الأقنعة كانت جزءًا مهمًا من الثقافات القديمة حول العالم، واستخدمت لأغراض متعددة مثل الطقوس الدينية والاحتفالات والحماية، استخدمت الأقنعة فى مصر القديمة بشكل رئيسى فى الطقوس الدينية والجنائزية، مثل قناع توت عنخ آمون الذهبى، وتهدف إلى حماية الروح فى الحياة الآخرة، الكهنة كانوا يرتدون الأقنعة أثناء الطقوس الدينية لتجسيد المعبود.
وفى اليونان القديمة، كانت الأقنعة تستخدم فى المسرح لتعزيز تعبيرات الوجه وتوضيح الشخصيات المختلفة، وفي الثقافات الأفريقية كانت الأقنعة تستخدم في الطقوس السحرية والدينية، وغالبًا ما كانت تصنع من الخشب وتزين بالخرز والأحجار الكريمة، أما الأقنعة في العصور الوسطى في أوروبا استخدمت في الكرنفالات والاحتفالات التنكرية، كانت تصنع من مواد مختلفة مثل الجبس والخشب، وتزين بألوان زاهية وزخارف معقدة، أما الأقنعة في الثقافات الآسيوية في اليابان كانت جزءًا من مسرح النوه والكابوكي، حيث كانت تستخدم لتجسيد الشخصيات الأسطورية والأرواح.
أسطورة قناع توت عنخ آمون الذهبي
يعد قناع توت عنخ آمون الذهبي رمزًا دائمًا للثروة والقوة والتميز الفني في مصر القديمة، صُنعت هذه القطعة الأثرية المذهلة منذ أكثر من 3300 عام خلال فترة المملكة الحديثة، وقد فتنت المؤرخين وعلماء الآثار وعشاق الفن على حدٍ سواء، القناع مصنوع بالكامل من الذهب الخالص، وهو شهادة على المهارة الفنية والحرفية الاستثنائية للحرفيين المصريين القدماء.
تم اكتشاف القناع عام 1922 على يد عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر في مقبرة توت عنخ آمون الواقعة في وادي الملوك بالقرب من الأقصر بمصر.
وظلت المقبرة، التي تحمل اسم KV62، دون مساس لأكثر من 3000 عام، ما يوفر لمحة رائعة على الممارسات والمعتقدات الجنائزية في مصر القديمة.
يبلغ طول قناع توت عنخ آمون الذهبي أكثر من 21 بوصة ويزن حوالي 24 رطلاً، ويغطي رأس وأكتاف بقايا الفرعون المحنطة، تعكس سماته النابضة بالحياة وتفاصيله المعقدة الصورة المثالية للملك الشاب، مع حواجب متقنة وعينين لوزيتين وأنف نحيف، ينقل تعبير القناع الهادئ والشفاه المبتسمة بهدوء إحساسًا بالهدوء الأبدي، مجسدًا المفهوم المصري القديم للحياة الآخرة كرحلة إلى عالم المعبود.
يمثل اللون الذهبي للقناع الطبيعة الأبدية لروح الفرعون ومكانته كمعبود في الحياة الآخرة، كان الذهب، بطبيعته غير القابلة للفساد وتألقه المشع، مرتبطًا بإله الشمس رع، الذي كان يُعتقد أنه يرشد أرواح المتوفى إلى الحياة الآخرة ، لم يكن القناع الذهبي بمثابة تميمة وقائية فحسب، بل كان أيضًا رمزًا للمَلكية المعبودية والحياة الأبدية.
قناع يويا وتويا
تم اكتشاف مومياوات يويا وتويا مرتدية أقنعة الكارتوناج المغطاة بورق الذهب، بمحافظة الأقصر، وادي الملوك، مقبرة يويا وتويا ، كان يويا والد الملكة تي، زوجة الملك أمنحتب الثالث، وزوج تويا، جاء يويا من بلدة أخميم، حيث يعتقد انه كان ذو مكانة فيها وصاحب أملاك، كما كان كاهناً للمعبود المصري مين، حملت تويا ألقاب دينية مهمة، بالإضافة إلى لقب الأم الملكية لزوجة الملك العظيمة، الدولة الحديثة، الأسرة الثامنة عشرة، عهد أمنحتب الثالث (1390-1352 قبل الميلاد).
قناع الموت الذهبي
قناع أجاممنون، هو قناع جنائزي من الذهب لوجه رجل، عثر عليه في ميسينيا، موقع أثري في جنوب اليونان، يعود تاريخ صنعه إلى نحو 1500 قبل الميلاد،تم العثور على قناع الموت الذهبي هذا من قبل عالم الآثار الألماني هاينريش شليمان في عام 1876 أثناء حفريات قبر من العصر البرونزي في موقع ميسينيا الأثري في جنوب اليونان.
قناع الموت الذهبى
يعتقد شليمان أنه عثر على جسد الملك الأسطوري أجاممنون، الذي قاد حصار طروادة الآخي (اليوناني) في "الإلياذة" لهوميروس (كما ورد ذكره في "الأوديسة" لهوميروس ويظهر في بعض المسرحيات اليونانية القديمة)، ووفقًا لهوميروس، حكم أجاممنون في ميسينيا، وكانت القطعة الأثرية تُعرف باسم "قناع أجاممنون" منذ ذلك الحين.