الأميرة رشا يسرى

حجة الفشل.. إسرائيل تُلصق أسباب عجزها بمصر

الإثنين، 22 أبريل 2024 06:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كاتب مجهول تصفه هاآرتس بمسئول سابق في الموساد يبرر عجز بلاده في مواجهة المقاومة بدور غامض لمصر
 

وسائل إعلامهم تتهم جنودًا في إسرائيل بتهريب أسلحة ومعدات متطورة إلى القطاع.. يتجاهلونها ويلقون بالتهمة على مصر
 

نسأل: من الذي يمرر 35 مليون دولار كل شهر إلى حماس؛ إسرائيل أم مصر؟ هاآرتس تفقد البوصلة وتتجاهل حقائق مرّة في أرشيفهم الصحفي.
 

استقالة أهارون هاليفي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بعد إقراره بـ"مسؤوليته" عن الفشل في التنبؤ بطوفان الأقصى يدحض أكاذيب مسئول الموساد المزعوم.
 

بعد أكثر من نصف عام على بدء عملية طوفان الأقصى التي فشل الجيش الإسرائيلي، في التنبؤ بها أو مواجهتها؛ ومع إقرار قطاعات فيه بهذا الفشل المهين؛ كان آخرها ما حدث قبل ساعات من كتابة هذه السطور ، بإعلان استقالة اللواء أهارون هاليفي رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية بعد إقراره بـ"مسؤوليته" عن إخفاقات منه في التنبؤ  بهجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.

الجنرال المُستقيل هاليفي، والذي يخدم في الجيش منذ 38 عاما، هو أول مسؤول رفيع المستوى يستقيل من منصبه بسبب إخفاقه في منع الهجوم الذي شنته حركة حماس.

وفي كتاب استقالته الذي جرى توزيعه على وسائل الإعلام، أكد الجنرال تحمّله مسؤولية الفشل في منع وقوع الهجوم غير المسبوق على إسرائيل.

وبعد عجز واضح من الجيش الاسرائيلي في تحقيق إنجاز ملموس على الأرض؛  غير  قتل وسفك دماء عشرات الآف من المدنيين والأطفال والنساء والشيوخ في قطاع غزة.

خرجت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بمقال لكاتب مجهول بدون ؛ أعادت نشره في موقعها على شبكة الإنترنت باللغتين الإنجليزية والعبرية؛ وتمت الإشارة إلى الكاتب بأنه مسئول سابق في الموساد الإسرائيلي؛ يحمّل فيه مصر وجيشها وشعبها أسباب كل هذه الإخفاقات؛ بأنها تغض الطرف عن دخول السلاح من أراضيها إلى قطاع غزّة؛ عبر الأنفاق أو البحر.

إلى ذلك وتعتبر القدرة على التعامل مع المشكلات والتحديات جزءاً أساسياً من نمو الدول، فهي تعكس قدرتها على التكيف والنضوج النفسي. ومع ذلك، هناك كيانات في إسرائيل  تظهر صعوبة لديها في التعامل مع المواقف الصعبة، ويميلون إلى تحميل الآخرين مسؤولية فشلهم بدلاً من التحمل الذاتي.

تعكس هذه السلوكيات النمط النفسي في بعض المؤسسات الإسرائيلية والتي تُشير إلى وجود تحديات داخلية تحتاج إلى التعامل معها؛ لكن بدلًا من ذلك تحاول هذه الكيانات البحث عن شماعة يعلقون عليها فشلهم في مواجهة هذه التحديات. 

يمكن أن يعزى ذلك إلى أبعاد نفسية في الشخصية الإسرائيلية خاصة في بعض دوائر القرار؛  تشمل ضعف التحمل، وصعوبة في التعاطي مع التحديات، مما يؤثر على قدرة هذه الكيانات في التصرف بشكل صحيح في وجه التحديات.

الأمر يبدو ملتبساً، لكنه في ذات الوقت واضحاً وجلياً فحينما تتعرض إسرائيل للأزمات تبحث عن شماعة اُخرى تداري عليها فشلها؛ بأن كل ما تتعرض له من أزمات يكون السبب الرئيسي فيه أنها محاطة بإرهاب يهدد وجودها؛ في إشارة واضحة إلى حرمة حماس وبقية فصائل المقاومة الأخرى في القطاع.

وفي حقيقة الأمر الوضع ليس كما يبدو.. فإسرائيل؛ هي من تغذي هذا الطرف الذي تعتبره عدواً لها، فاذا أخذنا حرب إسرائيل على غزة مثلاً سنجد أن حماس بكل ما تشهده من قوة كان الشريان الرئيسي لها هو ما تمرره إسرائيل كل شهر على مدار سنوات من دعم مالي كبير يبلغ خمسة ٣٥ مليون دولار شهرياً جعلتها قادرة على تصنع وتطوير سلاح محلي استخدمته في السابع من أكتوبر الماضي في هجومها على إسرائيل ببراعة.

القراءة الواضحة منذ ما قبل محاصرة الرئيس ياسر عرفات؛ بسعي إسرائيل الحثيث إلى إضعاف منظمة التحرير الفلسطينية؛ تؤكد  ان إسرائيل هي من عملت على تقوية حماس واضعاف السلطة الفلسطينية؛ عندما حرصت على وجود الانقسامات ودعمها؛ لأنها لا تريد شريكاً امام العالم يطالب بالحق الفلسطيني؛  وانما عدواً تسعى إلى قتاله والاجهاز من خلاله على المتبقيين من الشعب الفلسطينيين- سكان الأرض الأصليين- ظهر ذلك واضحًا بشهاداتهم هم أنفسهم، والتسويق أمام العالم بأن إسرائيل لا تجد أمامها شريكاً واحداِ وانما فصائل متناحرة.

لم يدهشني حواراً أجراه المذيع عوديد بن عامي على القناة ١٢ الإسرائيلية مع أحد الجنود الإسرائيليين بعد أحداث السابع من أكتوبر تحديدًا في ١٥ أكتوبر ٢٠٢٣ وقد كانوا يستعرضون السلاح وفوارغ الطلقات التي استخدمتها حماس في هجومها على إسرائيل؛ حيث ذكر الجندي الإسرائيلي في حديثه على ذلك أن جميع هذه  الأسلحة هي أسلحة محلية الصنع، وان هناك أسلحة اسرائيلية قد تم استخدامها في عملية الهجوم على إسرائيل.

الشرطة الإسرائيلية ذاتها أعلنت في خبر أذاعته القناة الثانية الإسرائيلية في 27 يناير 2020؛ مازال موجودًا على منصتها في موقع التواصل الاجتماعي (x) تناول اتهامات لجنود إسرائيليين وجدت في منازلهم أسلحة يسعون لتهربها.

في 19 مارس عام 2018 أذاعت القناة الـ12 الاسرائيلية تقريرًا مصورا مازال موجوداً على منصة ( x ) أشار إلى أن مواطن فرنسي يعمل في السفارة الفرنسية في القدس متورط في تهريب معدات وأسلحة تقنية ما بين الضفة وقطاع غزة.

ورغم الكثير من الحوادث التي توثق فشل إسرائيل نفسها في السيطرة على حركة السلاح من أراضيها إلى غزة؛ تأتي اليوم كيانات فيها لتدس رأسها في الرمال؛ وتقول إن تلك الأسلحة التي تغرق قطاع غزة إنما لأن   مصر تغمض أعينها عليها وتترك السلاح يدخل الى القطاع.

في حقيقة الأمر؛ فإن العكس هو الصحيح.. فالسلاح الذي كان يأتي من غزة الى الارهابين في سيناء بعد ثورة ٣٠ يونيو؛ ودفعت مصر بسببه دماء طاهرة من جندها المخلصين؛ يدحض بكل وضوح وجود أي رغبة مصرية في أن تغض الطرف على حركة السلاح؛ سواء من أو إلى أراضيها؛ الواقعيون في إسرائيل يعفون ذلك جيدًا؛ لقد قام الجيش المصري بحرب ضروس ضد الجماعات الإرهابية في سيناء ونجحنا في تطهيرها والقضاء على الانفاق واغلاقها تماماً؛ فلا مجال لمثل هكذا هراء تقوم صحيفة هاآرتس بترويجه الآن في محاولة من كيانات إسرائيلية إلقاء أسباب فشلها على أسباب خارجية؛ تحاول حصرها في مصر.

إلى ذلك.. ويقف الخبراء  في إسرائيل تمام الوقوف على أن هناك حالات لسرقة اسلحة إسرائيلية - أعلن عنها الاعلام الإسرائيلي في أكثر من موضع- من قواعد عسكرية تابعة للجيش الإسرائيلي في النقب في منصف عام ٢٠٢٣، فالسؤال: من الذي سرق؛ ولماذا سرق؛ ولمن باع ومن الذي اشترى؟  كلها أسئلة تعرف إسرائيل إجاباتها جيدًا.

ومع ذلك تعود إسرائيل لتدس وجهها في الرمال وتزعم أن السلاح الموجود في غزّة قادم عبر مصر.

الإخفاق الكبير في الأجهزة الاسرائيلية والذي أدى إلى فشلها في توقع الهجوم على إسرائيل، جعل الداخل الإسرائيلي لا يثق في مؤسساته المختلفة بل ويطالب بالتحقيق السريع ومحاسبة المخطئ فيها؛ وبدلًا من أن تفتش في داخلها عن أساب هذا الإخفاق وذلك الفشل؛ راح البعض فيها يسعى إلى تبريره بأسباب خارجة عن إرادتهم؛ بأن مصر  هي من تغض الطرف عن دخول السلاح إلى القطاع.

وحافظت مصر على حالة السلام مع إسرائيل على مدار 40 عاماً ووضعت نصب أعينها رغبة مصر في إحلال السلام في المنطقة بأسرها ونجحت في أن تقدم نموذجاً رائعاً للعالم بأسره في الحفاظ على أسس وركائز السلام في المنطقة واتخذته منهجاً لها.

الا أن إسرائيل باتت بقصد أو عن غير قصد مهددة لهذا السلام من خلال سياستها الواضحة إزاء تهجير الفلسطينيين والدفع بهم بقوة للنزوح الي الأراضي المصرية بما يمثله ذلك من  تهديد مباشر للأمن القومي المصري وتفريغ محتوي القضية الفلسطينية من مضمونها وهو الامر الذي رفضته مصر أمام العالم؛ وتقف ضده بقوة.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة