تحتفل منظمة الصحة العالمية بأسبوع التمنيع العالمى على الصعيدَيْن العالمى والإقليمى، غدا الأربعاء ، الموافق 24 وتستمر إلى 30 إبريل 2019، تحت شعار "محميون معاً: اللقاحات تُحقِّق الغرض!" وذلك لتعزيز استخدام اللقاحات لحماية الناس فى كافة الأعمار من الأمراض التى يمكن الوقاية منها باللقاحات.
وينقذ التمنيع ملايين الأرواح كل عام؛ وهو تدخل صحى معترَف به على نطاق واسع بوصفه واحداً من أنجح تدخلات الصحة العامة وأعلاها مردوداً. وفى جميع أنحاء العالم، تستخدم 162 بلداً اللقاحات الآن، ويبلغ متوسط المعدل العالمى للتغطية بالتمنيع 85%.
وشهد إقليم شرق المتوسط زيادة ملحوظة فى عدد من يتلقون اللقاحات فى السنوات الأخيرة، مع استحداث المزيد من اللقاحات ونجاح بلدان أكثر فى القضاء على الأمراض من خلال التمنيع، الأمر الذى يترتَّب عليه إنقاذ مزيد من الأرواح كل عام.
وحقَّقت برامج التمنيع الوطنية فى الإقليم نجاحاتٍ ملحوظة طيلة العِقد الماضى، ففي عام 2017، بلغ عددُ الأطفال الذين حصلوا على التمنيع الروتينى 13.5 مليون طفلٍ، في حين كان عددُهم 11.5 مليون طفلٍ في عام 2008، كما أدخلت هذه البرامج الوطنية مزيداً من اللقاحات الجديدة، مما أدى إلى إضافة 69 لقاحاً إلى جداول التمنيع في الإقليم، وحصل أكثر من 470 مليون طفلٍ على اللقاح المضاد للحصبة من خلال أنشطة التمنيع التكميلي، وتحرز عدةُ بلدان تقدُّماً نحو القضاء على الحصبة.
ويقول الدكتور أحمد المنظري، مدير منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط: "بالإضافة إلى تأثير التمنيع الإيجابي على صحة الأطفال، فإن معدلات التمنيع المرتفعة تعنى أن قطاعات عريضة في المجتمع تحظَى أيضاً بالحماية، ويأتي موضوع حملة هذا العام، وهو "محميون معا: اللقاحات تُحقِّق الغرض!" ليذكرنا بأهمية ضمان حصول الجميع على فوائد اللقاحات الـمُنقذة للحياة لحماية أنفسهم من الأمراض".
ويضيف المدير الإقليمي "يضع التمنيع الأساس لإحراز تقدُّم نحو تحقيق التغطية الصحية الشاملة بما يتواءم مع الرؤية الإقليمية (الصحة للجميع وبالجميع)، كما إن التوسع في إتاحة التمنيع أمر لا غنى عنه لتحقيق أهداف التنمية المستدامة .
وفي إطار حملة هذا العام، سنحتفى بأبطال اللقاحات الذين يقودون الجهود المبذولة للوصول إلى جميع الأطفال، والمهنيين الصحيين في المجتمع، والأطباء، والممرضات، والمديرين، والآباء والأمهات. ويأتي هذا الاحتفاء تقديراً لما يضطلع به هؤلاء الأبطال من أدوار فى الحفاظ على صحة الأطفال وضمان مستقبل ينعم فيه الجميع بأمان أكبر وصحة أوفر.
وفي أسبوع التمنيع العالمي 2019، يعرب المكتب الإقليمى لمنظمة الصحة العالمية عن تقدير المنظمة لحكومات الإقليم لما تبديه من التزام بتعزيز برامج التمنيع، كما يشكر الشركاء على مواصلة اهتمامهم ببرامج التمنيع والتزامهم بدعمها.
وعلى الرغم مما تم إحرازه من تقدم، لا يزال هناك كثير من العمل يجب القيام به لسد الهوّة في التمنيع. وحذر من عدم تناول التطعيمات فى اقليم شرق المتوسط، موضحا أنه لايزال في الإقليم 3.1 مليون طفل لا يحصل على أي تطعيم أو لا يحصل على جميع التطعيمات، فضلاً عن ورود بلاغات بظهور فاشيات الحصبة والدفتيريا في بعض البلدان.
وأكَّد الدكتور المنظري أنه "من خلال توسيع نطاق الشراكات مع المجتمع المدنى، والمجتمعات المحلية، وشركاء التمنيع، نستطيع معاً - بل ويجب علينا - أن نوجّه التقدُّم الـمُحرَز بشأن اللقاحات للوصول إلى المزيد من الأطفال، واستخدام لقاحات جديدة، وزيادة فوائد التطعيم في جميع مراحل الحياة، وإنني أحثّكم جميعاً على الاحتفال بأسبوع التمنيع العالمي 2019، وأنتم ملتزمون التزاماً تاماً بضمان حماية الجميع من الأمراض التى يمكن الوقاية منها باللقاحات وعدم تخلف أحد عن الرَّكْب.