتلك الخبرة فى السياسة الداخلية والخارجية فى البيت الأبيض من قبل.

 

ورأى الخبير الأمريكى إن هذا تحد قوى لأى زعيم وطنى سواء كان رئيسا أو عضوا فى الكونجرس، فالأمور المروعة التى تحدث خارج الولايات المتحدة وتعددها تستدعى الانتباه من القادة، والناخبون لا يهتمون كثيرا بمثل هذه الأشياء التى تحدث للآخرين.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة