نشر الأمير هارى وميجان ماركل مقطع فيديو جديدا يحثان فيه رواد التواصل الاجتماعى على تقليل كمية المحتوى الضار الذى يمكن للأطفال مشاهدته عبر الإنترنت، ومقطع الفيديو الذى نشره دوق ودوقة ساسكس، يعود إلى مشاركتهما فى مناقشة اليوم العالمى للصحة العقلية فى نيويورك فى 10 أكتوبر من العام الماضى.
دوق ودوقة ساسكس، أصدرا الفيديو على موقعهم الإلكتروني Archewell بعد جلسة استماع للجنة القضائية بمجلس الشيوخ الأمريكي حول سلامة الأطفال عبر الإنترنت والتي انعقدت في واشنطن، وشاهد السياسيون يحذرون عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي: "أيديكم ملطخة بالدماء".
وفي الفيديو - الذي صدر كجزء من بيان جديد بشأن سلامة الأطفال عبر الإنترنت - تقول ميجان: "عندما تم اختراع السيارة لأول مرة، لم يكن هناك حزام أمان.. وماذا حدث؟ بدأ الناس يتأذون، وبدأ الناس يموتون.. لذلك بدأ تغيير السيارة"، وأضافت: "يتأثر الجميع الآن بعالم الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي.. هناك نقطة دخول للمجتمع الإيجابي والمبدع، ولكننا جميعًا نريد فقط أن نشعر بالأمان".
فيما قال هاري: "نحن بحاجة إلى التخلص من فكرة أن الأطفال الصغار لديهم شيء خاطئ.. لا، إنه العالم الذى نسمح بخلقه من حولهم.. من فضلك توقف عن إرسال محتوى للأطفال لا تريد أن يراه أطفالك".
ووصف الزوجان جلسة الاستماع حول سلامة الأطفال عبر الإنترنت، بأنها كانت "أمام غرفة مكتظة تضم عشرات الآباء الذين عانى أطفالهم أو ماتوا بسبب الأضرار عبر الإنترنت".
وأضافا أن مؤسسة Archewell الخاصة بهما "تعمل مع العديد من هذه العائلات لتوفير شبكة دعم للآباء الذين يتعاملون مع الحزن أو الذين لديهم أطفال يعانون من حالات صحية عقلية خطيرة نتيجة تعرضهم لمحتوى ضار عبر الإنترنت".
وفي بيان مشترك مصاحب للفيديو على موقعهم على الإنترنت، قال دوق ودوقة ساسكس: "إننا نشيد بشجاعة وتصميم آلاف الآباء في جميع أنحاء البلاد الذين أدت دعوتهم إلى جلسة الاستماع هذه"، وأضاف "على مدى السنوات القليلة الماضية، أمضينا بعض الوقت مع العديد من هذه العائلات، نستمع إلى وجع قلوبهم وآمالهم في التغيير العاجل المطلوب في الفضاء الإلكترونى".
وتابع البيان: "هذه قضية تتجاوز الانقسامات والخطوط الحزبية، كما رأينا في جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ.. لا يمكن لأفضل الأبوة والأمومة في العالم أن يحافظوا على سلامة الأطفال من هذه المنصات، كما قال لنا أحد الآباء: "لو كان الحب ينقذهم، لكان جميع أطفالنا هنا"، وأضاف: "هذا ليس الوقت المناسب لتمرير المسؤولية.. لقد حان الوقت لإجراء التغيير الضروري في المصدر للحفاظ على سلامة أطفالنا".
يعود تاريخ الفيديو إلى 10 أكتوبر من العام الماضى عندما حثت عائلة ساسكس شركات التواصل الاجتماعى على تقليل كمية المحتوى الضار الذى يشاهده الأطفال عبر الإنترنت لحماية صحتهم العقلية، وأدلى هارى وميجان بهذه التصريحات فى مهرجان للتوعية بالصحة العقلية نظمته منظمة Project Healthy Minds غير الربحية فى نيويورك.
وشارك الزوجان الملكيان، اللذان تحدثا عن مشكلات الصحة العقلية الخاصة بهما، فى حلقة نقاش إلى جانب الجراح الأمريكى العام فيفيك مورثي، أدارها مقدم برنامج NBC كارسون دالي، الذى تحدث عن صراعاته مع القلق، وتم تنسيق هذا الحدث، الذى أقيم فى اليوم العالمى للصحة العقلية 2023، من قبل مؤسسة آرتشيويل.
ودعا الزوجان شركات وسائل التواصل الاجتماعى إلى تبنى سياسات أفضل للإشراف على المحتوى وتعديل التطبيقات التى يمكن أن تسبب الإدمان للشباب، وتحدثوا بعد الاستماع إلى الآباء الذين فقدوا أطفالهم بسبب مشاكل الصحة العقلية المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وحث الدوق رؤساء التكنولوجيا على "التوقف عن إرسال محتوى للأطفال لا تريد أن يراه أطفالك"، وقالت الدوقة إنها وزوجها يركزان على ما يمكنهما فعله خلف الكواليس لجعل استخدام وسائل التواصل الاجتماعى "أكثر أمانًا وأفضل وأكثر إيجابية"، وأن الزوجين تحدثا إلى المديرين التنفيذيين فى مجال التكنولوجيا حول هذه القضية.
وأضافت: "الناس يتأذون، والناس، وخاصة الأطفال، يموتون"، وتابعت: "قبل عام التقينا ببعض العائلات، وليس جميعها.. فى ذلك الوقت، كان من المستحيل عدم البكاء لأننى متأكد من أن الكثير منكم يسمعون هذه القصص اليوم.. كآباء، أطفالنا صغار حقًا - يبلغون من العمر عامين ونصف وأربعة أعوام ونصف - لكن وسائل التواصل الاجتماعى لن تختفي".
واستطردت الدوقة: "أعتقد أنه من خلال التصميم، هناك نقطة دخول من المفترض أن تكون إيجابية، فى إنشاء مجتمع وقد تطور شيء ما، ولا توجد طريقة لسماع ذلك وعدم محاولة مساعدة هذه العائلات على سماع قصصها".
