وائل السمرى يكتب: "أنا هويت.. ما انتهيت" مئوية تليق بعظمة سيد درويش.. مركز أبو ظبى للغة العربية يدخل بموسيقار الشعب إلى قصر عابدين فى ليلة حب مصرية إماراتية وبشدو فاطمة الهاشمى وعبير نصراوى ومحمد محسن

الخميس، 25 يناير 2024 03:03 م
وائل السمرى يكتب: "أنا هويت.. ما انتهيت" مئوية تليق بعظمة سيد درويش.. مركز أبو ظبى للغة العربية يدخل بموسيقار الشعب إلى قصر عابدين فى ليلة حب مصرية إماراتية وبشدو فاطمة الهاشمى وعبير نصراوى ومحمد محسن مئوية سيد درويش

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

في الفيلم الأمريكي "نيكست" يقف نيكولاس كيدج أمام حبيبته ويقول لها "حينما سئل فنان إيطالي عن معنى الشيء الجميل قال إنه الشيء الذي تراه فلا تستطيع أن تضيف إليه شيئا أو تنقص منه شيئا" وهذا حرفيا ما شعرت به بعد أن قضيت ما يقرب الثلاث ساعات في احتفالية "أنا هويت ما انتهيت" التي أقامها مركز أبو ظبي للغة العربية تزامنا مع انطلاق معرض القاهرة الدولي للكتاب، وقد كان الجمال عنوانا لهذا الحفل البهيج الذي تعانقت فيه الشقيقتان "مصر والإمارات" على مائدة الفن الرحبة، وسط أحضان العمارة المهيبة، وبأصوات فنانين حقيقيين على نغمات سيد الفن العربي "سيد درويش".

سيد درويش (1)

هي ليلة صاغها الحب والاحتفاء بقيمة الفن التي طالمها نسيناها في إيقاع الحياة اللاهث، وقد كان التوفيق حليف هذه الليلة في جميع الاختيارات المتاحة، وهي كثيرة، فقد اختار مركز أبو ظبي للغة العربية أن يكون مكان هذا الحفل هو قصر عابدين، ذلك القصر الذي يقف الآن شاهدا على عصر من النهضة الفنية الشاملة في جميع المناحي، ففي هذا العصر نشأ سيد درويش وسلامة حجازي وعبده الحامولي ومحمد عثمان ومحمد سالم العجوز، ويوسف المنيلاوي وعلي القصبجي ومحمد أبو العلا ودرويش الحريري وعلى محمود، ولحقهم فيما بعد داوود حسني وكامل الخلعي ومحمد القصبجي وزكريا أحمد ومحمد عبد الوهاب، كما شهد هذا العصر بل شهدت جنبات هذا القصر ذاته غناء أم كلثوم على أنغام رياض السنباطي وأحمد صبري النجريدي، ومنذ أن دخلنا إلى هذا القصر العتيق، شعرنا بأننا قد انتقلنا بآلة الزمن إلى عالم الفن والإلهام والفخامة النادرة، والإتقان المعجز، والدقة المتناهية، إلى جدران شهدت أهم حوادث التاريخ وصاغته، وإلى بصمات أستطعنا أن نتعقبها لنصل إلى أهم رموز مصر التاريخيين، وأكثرهم تأثيرا.

سيد درويش (2)

ولأن الحدث كان استثنائيا، ولأن سيد درويش كان استثنائيا، ولأن المكان الذي احتضن الاحتفالية استثنائيا أيضا، قام مركز أبو ظبي للغة العربية بتنظيم جولة استكشافية للقصر، زادت من بهجة الحفل وأسهمت في تهيئة الحاضرين لاستقبال أعذب الأنغام من أرق الأصوات، وما يجدر الإشارة إليه هنا هي الكلمة الراقية التي ألقاها سعادة السعيد حمدان الطنيجي المدير التنفيذي لمركز أبو ظبي للغة العربية، والتي كانت تقطر عذوبة وحبا لمصر وتاريخها وشعبها وفنها، كما أشارت بيد راسخة إلى بلاغة عربية رصينة، وإحاطة ملفتة بالتاريخ الفني والسياسي والاجتماعي، فقال في بداية كلمته "دوما حينما نتذكر مصر يتبادر إلى أذهاننا الكثير من الأغنيات الجميلة التي تتسرب من المقاهي العتيقة، تلك التي تزين أزقتها وأرصفتها العريقة ومن بين كل تلك الأغنيات هناك لحن مميز وصوت مميز وكلمة مميزة تحمل بلاغة وفصاحة سيد درويش الموسيقية والأدبية والإبداعية".

سيد درويش (3)

ووصف "الطنيجي" موسيقار الشعب سيد درويش بأنه "إمام الملحنين ونابغة الموسيقى والذي بفقده أصيبت الأمة بمصيبة قومية كما قال العقاد" كما قال "إننا اليوم ونحن نحتفل بهذه المئوية فإننا نحتفي بسيرة فنية باذخة الجمال تركت للأجيال ثروة لا تضاهى من الإبداع الموسيقى الذي تحول إلى فكرة ومنهج عمل وجهد يومي، فلم يكن سيد درويش مجرد ملحن وموسيقي مجدد بل هو مؤرخ لحالة مفصلية من التاريخ السياسي والاجتماعي وجال بعوده بين أركان البهية مصر وغنى للوطن، والكادحين والفقراء والعاملين في المرفأ، طاف مصر كلها بعبير الوتر، وكانت أعماله دعوة صريحة للتقدم والازدهار والرقي والنهوض بجمهورية مصر العربية وإنسانها، وما أضاف إلى هذه الاحتفالية قوة وجمال، وما زاد من شعور الألفة والتعانق التاريخي بين دولة الإمارات وشعبها ومؤسساتها هو ما قاله "الطنيجي" حينما أعلن عن استضافة مصر كضيف شرف معرض  أبو ظبي للكتاب، في صياغة ملؤها المحبة والبلاغة، قائلا: ويسرنا أن نعلن عن استفاضة مصر كضيف شرف معرض أبو ظبي الدولي للكتاب، وفي الحقيقة كلنا ضيوف حينما نذكر مصر، كما نعلن عن اختيار القامة الأدبية والفكرية الكبيرة الراحل الذي وضع الأدب العربي على مكتبات العالم وعرف الشعوب على أزقة القاهرة العتيقة.

سيد درويش (4)

مفاجأة الحفل بالنسبة لي كانت الفنانة الإماراتية المتميزة "فاطمة الهاشمي" التي افتتحت الحفل فكانت أفضل افتتاحية لهذا اليوم البهيج، وأرى أن من حق الشقيقة "الإمارات" أن تفخر بهذه الفنانة لما تتمتع به من تمكن فني مبهر ومقدرة موسيقية عالية الرهافة، وقد تجلى هذا التمكن في غناء أغنيات "يا بهجة الروح، ويا عزيز عيني، وبنت اليوم، وطلعت يا محلا نورها، والحلوة دي" فأضفت بصوتها الأوبرالي الجسور مذاقا مائزا لألحان موسيقار الشعب، كما قامت الفنانة التونسية عبير نصراوى بأداء أغنيات "حرج علي بابا"، و"ياللي تحب الورد"، و"يا عشاق النبي"، و"البحر بيضحك ليه"، و"منيتي عز اصطباري"، و"يا ناس انا مت في حبي" فأظهرت من خلالها مقدرتها الفائقة على الأداء التراثي للألحان الصعبة، وأمتعت جمهورها بما تملكه من مقدرة صوتية كبيرة في التنوع الواضح بين حسن استخدامها للقرارات والجوابات، إما فرقة مسار إجباري فقد أضفت على الحفل مذاقا عصريا بغناء أغنيات سيد درويش على طريقتها الخاصة، فأدت أغنيات منها أهو ده اللي صار، وخفيف الروح، وانا هويت، ميدلي ( شيخ فقاعة - شد الحزام)، وأوعى يمينك، أما الفنان محمد محسن فقد أمتاز كعادته بأداء ألحان سيد درويش بعذوبة صوته وروحه الواثقة وأدائه الرصين، وقد أطرب الحضور بأدائه   "قوم يا مصري، والكترة وأنا هويت، وأهو ده اللي صار" وقد كان الختام من أفضل فقرات هذا الحفل، فغنت كلا من "فاطمة الهاشمي وعبير نصراوي ومسار إجباري ومحمد محسن مجتمعين على المسرح أغنية "زورني كل سنة مرة" فبدت وكأنها رسالة من سيد درويش الذي كان حاضرا في الحفل وتمنى أن يقام مرة أخرى، كما أدى الرباعي النشيد الوطني المصري "بلادي بلادي" فتزينت مصر على ألسنة أحبتها من شرق العروبة إلى مغربها.

 مئوية سيد درويش (1)
 

 

 مئوية سيد درويش (2)
 

 

 مئوية سيد درويش (3)
 

 

 مئوية سيد درويش (4)
 

 

 مئوية سيد درويش (5)
 

 

 مئوية سيد درويش (6)
 

 

سيد درويش (5)
 

 

سيد درويش (6)
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة