محمد على باشا يقضي على المماليك فى مذبحة القلعة.. ماذا حدث؟

الجمعة، 01 مارس 2024 07:00 ص
محمد على باشا يقضي على المماليك فى مذبحة القلعة.. ماذا حدث؟ مذبحة المماليك بالقلعة
كتب محمد فؤاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحل اليوم ذكرى مذبحة القلعة، والتي تعد واحدة من أشهر المذابح التي شهدتها مصر في عصر المماليك، وذلك بعدما جهّز محمد علي باشا مصيدة للتخلص من المماليك في مثل هذا اليوم 1 مارس عام 1811، حيث أعد حفلًا كبيرًا بمناسبة تولي ابنه أحمد طوسون باشا قيادة الجيش الخارج إلى الحجاز للقضاء على حركة محمد بن عبد الوهاب في نجد، ودع حينها رجال الدولة والأعيان الكبار والموظفين العسكريين والمدنيين وزعماء المماليك، وحضر الحفل 470 مملوكًا وحضروا إلى القلعة في أزهى الملابس والزينة.

وعند بداية خلع الأمير طوسون للقيادة، بدأ الجميع السير من خلف الموكب للاحتفال، وفي تلك اللحظة استدرج المماليك إلى باب العزب، وفتح الجنود عليهم وابل الرصاص، ورغم محاوة الممالك للفرار والهرب إلا أنه قد قُتل أغلبهم بالرصاص، وملأت جثثهم فناء القلعة، ومن نجا منهم من الرصاص تم ذبحه على يد الجنود، ولن ينج منهم سوى مملوك واحد فقط يدعى "أمين بك" والذي تمكن من الهرب إلى الشام، وبعدما ذاع الخبر؛ انتشرت الفوضى في البلاد لمدة ثلاثة أيام، قُتل خلالها نحو ألف من المماليك ونُهب خمسمائة بيت، ولم يتوقف السلب والنهب إلا بعد أن نزل محمد علي إلى شوارع المدينة، وتمكن من السيطرة على جنوده وأعاد الانضباط.

وصف البعض مذبحة القلعة بأنها عار على تاريخ مصر وأساءت لسمعة محمد علي باشا، ووصفها البعض أنها حادثة تسببت في إدخال الرعب على قلوب المصريين لعقود، بينما رأى آخرون أن تلك المذبحة كانت خيرًا لمصر، والتي خلصتهم من شر المماليك، كما رأى البعض أيضًا أن ذلك التصرف كان دفاعًا عن النفس والحكم لمحمد على من المماليك الذين كانوا لا ينفكون للسعى إلى السلطة.

ويذكر محمد فريد فى كتابه «البهجة التوفيقية فى تاريخ مؤسس العائلة الخديوية» أن محمد على باشا على قتل جميع الأمراء المماليك وأتباعهم ليتخلص من شرهم.

وقد خطط محمد على باشا لهذه المذبحة بسرية كما يذكر عبد الرحمن الرافعي إذ دعا أعيان المماليك إلى احتفال كبير بمناسبة تنصيب ابنه «طوسون» قائدا لحملة تتوجه إلى الحجاز، ولبوا الدعوة وتوجهوا فى أبهى زينة وأفخم هيئة، وبلغ عدد المدعوين نحو 10 آلاف شخص منهم 470 من المماليك وأتباعهم وكبار القوم، ومختلف الطوائف، وتناولوا الغذاء، وأطلقوا الغناء، حتى نادى المنادى برحيل الموكب، فعزفت الموسيقى وانتظم قرع الطبول، وبدأ الموكب فى السير منحدرا من القلعة إلى «باب العزب"

ويضيف "الرافعى": «لم يكد الجنود يصلون إلى هذا الباب حتى ارتج الباب الكبير بإغلاقه من الخارج فى وجه المماليك، وتحول الجنود بسرعة عن الطريق ليتسلقوا الصخور على الجانبين وأمطروا المماليك بالرصاص، الذين حاولوا الفرار لكن البنادق كانت تحصدهم من كل مكان بلا رحمة، حتى بلغ ارتفاع الجثث فى بعض الأمكنة إلى أمتار، وتمكن بعضهم من الوصول إلى «طوسون باشا» راكبا جواده منتظرا أن تنتهى تلك المأساة، فتراموا على أقدامه طالبين الأمان، ولكنه وقف جامدا لا يبدى حركة، وعاجلهم الجنود بالقتل».







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة