جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي - عبر الفيديو للصحفيين - بالأمم المتحدة في جنيف اليوم /الجمعة/ بعد أن قادت رئيسة العمليات الميدانية والطوارئ لمنظمة يونيسيف في السودان جيل لولر، فريقا من 12 موظفا من المنظمة في مهمة إلى أم درمان (الخرطوم) الأسبوع الماضي، وحيث كانت تلك هي أول مهمة للأمم المتحدة تعود إلى الخرطوم التي تتعرض لإطلاق نار شبه مستمر منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.


وأوضحت جيل لولر أن هدف المهمة كان الوقوف على العمل الذي تدعمه المنظمة مع الشركاء المحليين لتوصيل الإمدادات والخدمات المنقذة للحياة وذلك على الأقل إلى أجزاء من أم درمان التي تمكن الفريق من الوصول إليها، مؤكدة أن الجوع منتشر على نطاق واسع وهو الشاغل الأول الذي يعبر عنه الناس هناك، ولا يمكن لمعظم الأسر تحمل تكاليف المواد الغذائية في السوق وهو مايرجع جزئيا إلى استمرار انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية الذي يمنع الأسر من تلقي الأموال النقدية التي تشتد الحاجة ليها عبر الهاتف المحمول.


وأشارت إلى أن مدير مستشفى النو - وهو أحد المستشفيات الوحيدة في الخرطوم التي لديها جناح صدمات فعال ومزدحم للغاية - أبلغ الفريق بأن حوالي 300 شخص لديهم أطراف بترت في المستشفى في الشهر الماضي فقط، في حين أكد الأطباء أن الاحتياجات تتزايد كما أن الإرهاق بين الموظفين الذين يعيش الكثير منهم عمليا في المستشفى ومعظمهم لم يحصلوا على رواتب منتظمة منذ أشهر أمر واضح وكذلك الإحباط بسبب نقص الإمدادات والمعدات والمساحة.


وحذرت من أن محطة المنارة لمعالجة المياه التي تدعمها المنظمة وهي المحطة الوحيدة التي لا تزال تعمل من بين 13 محطة في منطقة الخرطوم وتوفر المياه الصالحة للشرب لنحو 300 ألف شخص في أم درمان قد تضررت بسبب القتال وتعمل بطاقتها القصوى البالغة 75% فقط ولكنها ستتوقف عن العمل خلال أسبوعين ما لم يتم توفير المزيد من الكلور لمعالجة المياه لهؤلاء السكان.


وشددت على أن هناك حاجة إلى أن تعمل أطراف النزاع على تمكين وصول المساعدات الإنسانية بشكل سريع ومستدام ودون عوائق – سواء عبر خطوط النزاع داخل السودان أو عبر الحدود مع الدول المجاورة للسودان – وقالت إن تشاد وفرت شريان حياة بالغ الأهمية للمجتمعات المحلية في دارفور وأن الوصول عبر حدودها لايزال بالغ الأهمية إلى جانب الوصول عبر جنوب السودان.


أكدت مسؤولة يونيسيف أنه على أطراف النزاع واجب أخلاقي ومسؤولية قانونية لحماية الأطفال وأن عليها أن تتخذ تدابير ملموسة لمنع وإنهاء قتل وتشويه الأطفال وتجنيدهم واستخدامهم في الصراع، وأنه ومن جانب المجتمع الدولي فهناك حاجة إلى تعبئة ضخمة للموارد بحلول نهاية شهر مارس الجاري حتى يتمكن الشركاء في المجال الإنساني من الحصول على الإمدادات والقدرات على الأرض في الوقت المناسب وذلك للحد من الكارثة الإنسانية الوشيكة في السودان.