هل أحب ابن حزم؟.. قصة حب الإمام الأندلسى من طوق الحمامة

الثلاثاء، 07 نوفمبر 2023 08:00 م
هل أحب ابن حزم؟.. قصة حب الإمام الأندلسى من طوق الحمامة ابن حزم
كتب عبد الرحمن حبيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحل اليوم ذكرى ميلاد الإمام ابن حزم أحد أكبر علماء الأندلس وأكثر علماء الإسلام تصنيفًا وتأليفًا بعد الطبرى، وهو إمام حافظ وفقيه اشتهر من كتبه الكثير حتى أنها من مفردات التراث وأيقونات الفكر ومن الكتب ما جاب شهرته الآفاق ومنها كتاب طوق الحمامة لابن حزم وهو من أقدم الكتب وصفا للحب وفيه يقول معددا صفات العشق وتبعات الغرام:

"وقد علمنا أنه لا بد لكل مجتمع من افتراق، ولكل دان من تناء، وتلك عادة الله في العباد والبلاد حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.

وما شيء من دواهي الدنيا يعدل الافتراق، ولو سألت الأرواح به فضلاً عن الدموع كان قليلاً. وسمع بعض الحماء قائلاً يقول: الفراق أخو الموت، فقال: بل الموت أخو الفراق. والبين ينقسم أقساماً: فأولها مدة يوقن بانصرامها وبالعودة عن قريب، وإنه لشجي في القلب، وغصة في الحلق لا تبرأ إلا بالرجعة، وأنا أعلم من كان يغيب من يحب عن بصره يوماً واحداً فيعتريه من الهلع والجزع وشغل البال وترادف الكرب ما يكاد يأتي عليه".

هذه عن الوصف وبيان الأحوال أما عن السؤال فهو هل أحب ابن حزم أم أن ما قاله كان وصفا من غير معاينة وهو ما يفصح عنه حين يقول عن حبه لجاريته حيث يقول:

"وعني أخبرك أني أحد من دُهي بهذه الفادحة وتعجلت له هذه المُصيبة؛ وذلك أني كنت أشد الناس كلفًا وأعظمهم حبًا بجارية لي كانت فيما خلا اسمها نُعم، وكانت أمنية المُتمني وغاية الحسن خَلقًا وخُلقًا وموافقة لي، وكنت أبا عذرها، وكنا قد تكافأنا المودة، ففجعتني بها الأقدار، واخترمتها الليالي ومر النهار، وصارت ثالثة التراب والأحجار،  وسني حين وفاتها دون العشرين سنة، وكانت هي دوني في السن.

ولقد أقمت بعدها سبعة أشهر لا أتجرد عن ثيابي، ولا تفتر لي دمعة على جمود عيني وقلة إسعادها، وعلى ذلك فوالله ما سلوت حتى الآن. ولو قُبل فداء لفديتها بكل ما أملك من تالد وطارف، وبعض أعضاء جسمي العزيزة عليّ مُسارعًا طائعًا. وما طاب لي عيش بعدها ولا نسيت ذكرها، ولا أنستُ بسواها. ولقد عفى حبي لها على كل ما قبله، وحرم ما كان بعده".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة