بالفيديو والصور..47 عاما على حريق الأقصى ولا تزال النيران مشتعلة.. محاولات إسرائيلية لهدم المسجد وتضاعف انتهاكات المستوطنين لساحاته.. "تل أبيب" تسعى لتغيير الهوية العربية والإسلامية للمدينة بـ"الأسرلة"

الأحد، 21 أغسطس 2016 12:11 م
بالفيديو والصور..47 عاما على حريق الأقصى ولا تزال النيران مشتعلة.. محاولات إسرائيلية لهدم المسجد وتضاعف انتهاكات المستوطنين لساحاته.. "تل أبيب" تسعى لتغيير الهوية العربية والإسلامية للمدينة بـ"الأسرلة" حريق المسجد الأقصى
كتب - أحمد جمعة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تحل علينا اليوم الذكرى السابعة والأربعين لحريق المسجد الأقصى المبارك فى أبشع عملية إرهابية ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلى فى الأراضى المحتلة، وبالرغم من مرور عشرات السنوات لا تزال سلطات الاحتلال تمارس أبشع الجرائم، ولاسيما فى مدينة القدس المحتلة بغرض تهويدها وتغيير ديمجرافية المدينة المقدسة.

ونجحت إسرائيل فى السنوات الأخيرة من "أسرلة" مدينة القدس المحتلة بمقدساتها الإسلامية والمسيحية عبر فرض وصايتها على الأماكن المقدسة فى القدس الشرقية، فى محاولات إسرائيلية مستميتة لتغيير معالم المدينة المقدسة وتوطين آلاف اليهود فى القدس لمحو الهوية العربية والإسلامية للمدينة.

وتأتى ذكرى حريق المسجد الأقصى هذا العام فى وقت لا تزال النيران متوهجة فى ساحاته جراء الاقتحامات الإسرائيلية المتكررة لساحات المسجد دون أى موقف عربى أو دولى حاسم للجم الاستفزازات الإسرائيلية، وتشهد مدينة القدس المحتلة ومحيطها أعمال حفر وتنقيب فى محيط المسجد الأقصى من جانب سلطات الاحتلال الإسرائيلى والمستوطنين وتنامى ظاهرة الاستيطان بالمدينة والمدن الفلسطينية المحيطة لتغيير طبيعتها الديمجرافية على حساب أبناء البلدة من الفلسطينيين، فيما تتسارع وتيرة عمليات التنقيب عن الهيكل المزعوم أسفل المسجد الأقصى مع كثرة عدد الأنفاق التى حفرتها إسرائيل أسفله وفى محيطه، مما تسبب فى حدوث انهيارات متتالية للطرق والأسوار تنذر بتعرضه لمخطط هدم طمعا فى إقامة الهيكل ومن ثم تحقيق هيمنة ديمجرافية كاملة للاستيطان اليهودى على الأقصى.

فيما وضعت منظمات وجمعيات إسرائيلية وضعت خطة مدتها 3 سنوات من أجل هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم على أنقاضه، وبدأت تلك المنظمات فى  نقل المعدات والأدوات اللازمة ووضعها فى الأماكن القريبة من المسجد الأقصى.

وجراء ذلك أنهار مؤخرا الدرج الأثرى فى سلوان الواصل بين وادى حلوة من مدخل عين سلوان وما يطلق عليها مدينة "داود"، وأعقب ذلك إخلاء 1500 مواطن مقدسى من بيوتهم فى حى "البستان" داخل القدس المحتلة وهدم بيوتهم بهدف إقامة مشروع مدينة الملك داود اليهودية، وبالرغم من مشروع البيان الذى صدر عن مجلس الأمن خلال يوليو الماضى بشأن الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة على المسجد الأقصى، والذى ينص على المحافظة على الوضع التاريخى الراهن فى الحرم الشريف ووقف العنف، إلا أن إسرائيل مازالت ترتكب كثيرا من الانتهاكات ولم تمتنع عن وقف العنف والممارسات الاستفزازية.

ويرجع حريق المسجد الأقصى إلى قيام "دينس مايكل" الأسترالى الجنسية بإضرام النار فى الجامع القبلى فى المسجد الأقصى، والتهم الحريق أجزاء مهمة منه، واحترق منبر نور الدين محمود الذى صنعه ليضعه بالمسجد بعد تحريره، وهو ما كان يعتبر رمزا فى فلسطين للفتح والتحرير والنصر على الصليبيين، واستطاع الفلسطينيون إنقاذ بقية الأجزاء، وألقت إسرائيل القبض على الجانى وادعت أنه مختل عقليا وتم ترحيله إلى أستراليا.

وتسبب الحريق فى تدمير المقصورة الملكية بالمسجد وإتلاف خشب السقف الجنوبى منه وأصاب التلف العمودين الموصلين من ساحة القبة إلى المحراب والقوس المحمول عليهما والجدار الجنوبى، وأتت النيران على ثمان وأربعين نافذة من النوافذ فريدة الصنع.وأحدثت تلك الجريمة المدبرة فوضى فى العالم، مفجرة ثورة غاضبة خاصة فى العالم الإسلامى، وفى اليوم التالى للحريق أدى آلاف المسلمين صلاة الجمعة فى الساحة الخارجية للمسجد الأقصى، وعمت المظاهرات القدس احتجاجا على الحريق، فيما تم الدعوة إلى عقد أول مؤتمر قمة إسلامى فى الرباط بالمغرب.

ويعد حريق المسجد الأقصى الذى حدث فى عام 1969 جزء من الاستفزازات الإسرائيلية التى تمارس بحق أبناء الشعب الفلسطينى وسكان المدينة العتيقة، بل أن هناك أشكالا من جرائم أخرى ارتكبت فى حق المسجد الأقصى، ففى عام 1979 أطلقت الشرطة الإسرائيلية وابلا من الرصاص على المصلين المسلمين فى ساحات المسجد مما أدى إلى إصابة العشرات منهم بجروح، وبعد تلك الواقعة بعام عقد حاخامات اليهود مؤتمرا عاما حول القدس خططوا خلاله لاحتلال المسجد الأقصى.

 

وفى عام 1981 تم الإعلان عن اكتشاف نفق أسفل الحرم يبدأ من حائط البراق وبعدها بعام حاولت جماعة "حشو نانين" المتطرفة بقيادة رئيسها "يوئيل لرنر" تدمير المسجد عن طريق شحنات شديدة الانفجار، وفى عام 1983 اقتحمت جماعة ما تسمى بـ"أمناء جبل الهيكل" ساحة المسجد وأقامت طقوسا دينية أمام "باب المغاربة" فى حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلى، وفى عام 19484 تم اكتشاف ثغرة طولها ثلاثة أمتار وعرضها متران وعمقها أكثر من عشرة أمتار تؤدى إلى نفق طويل شقته سلطات الاحتلال بمحاذاة السور الغربى للمسجد مما هدد بانهياره.

وقامت إسرائيل مؤخرا بتنفيذ مخططها لبناء أكثر من 70 ألف وحدة سكنية جديدة فى المستوطنات اليهودية المنتشرة فى الضفة الغربية، منها نحو 6 آلاف شقة جديدة فى محيط القدس الشرقية، وصدقت على بناء 15 ألف وحدة من تلك الوحدات بهدف مضاعفة عدد المستوطنين اليهود مرتين، ومن أخطر مواقع الوحدات السكنية الجديدة المنطقة الواقعة بين القدس الشرقية ومستوطنة "معاليه أدوميم" المقامة على أرض أبوديس شرق القدس، وسيؤدى البناء فى هذه المنطقة إلى عزل الضفة الغربية عن القدس.

وتقوم قوات الاحتلال الإسرائيلى حاليا بإغلاق المنفذ الوحيد المتبقى للمواطنين من وإلى مركز شمال مدينة القدس وإجبارهم على استخدام المعابر العسكرية للمرور شريطة حصول المواطنين على تصاريح تصدرها الحكومة الإسرائيلية، ووضعت يدها على مساحات واسعة من أراضى المواطنين ومنعت البناء أو الزراعة فيها وذلك فى محيط المنطقة لعزل القدس عزلا كاملا عن ضواحيها ومحيطها وامتدادها الجغرافى والديموجرافى الفلسطينى، وقد ترتب على هذا إغلاق ما يزيد على 700 منشأة اقتصادية.

وتضع إسرائيل المدينة شرقها وغربها تحت إدارة بلدية القدس التى تهتم أساسا بالمواطنين اليهود فى القدس الغربية، وتحاول زيادة أعدادهم فى القدس الشرقية، وأصبح بالقدس شرقها وغربها 76 ألفا و860 يهوديا، أى 10% من سكان إسرائيل.

فيما أكد المجلس الوطنى الفلسطينى "أن جرائم الاحتلال الإسرائيلى ومحاولاته لتهويد القدس والمسجد الأقصى المبارك لا تزال مستمرة، بعد جريمة إحراقه قبل 47 عاما"، مطالبا الأمتين العربية والإسلامية ومنظمة التعاون الإسلامى بتقديم الدعم الفعلى الكافى، لتثبيت صمود أهل القدس، لتمكينهم من الدفاع عنها، خاصة مع تصاعد اقتحامات واعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على المسجد.

واستحضر المجلس الوطنى فى بيان صحفى، اليوم الأحد، فى ذكرى إحراق المسجد الأقصى، الجريمة البشعة التى أقدم عليها اليهودى الأسترالى الجنسية مايكل دينيس بتاريخ 21 أغسطس عام 1969، حيث أشعل النار عمدا فى المسجد الأقصى، بغطاء وحماية من سلطات الاحتلال، مشددا على أن الأقصى غير قابل للقسمة أو المشاركة مع الاحتلال.

وطالب منظمة اليونسكو بتنفيذ قراراها باعتماد المسمى العربى الإسلامى للمسجد الأقصى، ورفضها للمسمى الإسرائيلى، تأكيدا على اقتناع العالم ببطلان محاولات التزييف والتزوير الإسرائيلية للتراث العربى والإسلامى فى مدينة القدس المحتلة، داعيا إلى تطبيق قرار مجلس الأمن الدولى رقم (271) -وغيره من القرارات ذات الصلة- الذى طالب إسرائيل بإلغاء جميع التدابير التى من شأنها المساس بوضعية مدينة القدس التى تقع تحت احتلالها، والتقيد بنصوص اتفاقيات جنيف والقانون الدولى، والتوقف عن إعاقة صيانة وإصلاح وترميم الأماكن المقدسة.


حريق المسجد الأقصى المبارك

المسجد القبلى عقب حرق اليهود له

المسجد القبلى عقب تعرضه للحرق 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة